يعقد قسم أصول التربية بكلية التربية بجامعة بنها المؤتمر العلمي السنوي الأول لقسم أصول التربية بجامعة بنها "التربية في مجتمع ما بعد الحداثة" تحت رعاية الأستاذ الدكتور/محمد صفوت زهران رئيس جامعة بنها، وذلك خلال الفترة من 21-22يوليو 2010بقاعة المؤتمرات – جامعة بنها.. ويحضره لفيف من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية والعربية، ومراكز البحوث، والخبراء والباحثين ، ورجال الفكر والإعلام، والعاملين فى الحقل التربوي، والمؤسسات الأهلية المهتمة بتطوير التعليم وصانعي السياسات ومتخذي القرار.. وصرحت الدكتورة وضيئة أبو سعدة رئيس قسم أصول التربية بكلية التربية جامعة بنها، ومقرر المؤتمر أنه قد ساد في العقود الأخيرة من القرن العشرين خطاب شديد التنوع والاتساع يستعصى على محاولات إدماجه ضمن القوالب الفكرية المستقرة، ويرى أن الحضارة الحديثة قد زالت واندثرت أو أنها في سبيلها إلى الزوال بكل ما أنجزته من تقدم في مجالات الفكر الإنساني والكشف العلمي والإبداع الفني، وأننا على أبواب حضارة جديدة هي حضارة وثقافة ما بعد الحداثة، وأن ما بعد الحداثة تهيئ (باعتبارها مفهوما نقديا لفكر الحداثة) لقيام مجتمع جديد يرتكز على أسس جديدة تماما. ويطرح هذا الاتجاه فكرا جديدا يرفض اليقين المعرفي المطلق، ويعمل على إسقاط السلطة الفكرية والقيم المفروضة من الأنظمة الاجتماعية، إنه عصر يتسم بالتمزق والتمرد والتعقد والتناقض، والابتعاد عن العقلانية والشك في الحقائق المستقرة، وفى مناهج إنتاج الحقيقة التي كانت تشكل من قبل الثوابت التي تدور حولها الممارسة. وتشير العديد من الدراسات إلى أن مجتمع ما بعد الحداثة أفرز تصورات جديدة من حيث الشكل والمضمون للتصورات الراهنة، فالتوجه يتزايد - وبشكل جذري - من الاكتفاء بثقافة الحد الأدنى، إلى ثقافة الجودة والإتقان، ومن الاعتماد على الآخر إلى الاعتماد المتبادل، ومن اقتصار التنمية على الجوانب الاقتصادية المتعلقة بالنمو إلى التنمية البشرية، ومن التعصب ضد الثقافات الأخرى إلى الاهتمام بكل الثقافات باعتبار كل ثقافة مصدرا للتعليم والأفكار والإبداعات، ومن ثقافة البدائل المتعارضة إلى الاختيارات المتعددة والمتكاملة، ومن التقوقع داخل حدود وهمية طبقا لمفهوم "الدولة" و" الأمن" التقليديين إلى تخطى لحواجز الزمان والمكان من خلال القرية الكونية ونظام الفضاء الالكتروني للمعلومات. وقد أدت هذه التغيرات إلى معطيات جديدة تحتاج إلى فكر جديد، وخبرات جديدة، وأساليب جديدة، ومهارات نوعية جديدة في التعامل معها. وهذا بدوره يملى النظام التربوي نقلة نوعية فى برامجه ومناهجه وأساليبه، وفى أهدافه وما يرتبط بذلك من إجراءات ومعايير للجودة والاعتماد فى ضوء متغيرات عالم ما بعد الحداثة. وأشارت الدكتورة وضيئة أن المؤتمر يهدف إلى حشد جهود الباحثين فى مصر والدول العربية والإسلامية لتقديم الدراسات والبحوث العلمية، لرصد وتحليل أهم التغيرات الآنية والمستقبلية التي أفرزتها القوى والديناميات المحركة لحركة ما بعد الحداثة، مع التنبؤ بنتائجها وآثارها على النظم التربوية في المجتمعات العربية والإسلامية، والمجتمع المصري بصفة خاصة، ودعم جهود المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية في برامج تطوير وتحسين التعليم بناء على نقد وتحليل وتفسير أهم التحولات النوعية في النظم التربوية عالميا وقوميا ومحليا، والتي يمكن أن تسفر عنها التغيرات في مجتمع ما بعد الحداثة، وتحديد أهم الأسس والمنطلقات التي يمكن أن يستند إليها المخططون والقائمون على اتخاذ القرار عند وضع استراتيجيات تطوير التعليم أو رسم السياسات التعليمية فى مجتمعاتهم العربية عامة، وفى المجتمع المصري خاصة، في إطار مجتمع ما بعد الحداثة. وأضافت أن محاور المؤتمر تدور حول مفهوم التربية فى خطاب ما بعد الحداثى، وطبيعة المعرفة وأنماطها وأهدافها فى الخطاب التربوى ما بعد الحداثى، والنظام التربوى ، وفلسفة ما بعد الحداثة وعلاقتها بفلسفة التربية، ومفهوم الطبيعة الإنسانية من منظورها، ودور النظم التعليمية تجاه التعددية الثقافية، والتعليم وقضايا المرأة، ودور التربية وأهدافها ووظائفها فى ضوء المتغيرات المجتمعية والقيمية لمجتمع ما بعد الحداثة، واللغة فى فلسفة ما بعد الحداثة كأداة لإنتاج المعرفة، والتكامل بين التعليم النظامي وغيرالنظامي، والشراكة بين الجامعة ومؤسسات المجتمع المدنى فى مجتمع ما بعد الحداثة، والشراكة بين كلية التربية والمجتمع المحلى للارتقاء بالعملية التعليمية، وتكنولوجيا التعليم الرقمية ومجتمع المعرفة، ومحو الأمية وتعليم ، ومستقبل البحث التربوي في مجتمع ما بعد الحداثة، ومؤشرات الإصلاح التعليمي في مجتمع ما بعد الحداثة، والسياقات المجتمعية للنظام التربوى فى مجتمع ما بعد الحداثة، وجودة مؤسسات التعليم وإجراءات اعتمادها من منظور ما بعد الحداثة، والتعاون التربوي الإقليمي والدولي في عصر ما بعد الحداثة من أجل عالم متعدد الثقافات، والمنهج وأساليب التقويم ، وأساليب الإرشاد الاكاديمي والتربوي والبحث السيكولوجي من منظور ما بعد حداثى، ومخاطر الصراع والعنف التي يفرزها الاختلاف الثقافي والتنافس العرقي والديني والقومي. ويأمل المؤتمر أن يضع استراتيجية تحافظ على ثوابت العالم الإسلامي وفلسفته التربوية والثقافية، ومواجهة الفلسفات الرامية إلى تنميط العالم وقولبته في نمط وقالب ثقافي واحد.