مما لا شك فيه ان زيارة وفد لجنة الحريات الدينية بالكونجرس الأمريكي لمصر في الأيام الماضية أمر غريب ومرفوض ويعد تدخلا مباشرا في الشأن الداخلي المصري. أنا شخصيا اتفقت تماما مع زميلي وصديقي الكاتب الصحفي مصطفي بكري عضو مجلس الشعب علي ان لجنة الحريات الدينية بالكونجرس سيئة السمعة انها تصدر بيانات مغلوطة تستهدف التدخل في شئون بلدان بعينها. اتفق تماما مع المحامي المعروف منتصر الزيات في البلاغ المقدم منه للمستشار عبدالمجيد محمود النائب العام والذي طالب فيه بطرد وفد لجنة الحريات الدينية بالكونجرس من مصر ووضعهم علي قوائم الترقب والوصول.. اتفق تماما علي ان تلك اللجنة تستهدف اغراضا خفية وراء زيارتها لمصر تتمثل في انتقاد الأوضاع الداخلية ونقل صورة سيئة عن المسيحيين بمصر خاصة بعد حادث نجع حمادي وهو ما يعد تدخلا مباشرا في السيادة الوطنية. اعتقد ان الجميع يعلم ان تاريخ لجنة الحريات الدينية بالكونجرس هو تاريخ سييء فتلك اللجنة سيئة السمعة لا تهدف إلا للتشهير بالإسلام والمسلمين وجميع بياناتها مغلوطة وكاذبة. عندما علمت بوصول وفد لجنة الحريات الدينية بالكونجرس لمصر وزيارته لمدينة نجع حمادي والتجول في المدن والقري المصرية سألت نفسي العديد والعديد من الاسئلة.. أين كانت تلك اللجنة عندما اغلقت بعض الدول الأوروبية العديد من المساجد؟ أين كانت اللجنة عندما قتلت الدكتورة مروة الشربيني بطعنات مسمومة علي يد ارهابي متطرف بسبب حجابها؟ ماذا فعلت لجنة الحريات الدينية مع الصحف الدانماركية والأوروبية التي نشرت الرسوم المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم؟ ماذا فعلت مع البرلماني الهولندي المتطرف فيلدرز الذي اهان الاسلام؟ أين كانت لجنة الحريات الدينية عندما ارتكبت الطائرات الاسرائيلية مجازر وحشية في حق المواطنين الابرياء في غزة باستخدام الأسلحة المحرمة دوليا؟ ماذا فعلت تلك اللجنة مع العرب والمسلمين الذين يتعرضون لانتهاكات خطيرة واعتداءات صارخة في الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها والعديد من البلدان الأوروبية؟ أين كانت لجنة الحريات الدينية عندما ارتكبت القوات الأمريكية جرائم حرب ضد المدنيين الأبرياء في افغانستان وباكستان؟ ماذا فعلت هذه اللجنة مع الجنود والضباط الأمريكان الذين ارتكبوا جرائم وحشية في حق النساء والشيوخ في سجن أبوغريب بالعراق؟ لماذا لم نسمع كلمة واحدة عن تلك اللجنة سيئة السمعة عندما يكون المجني عليه مسلما أو عربيا بينما نسمع بيانات كاذبة ومغلوطة عندما يكون خلاف ذلك. بأمانة شديدة اعجبني بيان لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشعب والذي أكد ان الحادث الإجرامي الذي وقع في نجع حمادي لا يعبر بأي حال من الأحوال عن ضمير الشعب المصري الحريص علي وحدة نسيجه الوطني الذي يتكون من المسلمين والمسيحيين. بيان لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشعب أكد كذلك ان ضمان أمن المسيحيين في مصر هو جزء من واجب الحكومة في حماية أمن مصر والمقيمين بها بغض النظر عن دياناتهم وان الالتزام بضمان واحترام حقوق الانسان كافة هو التزام دستوري لا يقبل التفريط. سعدت كثيرا بموقف بعض النواب من زيارة وفد لجنة الحريات الدينية بالكونجرس لمصر مؤخرا.. السادة النواب هاجموا تلك اللجنة واعتبروا زيارتها لمصر هو تدخل في الشأن الداخلي المصري ورفضوا السماح لأعضاء الوفد بالتجول في مصر اصدار بيانات مغلوطة تستهدف الاساءة لسمعة مصر في الخارج. انتابتني حالة من الضحك الهيستري عندما قرأت تقرير البرلمان الأوروبي بشأن احداث نجع حمادي.. التقرير دعا الحكومة المصرية إلي ضمان ان يتمتع المسلمون والاقباط وافراد الطوائف الدينية الأخري بكامل حقوق الانسان بما في ذلك اختيار وتغيير دينهم بحرية!! طبعا كلام غريب يثير الضحك والسخرية معا لا اعرف ما هي علاقة البرلمان الأوروبي بهذا الموضوع؟ وهل لا يعلم هذا البرلمان ان مصر دولة اسلامية وان المسلم الذي يغير دينه يكون مرتدا عن الاسلام؟ قلت في نفسي ان هذا تدخل غريب وسخيف من البلدان الأوروبية في أمورنا الداخلية. ويمكن القول ان بعض منظمات المجتمع المدني في مصر استغلت وجود وفد لجنة الحريات الدينية بالكونجرس وقدموا لهم العديد من التقارير المغلوطة عن اضطهاد الاقباط والبهائيين من أجل زيادة الدعم المالي لهذه المنظمات المشبوهة التي تحولت إلي سبوبة مكشوفة للجميع. وفي النهاية يمكن القول ان اهتمام لجنة الحريات الدينية بالكونجرس الأمريكي بالطائفة البهائية والدفاع عنهم يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان الطائفة البهائية تربطها علاقة وثيقة بالصهيونية العالمية. [email protected]