منذ شهر وأكثر ونظام الملالي في إيران خائف ومذعور من قرب سقوط نظام الأسد في سوريا. وسبق أن عبر أحد الملالي عن هذا الخوف بقوله "إن سقوط دمشق أكثر خطرًا على إيران من سقوط الأحواز". وقد زادت هذه المخاوف في الأسبوعين الماضيين بعد أن صارت المعركة في قلب العاصمة دمشق, وبعد استهداف رئيس الوزراء السوري, والتفجيرات الكبيرة التي تهز قلب دمشق . وفي ضوء هذه التطورات الميدانية العسكرية رمى النظام الإيراني بكل ثقله في القتال الدائر في سوريا. وقد أفادت المعلومات أن النظام الإيراني قام بإعداد القوات التي بإمرته لدخول القتال في سوريا إلى جانب نظام الأسد. وهذه القوات هي: فيلق القدس وتشكيلاته من عصائب أهل الحق, وحزب الله العراقي, وحزب الله اللبناني ومنظمة بدر بكل تشكيلاتها: قوة 9 بدر وأنصار الولاية (قوة متخصصة بالاغتيالات) والقاعدة المدعومة من استخبارات الحرس وتتبعها جبهة النصرة وعناصر القاعدة في العراق المدعومة من إيران بالتنسيق مع مهدي الصميدعي, وحركة العمل الإسلامي (جماعة مدرسي) . وقد حددت مهمات هذه القوى الميليشية المدربة على حرب الشورارع والتفجيرات والاغتيالات القيام بعمليات قتل وتفجير طائفي وتصويرها وبثها على شبكة الإنترنيت, والقيام بعمليات خطف وذبح أجانب من صحفيين ودبلوماسيين. والقيام بعمليات تشبه إلى حد كبير عمليات تنظيم القاعدة, وهذه العمليات المقصود بها جبهة النصرة, ومن خلالها يرسل نظام الملالي رسائل إلى أمريكا وأوروبا مفادها أنه إذا سقط نظام الأسد فسوف يصل الإرهاب إلى السواحل الأوروبية على البحر المتوسط, وإذا ما سيطرت القاعدة على سوريا فإن أمن إسرائيل والدول العربية الحليفة للولايات المتحدة ستكون في خطر. كما أن جبهة النصرة خطر على أطراف المعارضة السورية نفسها, وسوف تقوم بأعمال إرهابية ضد كل المكونات السورية كما حصل في العراق . دور عراقي مساند : ومن أجل الإسراع في إنقاذ نظام الأسد جاءت تحركات نظام الملالي على أكثر من جبهة, فقد وصل إلى بغداد مؤخرًا وزير الاطلاعات ايراني (حيدر مصلحي) يحمل أوامر من مكتب الولي الفقيه علي خامنئي لتسهيل إدخال القوات والأسلحة إلى سوريا . كما وصل بغداد أيضًا قائد فيلق القدسالإيراني قاسم سليماني، واجتمع حال وصوله مع رئيس الوزراء نوري المالكي وهادي العامري أمين عام منظمة بدر وعلي الأديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي في دار (إبراهيم الجعفري). وقد أطلعهم على نتائج محادثاته مع أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله, وقرار الحزب دخول القتال إلى جانب الأسد بصورة علنية, وبالذات في منطقة مدينة القصير في محافظة حمص بدعوى حماية اللبنانيين الذين يعيشون كمواطنين سوريين منذ زمن. وأبلغ المجتمعين الإسراع في فتح معسكرات سرية لتدريب عناصر تحت إشراف فيلق القدس والاطلاعات داخل العراق في منطقة (عين التمر) في محافظة كربلاء. وتشير المعلومات أن فيلق القدس أشرف على تدريب حوالي (200 ) عنصر من عناصر القاعدة بقيادة "أبو محجوب الحمصي" وأرسلهم للقتال في سوريا واختراق قوات الجيش الحر . وتشير معلومات المصادر المطلعة ومن داخل إيران أن مجموعات كبيرة من مقاتلي القاعدة المتواجدين حاليًا في المدن السورية هم صنيعة استخبارات الحرس الثوري حيث تم إرسال أعداد كبيرة من معسكرات التدريب الخاصة بالقاعدة في مدينة "تنكه كنش" الواقعة في إقليم كرمنشاه للقتال ضد النظام السوري وهذه الخطوة قد جرى التخطيط لها من قبل النظام الإيراني بعد مضي سنة على اندلاع الثورة السورية وتشكيل الجيش السوري الحر لتحقيق عدة أهداف تصب في مصلحة نظام بشار الأسد والنظام الإيراني ومنها: استخدام هذه العناصر للقيام بعمليات إرهابية في دول أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى سواحل أوروبا والقيام بعمليات قرصنة للسفن في البحر الأبيض. والقيام بعمليات تصفية لقادة الجيش