"المصريون أصبحوا يعبرون عن أنفسهم وآرائهم علنًا بكل حرية، ولكن النظام السياسي المصري الذي تترجم من خلاله هذه الآراء إلى سلسلة من القرارات الشرعية والسياسات هو وبكل بساطة معطوب"، هكذا وصف ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة جورج واشنطنالأمريكية، والخبير بالشأن المصري، المشهد السياسي في مصر بعد مرور أكثر من عامين على الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. وقال براون في مقابلة مع "المصريون". إن مشكلة المرحلة الانتقالية في مصر تكمن في سلسلة من القرارات السيئة التي تم اتخاذها في فبراير ومارس 2011 بشأن قواعد إعادة بناء النظام السياسي والسماح للجيش بأن يدير الفترة الانتقالية بدون رقابة. وأضاف أن "جماعة "الإخوان المسلمين" أيضاً ارتكبت خطأ فادحًا في نوفمبر الماضي عندما بالغت في تقدير احتمالات حدوث انقلاب عسكري مما دفع الرئيس محمد مرسي إلى إصدار إعلانه الدستوري"، وتابع: "لا أعتقد أن السياسة المصرية قد تعافت بعد من عواقب سوء التقدير هذا". واعتبر براون أن فشل المعارضة المتكرر في صناديق الاقتراع ليس أمرًا مفاجئًا، لأنها "لم تكن مستعدة للانتخابات"، لكنه أعرب عن قلقه من "اتجاه المعارضة للضغط خارج العملية الديموقراطية". مع ذلك، انتقد الخبير الأمريكي دعوات بعض رموز المعارضة للإطاحة بالرئيس المنتخب، معتبراً أن هذا السيناريو لا يخدم عملية الانتقال للديموقراطية في مصر، وقال "إنهم بهذا ينقلون للإخوان أن المعارضة لن تقبل بفوز انتخابي لجماعة الإخوان المسلمين، مما يعمق ميل قيادات الجماعة للشك في أولئك الذين ينتمون لخارج جماعة الإخوان المسلمين"، معتبرًا أنه من المؤسف أن تتبنى المعارضة مثل هذا المطلب التصادمي. وأشار إلى أنه في حالة الإطاحة بمرسي "فالبديل سيكون إما حكمًا عسكريًا أو حربًا أهلية"، معتبرًا أن "الخيارين كلاهما مريع وأن الحكم العسكري بطبيعته يحرم الشعب من أن يكون له صوتًا". غير أنه يرى أن المعارضة لن تكون قادرة على الإطاحة بالرئيس مرسي بشكل مباشر، "لكنها جعلت الحكم أمرًا صعبًا عليه". وحول مدى واقعية الدعوات لانتخابات رئاسية مبكرة، قال براون إن ""الدستور واضح بشأن هذه المسألة، على مرسي أن يستكمل فترة ولايته. السبيل الدستوري الوحيد للتغلب على ذلك هو أن يتقدم مرسي باستقالته أو يدعو لاستفتاء، وكلا الخطوتين تتطلب موافقته. وأنا لا أعتقد أنه سيوافق على أي من تلك الخطوات". واختتم براون بتوجيه نصيحة للمعارضة وجماعة "الإخوان المسلمين"، قائلاً "حاولوا أن تقدموا مطالبكم السياسية بلغة تعزز الحوار بين المعسكرات المختلفة، فمستقبل مصر يتوقف على ذلك".