فى أقل من أسبوع واحد، قام العدو الصهيونى الغاشم بعدة استفزازات لمشاعر كل المسلمين والعرب والغيورين من كافة الأعراق والديانات. فى أسبوع واحد، قامت العناصر الصهيونية بتوقيف مفتى القدس الشيخ محمد حسين واعتقاله، وذلك بسبب خطبة خطبها بالمسجد الأقصى، اعتبرها "زئيف اليكن"، نائب وزير خارجية الكيان الصهيونى، أنها كادت أن تسبب بأعمال فى جبل الهيكل "يقصد المسجد الأقصى".. هكذا أصبح المسجد الأقصى فى أدبيات وحديث الصهاينة هو جبل الهيكل هيكلهم المزعوم. وفى الأسبوع نفسه أيضا، تمت مهاجمة العاصمة السورية دمشق وقتل أكثر من 300 من السوريين العزل ولم يهتم العدو الصهيونى وقادته من رد فعل للمسلمين والعرب، وقام رئيس وزرائهم بزيارة إلى الصين مطمئنا أن شيئا لم يحدث، وخاصة أن على رأس سوريا صديقا قديما لهم لم يتحرك باتجاه أراضيه المحتلة فى الجولان منذ أكثر من أربعين عاما ابتداءً من حكم والده حافظ الأسد حتى حكم الولد بشار الأسد.. وبالأمس فقط نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المتحدث العسكرى الصهيونى إن الإدارة العسكرية أعطت موافقتها على بناء 296 وحدة استيطانية فى بيت آيل للسقوط، إلا أنها ليست سوى المرحلة الأولى. هكذا يسير قدما نيتنياهو فى تهويد كامل الأرض الفلسطينية، حيث يعيش أكثر من 360 ألف مستوطن صهيونى فى الضفة الغربية و200 ألف آخرون فى أحياء استيطانية فى القدسالشرقية، التى احتلها الكيان الصهيونى فى حرب 1967. إذن الكيان الصهيونى المسمى بإسرائيل تمنع الصلاة فى المسجد الأقصى وتعتقل مفتى القدس وتعمل على تهويد كل المقدسات الإسلامية والمسيحية وتهاجم الدول العربية والإسلامية، سوريا وقبلها السودان فى 24\10 \ 2012. إن الكيان الصهيونى يتعامل اليوم مع الدول العربية، وكأنها سيدة عليهم وتعيد رسم المنطقة من جديد، وذلك بسبب حالة الضعف التى خلفها استبداد الحكام العرب على مدار ال60 عامًا الماضية الذين استعبدوا شعوبهم، والآن كل حاكم عربى بعد ثورة الربيع العربى يجنى ذلك بعدم الاستقرار والوضع الاقتصادى المنهار والفروق الاجتماعية والاحتجاجات اليومية وحالة الحرب الأهلية فى بعض الدول العربية، مثل العراق وعدم استقرار الدولة فى ليبيا. والحدث الأخير وليس الآخر بتوقعى هو الاعتداء وإهانة طاقم الدبلوماسية المصرية، وكذلك ضرب رجل دين مسيحى، عندما كانوا يحتفلون بسبت النور عند المسيحيين، منذ أيام، وتم الاعتداء عليهم من قبل جنود جيش الاحتلال وقامت الخارجية المصرية بتوبيخ سفيرهم فى مصر "يعقوب عميتاى"، ما لزم اعتذارًا من الكيان الصهيونى. إن الناظر لتاريخ هؤلاء القتلة الصهاينة، ليعلم تمام العلم واليقين أنهم لا يرقبون فى مؤمن إلاً ولا ذمة، وأنهم يخططون كل يوم وبكل الطرق لتهويد كامل القدس، وذلك بخطط مختلفة آخرها فكرة "تبادل الأراضى"، والتى وصفت بأنها علاوة تشجيعية للطرف الصهيونى، حتى يقبل بالمبادرة العربية بقمة بيروت فى عام 2002 م، وللأسف هذه الفكرة تم تقديمها عبر الجامعة العربية، حيث قال رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم آل ثان فى اجتماع وفد الجامعة العربية فى واشنطن مع جون كيرى وزير خارجية أمريكا.. قال حمد الذى ترأست بلاده لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية: "إن الاتفاق يجب أن يقوم على أساس الدولتين مع احتمال إجراء مبادلة طفيفة متفق عليها ومتماثلة للأرض"!! والسؤال كيف ذلك؟ إن فلسطين كلها وقف إسلامى لا يجب التفريط فيه؟ إن العدو الصهيونى يراهن على انشغال الدول العربية بمشاكلها الداخلية على أن يستمر هو فى طريق ترتيب وضعه الجديد القائم على تصور تقسيم جديد، ولكن فليعلم نيتنياهو أن رهانه خاسر، إن الشعوب التى انتفض بعضها فى الجامع الأزهر وفى محافظات مصر، إعلانا لغضب شعبى ضد انتهاك المقدسات، ورسالته مستمرة، ولن تصمت ولن تفرط فى أرض فلسطين، ولا مقدساتنا، وهو ما يجعلنا نطلب بمزيد من هذا الغضب الشعبى، ولتنتفض الشعوب من المحيط إلى الخليج، لنصرة إخواننا ولنصرة مسجدنا الأقصى، حتى لا نستيقظ فى يوم من الأيام، وقد هدمه اليهود، وبنوا مكانه الهيكل المزعوم.