مع بدء موسم حصاد القمح وفي المنوفية بوجه خاص زادت حالة الاحتقان بين الفلاحين مما يواجهونه يوميًا من أزمات سولار وارتفاع أجور العمالة وانخفاض منسوب المياه، مؤكدين استيائهم من محصول القمح هذا العام، وقلة إنتاجيته التي وصفوها بنصف محصول. واشتكى كثير من المزارعين بالمحافظة من نقص الميكنة الزراعية والآلات اللازمة لحصاد القمح، مؤكدين أنهم يعتمدون في موسم حصاد القمح على الآلات الزراعية التي يملكها الأهالي والتي غالبًا ما تكون مرتفعة التكاليف أو متهالكة أو غير صالحة أو الاعتماد على الآلات البدائية في الحصاد والتي تحتاج لمزيد من الوقت والجهد واستخدام العمالة الكثيفة، مما يكلفهم أعباءً مالية كثيفة. وقال المزارعون إن السولار تسبب في أزمة كبيرة للفلاح في المنوفية، حيث يقف في محطات الوقود فترات طويلة للحصول على السولار لافتين إلى أنهم يتعرضون للإهانة والضرب وإن سعر الصفيحة وصل إلى 70 جنيهًا. وأوضح الفلاحون أن أجور العمالة ارتفعت إلى جانب ارتفاع أسعار الدريس، مشيرين إلى أن جرار الجمعية الزراعية لا يعمل، والجمعية تصرف للفلاح شيكارتَي كيماوي فقط على الفدان مما يدفع الفلاح إلى شراء الأسمدة من السوق السوداء بسعر مرتفع. وأضاف المزارعون أنهم مضطرون إلى البيع للتاجر ب380 جنيهًا بدلاً من البيع لبنك الائتمان ب360 جنيهًا، مؤكدين أن العام الماضي كانت التكلفة أقل، والمحصول أفضل، أما الآن فنحن جنينا نصف محصول العام الفائت. وأعرب الفلاحون عن استيائهم الشديد من تعامل الدولة مع الفلاح، الذي تتركه يواجه مشكلات عديدة تهدد مصدر رزقه الوحيد الذي لا يجد غيره ليتحصل على قوت يومه، في ظل وجود أزمة السولار التي أصابت ماكينات الري بالشلل، التي أدت إلى رفع أصحاب الجرارات سعر الدريس. ومن جانبه أكد الدكتور أحمد حبليزة، وكيل وزارة الزراعة بالمنوفية، أن موسم حصاد القمح بدأ في 140 ألف فدان مزروعة بالمحصول خلال هذا العام بقرى المحافظة، مشيرًا إلى أنه تم تشكيل غرفة عمليات رئيسية بمقر المديرية بشبين الكوم لمتابعة عمليات الحصاد ورصد أية عقبات تواجه المزارعين للعمل على حلها. وقال حبليزة، إنه من المتوقع أن لا تقل إنتاجية القمح عن 400 ألف طن قمح بما يساوي مليونين و800 ألف إردب، لافتًا إلى أنه تم تخصيص 69 جمعية زراعية لاستلام القمح على مستوى المحافظة، بالتنسيق مع مديرية التموين، فضلاً عن شون بنك التنمية والائتمان الزراعي. وتابع، أنه تم عقد عدة اجتماعات برئاسة اللواء ياسين طاهر، السكرتير العام للمحافظة، لمناقشة عملية توريد القمح ووضع إجراءات تساهم في تذليل كافة العقبات التي تواجه المزارعين أثناء عمليات التوريد حتى يتم توريد القمح في سهولة ويسر، فضلاً عن تخصيص مراكز تجميع بالوحدات القروية حتى لا يتحمل المزارع أعباء النقل. وأشار وكيل وزارة الزراعة بالمنوفية إلى ارتفاع نسبة توريد القمح هذا العام بالمنوفية، حيث تم توريد 10 آلاف طن قمح داخل 3 شون للقمح بقويسنا و22 ألف طن بشونة هيئة السلع التموينية وصوامع بنك التنمية والائتمان الزراعي، ويتم دفع مستحقات المزارعين فورا لتشجيعهم على التوريد مقابل 25 ألف طن تم توريدها في ذلك التوقيت من العام الماضي. وأضاف أنه من المستهدف توريد 135 ألف طن خلال شهر مايو الحالي مقابل 104 آلاف طن في موسم توريد عام 2011 داخل صوامع هيئة السلع التموينية وسلع وزارة التضامن الاجتماعي، لافتًا إلى أنه يجري حاليًا دراسة تعميم الصوامع المعدنية على مستوى المحافظة للحفاظ على المحصول الاستراتيجي الأول لمصر. وأوضح وكيل وزارة الزراعة أنه تم توفير المبالغ المالية عن طريق بنوك التنمية الزراعية لشراء القمح من المزارعين بواقع 400 جنيه للإردب الواحد بدرجة نقاوة عالية وصرف ثمن القمح في نفس يوم التجهيز.