قال محمد جهجاه العتيبي ابن عم المعتقل السعودي بجوانتانامو الشهيد مانع العتيبي الذي زعمت الإدارة الأمريكية أنه انتحر مع اثنين آخرين أحدهما يمني والآخر سعودي ، قال أن جثمان مانع الذي وصل إلى الرياض كان منزوع المخ والكلية والقلب والكبد ، مؤكدا أن رأس ابن عمه كانت مفتوحة بوضوح من الخلف وتمت خياطتها من جديد وأضاف جهجاه، المسؤول عن المتوفى بعد وفاة والده، أنه يوجد بالجثة آثار كدمات وعلامات سوداء في جسمه خاصة على الذراعين ، مما يعني أنه تعرض للتعذيب مطالبا بإعادة التشريح عن طريق السلطات السعودية حتى نكون مطمئنين للنتيجة التي سيسفر عنها التشريح ، واعتبر ما رآه إشارة إلى محاولة من "القتلة" لإخفاء معالم الجريمة وقطع الطريق على معرفة الأسباب الحقيقية للحادث ، طلال الزهراني والد ياسر الزهراني الشهيد الآخر الذي قتلوه وادعوا أنه انتحر قال أن جثمان ولده الذي شاهده في الرياض كانت به آثار ضرب واضحة جدا في الجبين ومقدمة الرأس أشبه بضرب عصا غليظة وأكد وجود آثار كدمات على جسد ولده على الرغم من مرور 20 يوما على وفاته ، ورفض استلام جثة ابنه إلا بعد إخضاعها للتشريح والتحقيق المحايد في الواقعة ، صلاح الدين علي عبد الله السلمي والد الشهيد اليمني رفض استلام جثة ابنه ، وقال أنه لن يقوم بدفنه إلا بعد أن تحقق جهات دولية محايدة في الجريمة واصفا الولاياتالمتحدة بأنها "الجلاد والحكم" واعتبر أن ابنه شهيد سواء دفن أو لم يدفن ، مصادر شخصية أعرفها قريبة من أسرة الزهراني أكدت أن قصة الانتحار خرافة وأن ياسر كان قد اتصل بأسرته قبل أسابيع من استشهاده مؤكدا لهم أن معنوياته عالية ، وأن المحققين فشلوا في أن ينتزعوا منه أي معلومات رغم التعذيب ، وأنه يحافظ على صيام التطوع ويشعر بالقرب أكثر من مولاه ، ولذلك قال شقيقه أن قصة الانتحار لا يصدقها طفل صغير وأن أخاه لو كان يريد الانتحار لكان في عامه الأول المهول وليس بعد خمس سنوات ، هذه الشهادات والملابسات تؤكد على أن هناك "جريمة" وقعت في جوانتانامو ، رغم أن الجريمة الأصلية هي في وجود هذا المعتقل نفسه والذي سيظل وصمة عار على جبين أمريكا والعالم بأسره ، وأن هؤلاء الشباب المختطفين قد تعرضوا لتعذيب وحشي انتهى إلى مقتلهم ، وأن القتلة أرادوا إخفاء الجريمة فادعوا أنهم قد انتحروا ، وكان الأمريكيون قد سربوا قبل أسابيع تقارير "محسوبة" عن وجود محاولات انتحار بين معتقلي جوانتانامو ، وكأنهم يمهدون الضمير العالمي للقبول بإعلان انتحار هؤلاء الشهداء الذين نحروهم مطمئنين أنه لا يوجد أحد ولا مؤسسة ولا هيئة ولا دولة في العالم تستطيع أن تحاكم القتلة الأمريكيين ، ولنا أن نتخيل لو أن هؤلاء القتلى كانوا أمريكيين ووقع لهم ذلك في سجن مصري أو سوداني أو سوري مثلا ، وتخيلوا معي ، ليس رد فعل الإدارة الأمريكية ، وإنما المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمحاكم الدولية والمنظمات الحقوقية الدولية ، إن المجتمع الدولي بكامله سوف ينتفض من أجل المطالبة بالتحقيق المحايد ، وابتعاث لجنة دولية للتحقيق ، في المعتقل نفسه وسماع شهادة زملائهم في المعتقل ومعاينة موقع الحادثة للنظر في فرضية قصة الانتحار وانتهاءا بتشريح دقيق للجثث وأسباب انتزاع أعضاء من أجسامهم وإخضاع قيادات المعتقل للتحقيق ، ولكن لأن الضحايا عرب ، ومسلمون ، سكت الجميع ، ودخلوا في حظيرة "الصمت" ، فأين هي تلك الجهة التي تجرؤ على أن تحاكم هؤلاء القتلة أو أن تحقق معهم . [email protected]