بلاك بلوك تستفز قوات الأمن بالشيخ ريحان وسليمان بوليفار بالمولوتوف.. وقطع كورنيش النيل.. وإلقاء الحجارة على السيارات.. والسائقون يستغيثون بالشرطة سادت حالة من الهدوء الحذر صباح السبت ميدان التحرير، بعد انتهاء فعاليات جمعة "الإخوان جوعونا "، بعد وقوع اشتباكات بين عناصر بلاك بلوك مع قوات الأمن المتمركزة بمحيط السفارة الأمريكية وكورنيش النيل، بسبب مهاجمة المقر الدائم للقوات خلف السفارة الأمريكية بقنابل المولوتوف. بدأت الاشتباكات بعد قيام بعض الملثمين بقطع الطريق أمام فندق "شيبرد"، ما تسبب فى شلل مرورى بشارع كورنيش النيل وكوبرى قصر النيل، ومهاجمة قوات الأمن المتواجدة فى محيط السفارة الأمريكية بزجاجات المولوتوف والحجارة، ما دعا الأمن للرد بإطلاق قنابل الغاز ومطاردتهم حتى كوبرى قصر النيل، فتفرقوا ناحية ميدانى التحرير وعبد المنعم رياض، ووقعت حالة من الكر والفر بين الطرفين، وتم القبض على بعض الشباب أثناء مهاجمة الأمن، ما تسبب فى تكدس مرورى بكوبرى قصر النيل وشارع الكورنيش فى الاتجاهين، نتيجة تمركز الأمن ومدرعاته لمواجهة تزايد أعداد المهاجمين. وحفاظًا على سلمية فعاليات المليونية، ناشدت المنصة الرئيسية بميدان التحرير متظاهرى الكورنيش بالعودة إلى الميدان التزامًا بسلمية المليونية وتجنبًا لحدوث أى مناوشات مع قوات الأمن. فيما قامت عناصر من "بلاك بلوك" برشق قوات الأمن المرابطة خلف الجدار الخرسانى بشارع الشيخ ريحان بالمولوتوف والحجارة ورغم ذلك التزم الأمن بضبط النفس، فيما تجمع العشرات من مؤيدى "بلاك بلوك" بشارع قصر العينى وشارع الشيخ ريحان، وألقى عدد من الصبية زجاجات المولوتوف والحجارة على أفراد الأمن المتواجدين خلف الجدار بشارع يوسف الجندي، مرددين هتافات "أرحل أرحل" و" الداخلية بلطجية"، ورفع بعضهم الأعلام السوداء، وقاموا بقطع شارع محمد محمود أمام حركة السيارات. وتعرض الناشط حمدى الفخرانى، لاعتداء خلال مشاركته فى فعاليات مليونية أمس من قبل بعض المتظاهرين دون إبداء أى أسباب، بينما اتهم بعض أنصار الفخرانى جماعة الإخوان بمسئوليتها عن هذا الاعتداء. فيما قامت اللجان الشعبية بميدان التحرير، بتأمين جميع مداخل الميدان، وتشكيل حواجز أمنية بشرية، خاصة بعد تزايد الأعداد بالميدان، وسعت اللجان إلى تأمين المنشآت الهامة والمداخل المؤدية إلى وزارة الداخلية ومجلس الوزراء، لضمان سلمية المليونية، ومنعت اللجان بعض الصبية من إلقاء الحجارة والمولوتوف على قوات الأمن بشارع الشيخ ريحان وقامت بإبعادهم عن الميدان. وقامت القوات بمطاردة المتظاهرين بمدرعاتها من شارع كورنيش النيل، حتى وصلت إلى البوابة الرئيسية لجامعة الدول العربية، وسط إطلاق الغازات المسيلة للدموع بكثافة وحالات الكر والفر بين الطرفين، مما أدى إلى حدوث حالات من الإغماءات والاختناقات وهروب المتظاهرين إلى الشوارع الجانبية من الميدان لكثافة الغاز أثناء الاشتباكات، وقامت عربات الإسعاف بتقديم الإسعافات الأولية للمصابين. وتراجعت قوات الأمن إلى محيط مبنى السفارة وشكلت كردونًا أمنيًا حول السفارة، فى المقابل تقدم المتظاهرون إلى كوبرى قصر النيل ووضعوا الحواجز الحديدية والأحجار لمنع مرور السيارات فتوقفت حركة المرور تمامًا. واحتشد المتظاهرون أعلى كوبرى قصر النيل، وقاموا بإشعال النيران فى بعض إطارات السيارات أمام فندق سميراميس لعرقلة تقدم مدرعات الأمن تحسبًا لأى هجوم مفاجئ من القوات بعد تراجعها إلى محيط السفارة الأمريكية، فيما قامت إدارة الفندق بإغلاق الأبواب. وقام المتظاهرون المتواجدون أعلى كوبرى قصر النيل برشق بعض السيارات المارة من النفق أسفل الكوبرى بالحجارة مما أدى إلى تكسير زجاج السيارات، وطالب السائقون قوات الأمن بفتح الطريق، ما تسبب فى تجدد الاشتباكات مرة أخرى وقامت بمطاردة المتظاهرين بقنابل الغاز، وتمركزت أمام فندق سميراميس بعد تقدم المتظاهرين إلى مقدمة كوبرى قصر النيل، واقتلاع بلاط الكوبرى لرشق الأمن به. وفى محاولة للتهدئة، تفاوض أحد أعضاء حركة أزهريون مع قوات الأمن للإفراج عن المتظاهرين المقبوض عليهم أثناء مطاردات كورنيش النيل ولكن الأمن رفض. وفى الساعات الأولى من صباح السبت، انخفض أعداد المتظاهرين بشكل ملحوظ، فيما تجمع البعض الآخر أمام فندق سميراميس، وعادت حركة المرور إلى طبيعتها بشكل تدريجى أعلى كوبرى قصر النيل وشارع الكورنيش. وسادت حالة من الهدوء الحذر محيط كوبرى قصر النيل بعد توقف التى استمرت عدة ساعات، أصيب خلالها عشرات من المتظاهرين بحالات اختناقات نتيجة كثافة الغاز. وقام بعض الصبية والمتواجدين بالكورنيش بقطع الأشجار من أمام فندق سميراميس وإشعالها للتخفيف من حدة الدخان الناتج عن قنابل الغاز، بعد توقف الاشتباكات تمامًا وعودة حركة المرور على كورنيش النيل إلى طبيعتها بعد توقف دام ساعات.