اختتمت القافلة الدعوية الأولى للأزهر بمدينة السويس جولتها، بمحاضرة حول "سماحة الإسلام وسعة أفقه" بنادي النصر، بحضور جمع غفير من المواطنين، أكد المشاركون فيها أن القوافل الدعوية بداية حقيقية لاستعادة دور الأزهر المنوط به. وأكد الدكتور محمد مهنا، عضو المكتب الفني للعلاقات الخارجية بالأزهر، أنَّ مصر مرت بعقود خلت فيها الساحة من العلماء المحققين، وأصبح المجتمع يفتقد إلى القدوة من أصحاب العلم والفكر والذكر، وهو ما يؤكد أهمية القوافل الأزهرية لتجوب مصر والعالم الإسلامي لدعم المنهج العلمي الوسطي الصحيح للإسلام، وأن هذه القوافل تُمثّل مظهرًَا من مظاهر عودة الأزهر إلى مصره وعالمه، وعودة مصر إلى أزهرها؛ ليلتئم الشمل، ونخرج من حالة التخبط والاضطراب. وقال الدكتور محمد مختار جمعة، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، ومسئول ملف الدعوة والإعلام الديني بالمكتب الفني لشيخ الأزهر: إنَّ الفقه عند أهل العلم هو التيسير بدليل، ولم يقل أحدٌ من أهل العلم مِن القديم أو الحديث إنَّ الفقه هو التشدد، والشريعة الإسلامية قائمة على اليسر ورفع الحرج, وما جعل عليكم في الدين من حرج وما خير النبي بين أمرين إلا واختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا أو قطيعة رحم, الرفق ما وضع في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شأنه. وأضاف: عندما يتحدث العلماء عن الوسطية في الإسلام يظن المتشددون أن في هذا نوعًا من التفريط أو التساهل في حق الدين, وهم على خطأ لأننا ننبذ التفريط قدر نبذنا للتشدد حتى لا تختل الموازين؛ فالإسلام دين الوسطية واليسر فلا إفراط ولا تقصير فلا نفرط في أي شيء من ثوابتنا حفاظًا على وسطية الدين. وأكد أن الإسلام فتح باب الأمل واسعًا, مستشهدًا بقوله – صلى الله عليه وسلم-: أذنب ذنبًا عبدُ فقال: علم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي" ولازال العبد يكررها والله - عز وجل - يغفر له فباب التوبة مفتوح دائمًا وأبدًا أمام الجميع, والدين الإسلامي يمنع من القنوط من رحمة الله, إننا ندعو بالحكمة والموعظة الحسنة، ونحن مأمورون بالقول الحسن حتى ولو كان بينك وبينه عداوة, لذا قالوا البر شيء هين. وقال الدكتور عباس شومان، أستاذ ورئيس قسم الشريعة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية: إن كل ما يحل بالبلاد وعلى أرض مصر، وكل ما يحدث من آثار سلبية من قطع طرق وسفك دماء ظروف طارئة وستزول، مؤكدًا أنه لا يصح أبدًا ما نراه من مظاهر سلبية وفوضوية لا تليق بأرض الأزهر الشريف, وبإذن الله سماحة الإسلام ووسطيته قادرة على التغلب على تلك المظاهر السلبية المشينة. وعرض الدكتور مختار مرزوق، عميد كلية أصول الدين بأسيوط، صورًا عديدة للتسامح؛ في الصلاة والصيام، وغيرهما من الفرائض.