سرور: إثيوبيا "تعاند" مصر.. سلامة: لا أستبعد الخيار العسكرى.. ويسرى: إسرائيل وراء مخطط السدود طالب عدد من الخبراء المختصين بملف مياه النيل الرئيس مرسي بسرعة التحرك بجدية لمنع إثيوبيا من إقامة السدود التي تضر بحصة مصر من المياه بكل الطرق، وعدم استبعاد الحل العسكري في سبيل ذلك، كما أعربوا عن قلقهم إزاء موقف إثيوبيا المصر على إقامة سلسة السدود على مجرى النهر، فيما وصف البعض لقاء الرئيس محمد مرسي مع رئيس وزراء أثيوبيا هيلي مريام ديسالين باللقاء الفاشل الذي لم يحقق أي جدوى حقيقية في الملف، مع استمرار إثيوبيا في سياسة التجاهل والكذب والتجميل حتى يتم الانتهاء من سلسلة السدود ويصبح بمثابة أمر واقع. وقال الدكتور هاني سرور، رئيس وحدة السودان وحوض النيل بمركز الأهرام السياسي،: "إن لقاء الرئيس محمد مرسي مع رئيس وزراء إثيوبيا بشأن سد النهضة التي تقيمه إثيوبيا على مجرى نهر النيل على هامش القمة الأفريقية بأديس أبابا فاشل ولم يبد عنه أي استجابة من جانب أثيوبيا مع استمرارهم في بناء إنشاءات السد، وأضاف أن إثيوبيا مستمرة في سياسة الأكاذيب والتجميل وإقامة سلسلة من السدود لتخزين ما يقرب من 2000مليار متر مكعب.
واستنكر سرور استمرار إثيوبيا في إقامة سدود علي مجري نهر النيل مما سوف يؤدي إلى تحويل النهر إلى ترعة صغيرة مما سيحدث منازعات بين مصر والسودان على مياه النيل، كما سيتم تحويل مجرى النهر في شهر سبتمبر المقبل لاستكمال الإنشاءات لبقية السدود وستحقق حلم قديم لإثيوبيا عن طريق التحكم في مياه النيل والضغط على مصر، مؤكدًا أن اللجوء إلى مجلس الأمن والمحاكم الدولية سوف يزيد من حدة التوتر والقلق حول تداعيات السد.
وأضاف الدكتور أيمن سلامة، خبير حفظ السلام وأستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية الخاص بملف المياه، أن لقاء الرئيس محمد مرسي مع رئيس وزراء إثيوبيا ليس له جدوى ووصفه بأنه حوار "فاشل" لأن سد النهضة تم بناؤه وتشرع إثيوبيا الآن في بناء ثلاثة سدود أخرى، مبينًا أن تقرير اللجنة الثلاثية سيخرج خلال الأيام القليلة المقبلة ليوضح ما وصلت إليه اللجنة بأن الأمر يمثل ضررًا كبيرًا على كل من مصر والسودان.
وبين سلامة أن الحل هو الدخول في مفاوضات مباشرة مع إثيوبيا وتدخل الدول الحليفة لها إذا فشلت هذه المشاورات، مؤكدًا أن موقف مصر عصيب جدًا وورثت العداوة مع دول حوض النيل منذ عهد عبد الناصر الذي لم يؤمن حقوقنا معهم.
كما استنكر عدم لجوء مصر لحل المشكلة عسكريًا لأن المجتمع الدولي لن يسمح بذلك وعلى مصر أن تبحث عن حلول سريعة لوقف إنشاء السدود.
وفي سياق متصل، قال السفير أمين يسري، رئيس رابطة أصدقاء جامعة الدول العربية، إن السدود التي تقوم ببنائها إثيوبيا تؤثر حتمًا بالسلب على دول المصب والمجرى وهي "مصر والسودان " وأن إسرائيل تلعب وتعبس بيد الفساد وتمول دول المنبع من أجل الإضرار بمصلحة الأمن القومي لمصر، مطالبًا الرئاسة بإعادة النظر في سياساتها الخارجية كلها والمسائل التي تتعلق بأمن مصر خاصة العلاقات المصرية الأفريقية وممارسة الضغوط على دول حوض النيل وإثبات أحقيتنا فيها سواء باللجوء إلى مجلس الأمن أو المحاكم الدولية.
كما استبعد يسري وصول الأمر لاستخدام السلاح إلا أذا اضطرت مصر إليه سيكون خارج عن إرادتها، وأشار إلى أن هناك لجنة ثلاثية مكونة من مصر والسودان وإثيوبيا ومجموعة من الخبراء الدوليين لإثبات الضرر الذي سينتج عن إقامة مشروع السدود، كما طالب رئاسة الجمهورية بأن توجه دعوة إلى كل السياسيين ورؤساء الأحزاب والجلوس على مائدة مستديرة يتم من خلالها مناقشة المشكلة وسبل الخروج من الأزمة.