الحر من العسكريين المنشقين عن نظام بشار الأسد. وكذلك الالتفاف على الثورة السورية والجيش الحر في حال نجاحها بتنحية بشار الأسد وبالتالي تصب في مصلحة النظام الإيراني . وتشير المعلومات إلى أن التنسيق يجري في هذا الجانب بين استخبارات الحرس واستخبارات حزب الله الذي قام بنشاط واسع في تجنيد عناصر سلفية فلسطينية متشددة للذهاب إلى سوريا لنفس الهدف أعلاه ويحظى هذا المخطط بدعم مالي كبير ودعم لوجستي من قبل نوري المالكي وحزب الدعوة حصرًا . ومعلوم أن استخبارات الحرس الثوري دأبت ومنذ مدة طويلة على إرسال مجاميع من قوات الباسيج وعناصر من استخبارات الحرس الثوري للذهاب إلى سوريا للقتال مع سرايا الدفاع السورية ومع تشكيلات الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق رئيس النظام السوري "ماهر الأسد". وتصل هذه المجموعات التي تتألف من 50 ألف عنصر ما بين مقاتل وعنصر استخباري إلى العراق عن طريق قوافل السياحة الدينية للزوار الإيرانيين المتوجهين لزيارة العتبات المقدسة في كربلاء والنجف, وبعد وصولهم إلى هاتين المحافظتين يتم إرسالهم إلى سوريا عبر مطار النجف وعلى متن الخطوط الجوية العراقية حصرًا . وقد أبلغ قاسم سليماني الحضور توجيهات المرشد الأعلى (علي خامنئي) بتنسيب ممثلين إداريين عن كل حزب أو منظمة مشتركة في القتال لدى السفارة العراقية في بيروت لغرض تأمين وإيصال رواتب ومخصصات جميع العناصر المرسلة من قبل حكومة المالكي إلى سورية . وعلى صعيد السيطرة على العراق, وإجهاض الانتفاضة الشعبية في العراق ضد حكومة المالكي القمعية أبلغ قاسم سليماني شكر خامنئي لجميع الكتل والأحزاب السياسية المنضوية في التحالف الوطني الذي يرأسه إبراهيم الجعفري لما قاموا به من دور مهم ولوجستي في الإشراف على نشر أعداد كبيرة من الحرس الثوري وفيلق القدسالإيراني في أكبر عدد من المؤسسات العسكرية والمحافظات المسيطر عليها من قبل هذه الأحزاب وبعض مناطق بغداد وديالى وكربلاء والنجف الأشرف وقضائي الدجيل وبلد في محافظة صلاح الدين . أما المهمة الأكثر أهمية فهي أن يقوم المالكي القائد العام للقوات المسلحة بإصدار أمر لوزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي لغرض الاجتماع مع الخلية العسكرية الخاصة بالأزمات لوضع أسبقية في تنفيذ الخطة الإيرانية والبدء بتحديد ساعة الصفر لحركة القطعات العسكرية المسنودة بغطاء جوي من الطائرات المروحية التي يقودها طيارون إيرانيون وعراقيون من الأصول التبعية الإيرانية لقمع الاعتصامات والتظاهرات في كل من المحافظات (الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى وبغداد) وهو ما تم البدء به في الحويجة قبل أيام . ومن أجل دعم المالكي تم الإيعاز إليه بتقديم الانتخابات وجعلها في هذا العام وستضمن إيران فوزه بأي شكل حيث إن إيران تعتبر المالكي من أفضل عملائها وأخلصهم بالتساوي مع حليفها في لبنان "حسن نصر الله". وفي الوقت نفسه القيام بعمليات تصفية جسدية للسياسيين المناهضين للمالكي سواء كانوا من الشيعة أو من السنة مع استخدام ملفات مفبركة ضدهم تؤدي إلى المادة (4) إرهاب. كما طلب قاسم سليماني من المسؤولين في حكومة المالكي فتح مراكز سيطرة واستخبارات دولية لصالح الاطلاعات واستخبارات الحرس في كل من محافظة "كربلاء" ومحافظة "النجف" والعمل بقوة على زعزعة الأمن في السعودية من خلال هذه المراكز . إن هذه الجبهات وغيرها التي يقوم بها نظام الملالي قد يدل على قوة هذا النظام, وأنه قادر على إشغال العالم دون أن يناله أي أذى, ولكن هذا التصور غير صحيح فقد شغلت دول وأنظمة العالم من قبل ولكن مصيرها كان الهلاك, ونظام الملالي الذي يعيش أزمة ثقة داخلية لا يستطيع الصمود إلى أجل بعيد, وسيكون مصيره السقوط طالما أنه يعاند المسار الطبيعي للسلام والأمن في العالم, ويقف ضد إرادة الشعوب ولا سيما في العراق وسوريا. [email protected]