سيطرت حالة من السخط العام على القوى السياسية إثر إذاعة حوار الرئاسة لبحث سبل أزمة سد النهضة الإثيوبى على الهواء مباشرة، وانتقد مشاركون فى الحوار ما حدث ووصفوه بالخدعة. وتقدم الدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور باعتذار للدولة الإثيوبية والسودانية عن الإساءات التي تخللت الحوار"، قائلا "أعتذر لإثيوبيا والسودان شعبًا وحكومة عما صدر أمس في "الحوار الوطني" من إساءات، وطالب "البرادعي" الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية بتقديم اعتذار مماثل باسمه والشعب المصرى. فيما رفض المهندس أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط، تصرف البرادعي، مشيرًا إلى أنه مَن رفض الحوار ولم يسهم برأي في حل مشكلة قومية تهدد الأمن المائي لمصر بالخطر. وأعرب الدكتور أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، عن رفضه لاعتذار الدكتورة باكينام الشرقاوى مساعد الرئيس على إذاعة اللقاء دون إبلاغهم بذلك، مؤكدًا أن إذاعة جلسة القوى السياسية مع الرئيس مرسي، لمناقشة سبل مواجهة أزمة سد النهضة الإثيوبي، لم تكن بعلم حاضري الجلسة، معتبرًا أنها أضرت كثيرًا بما طرحه حضور الجلسة من حلول. وأوضح "نور"، أن إذاعة الجلسة أثر بالسلب كثيرًا على مقترحاتنا ضد "سد النهضة"، لكن هذا لم يقلل من أهمية الاجتماع، وجدواه؛ فقد طرحنا حلولاً يمكنها التصدي لبناء "سد النهضة"، مشيرًا إلى أنه لم يندم على المشاركة في حوار الرئاسة. قال محمد أنور عصمت السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، إنه لا غضاضة من إذاعة الحوار الوطني على الهواء دون علمهم، مشيراً إلى أنهم دخلوا لقاعة الاجتماع، وكانت الكاميرات موجودة، لافتاً إلى أن إذاعة الحوار يعد نوعاً من الشفافية أو ربما قصدت الرئاسة من إذاعته إيصال رسالة معينة للرأى العام الخارجي. وقال "السادات"، إن ما أعلنه رئيس الوزراء الإثيوبي من التقدم بشكوى للأمم المتحدة ضد مصر بسبب جلسة الحوار الوطني لا حجة به و سيرد عليه، مشيرًا إلى أن هناك تسجيلات من داخل إثيوبيا فيها إهانات لمصر. وأوضح أن ما دار في اللقاء يعد حديثاً شعبياً يحدث في كل مكان ولا ضرر من إذاعته ولا علاقة له بما ستقرره مصر للتعامل مع أزمة سد النهضة أو توجه الحكومة حيالها، رافضاً محاسبة من أذاع الحوار، مشيراً إلى أنه جاء استجابة لمطالبة المعارضة الدائمة بعلانية الحوارات. وأكد إيهاب شيحة رئيس حزب الأصالة، أن الخطأ الوحيد الذى تم خلال الحوار هو بثه على الهواء بدون إخبار المشاركين، فكان من الأولى أن يتم إخبار الجميع أن اللقاء سوف يتم بثه مباشرة، ولكننا على ثقة أن ما حدث خطأ غير مقصود من قبل مؤسسة الرئاسة. وأضاف رئيس حزب الأصالة أن ما قيل خلال الحوار لا يؤخذ على الدولة لأننا لا نمثل الدولة ولكننا نمثل أنفسنا وأحزابنا ورأى الشارع المصرى فقط، مشيرًا إلى أنه على مؤسسة الرئاسة أن تتطلع إلى رأي الشعب من خلالنا.