جدد الأزهر، رفضه عودة العلاقات المقطوعة مع الفاتيكان قبل أكثر من سبع سنوات، إلا بعد توافر الأجواء الملائمة لذلك، والرد على تهنئة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر للبابا فرانسيس بمناسبة ترسيمه. وقال الدكتور محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر للحوار، إنه "تمَّ تقديم كثير من الاقتراحات الوسطية المعتدلة، ولم يُعِر الفاتيكان للأمر اهتمامًا، وكأنه ليست هناك أدنى مشكلة"، مشيرًا إلى أنه "بعد اعتزال البابا السابق بنديكيت السادس عشر أبدى الأزهر استعداده لفتح صفحة جديدة والعودة إلى الحوار منتظرًاً دائمًا علامة إيجابية من الفاتيكان، وأعلن الأزهر ذلك في حينه". وأضاف أنه "بعد انتخاب البابا الجديد فرنسيس الثاني علق مركز الحوار (بالأزهر) لوسائل الإعلام الغربية معلناً تفاؤله بإمكانية خلق آفاق للحوار يشير إليها الفاتيكان"، وأرسل شيخ الأزهر بنفسه برقية تهنئة للبابا، إلا أن البابا الجديد حتى الآن لم يوجه بنفسه أي ردّ ولا شكر للإمام، وليس من شأن أي طرف غيره أن يكتب للأزهر و لإمامه في هذا الأمر". وتابع قائلا: "وقد وضحنا للوسطاء وللأب رفيق جريش ولأحد المقربين من البابا التقيناه مؤخراً في مؤتمر حوار في فيينا هذه الحقيقة، وهي أن الإمام الأكبر هو شيخ الإسلام والمسلمين في العالم كله، كما أن البابا أعلى سلطة كاثوليكية في العالم كله، ومن اللائق أن يتوجه البابا بنفسه إلى الإمام الأكبر للرد على التهنئة، وقد وضحنا ذلك للسيد جون بول جوبل السفير الجديد للفاتيكان في القاهرة في أثناء احتفال دير الدومنيكان بعيده الستين في القاهرة أمس الأول، وقال إنه سينقل هذه الرسالة إلى روما". واستدرك قائلا: "لسنا في حاجة إلى التكرار و التأكيد على أن الأزهر لا يتوقف عن الحوار سواء في الداخل أو في الخارج ومع كل كنائس العالم، بما فيهم الكاثوليك بالطبع، إذن فنحن الذين ننتظر من الفاتيكان علامات التحسن حتى نعود إلى الحوار" . جاء ذلك تعليقًا على تصريحات نشرتها صحيفة "الميساجيرو" الإيطالية للمستشار الدبلوماسي لشيخ الأزهر محمود عبد الجواد بعد عامين على قطع العلاقات بين الفاتيكان والأزهر أعرب فيها عن أمله في أن يتخذ البابا فرنسيس "خطوة إلى الإمام"، مؤكدًا أن الإسلام السني مستعد لإعادة فتح حوار مع الفاتيكان. وقال الموفد الدبلوماسي للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر: "فرنسيس بابا جديد. نتوقع أن يتخذ خطوة إلى الأمام". وذكر المستشار من القاهرة بأن خطوة محتملة إلى الأمام "قد تكون كلمة يقول فيها إن الإسلام دين سلام وأن المسلمين لا يريدون الحرب ولا العنف. سيكون ذلك تقدما". وأضاف أن شهر رمضان، الذي يبدأ في التاسع من يوليو، قد يكون مناسبة لذلك، تقليديا يوجه الباباوات رسالة إلى إمام الأزهر وعلى البابا فرنسيس إيجاد الكلمات المناسبة، موضحا أن المشاكل التى واجهناها لم تكن مع الفاتيكان بل مع البابا السابق الآن أبواب الأزهر مفتوحة. وخلال زيارة البابا تواضروس بطريرك الأقباط الأرثوذكس للفاتيكان في أواخر مايو الماضي إلى الفاتيكان، طلب البابا فرانسيس الأول بابا الفاتيكان إعادة الحوار المتوقف مع الأزهر. وأوضح الفاتيكان في بيان رسمي أن مبادرة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بتهنئة البابا فرانسيس الأول بتنصيبه على الكرسي البابوي تعد مبادرة سلام من قبل الأزهر. وأشار البيان إلى تعدد الفوائد جراء إعادة العلاقات و الحوار بين الفاتيكان والأزهر، حيث إن هناك نقاط مشتركة بين الكاثوليكية والإسلام، مؤكدا أن الحوار يتوحد من خلاله القيم والمبادئ المشتركة وليس عقائديًا. وتوترت العلاقة بين الأزهر والفاتيكان بشدة في عهد بابا الفاتيكان السابق بنديكت السادس عشر عام 2006، جدلا بعد أن ألقى خطابا في جامعة ألمانية، أكد فيه أن "الفكر المسيحي يفسح مجالاً "للمنطق" أكثر من الدين الإسلامي المرتبط بالعنف"، وأثارت التصريحات استياء في العالم العربي وتظاهرات عنيفة. واستؤنف الحوار في عام 2009 لكنه علق مجددًا من قبل الأزهر في 2011 عقب تصريحات أخرى للبابا طالب فيها بحماية المسيحيين في مصر بعد تفجير استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية؛ حيث اعتبرها الأزهر تدخلا غير مقبول في الشأن المصري.