-معلهش ياجماعة معالي الوزير لسه بيكتب مقالته ومش فاضي! -ياحنفي مش معقول كده ؟؟؟...احنا منتظرين معاليه من سبع ساعات!!! -ومعانا كومة تقارير مهمة لازم نعرضها على سيادته فورا !! -وحركة التنقلات والترقيات المتأخرة من خمس شهور!!! وقبل ان أرد بكلمتين حلوين محاولا تهدئة الجميع جاءني صوت معاليه على الديكتافون: -ياحنفي عايزك تبعت لي الزفت اللى اسمه الفهلوي ...وتلغي لي مواعيدي النهاردة أنا مش فاضي أهرش!!! فطردت المنتظرين في المكتب واتصلت بالفهلوي: -سيب اللي ف ايدك يا غبي يا متخلف ....وتعالى فورا!!!! وفور نشر مقالة معاليه في صحيفة "العتبة جزاز"وكانت عن ذكرياته في الحرب العالمية الاولى..اتصل رئيس تحرير صحيفة "السلم نايلو ف نايلو": -معقولة معاليك تكتب ل "العتبة جزاز" وتنسى "السلم نايلو ف نايلو"؟!!!! -وشرف امي لاكتب لكم مقالة تجنن عن ذكرياتي في الحرب العالمية الثانية!!! وهكذا قرر معاليه الغاء مواعيد الاسبوع الجاي بالكامل ثم طلب السيارة المرسيدس الحمرا لأنه ولامؤاخذة مسافر.. -ايوه يا افندم بس معاليك عندك مقابلات مهمة واجتماعات وبيان في مجلس الامة !! -مش مهم ..الغي ده كله ..انا رايح العزبة أجمَع أفكاري !! وبعد 24 ساعة اتصل معاليه من العزبة طالبا بعض المراجع و"اللاب توب" الجديد بتاع المقالات!!! -حاضر معاليك.. المراجع و"اللاب توب" ح ابعتهم فورا ع العزبة. -لأ انا عايزك تبعتهم لي ع الغردقة ...الجو هناك دافي وآخر طراوة !! -طيب والوفد الياباني اللي جاي عشان مصنع الفلنكات الالمونيا ؟!!! -بلا فلنكات بلا زفت ...العنتبلي يقابلهم وتبعت تذكرة للفهلوي يسبقني بالطيارة !!! وحين استأنف معاليه نشاطه في الوزارة حمدنا الله ان موضوع المقالات انتهى لكن الطلب على مقالات معاليه لم يتوقف فتم تخصيص مكتب للفهلوي في غرفة السكرتارية: -عايزك يا فهلوي توضب لي مقالة عن الحلاليف والطيور المهاجرة!! -ايوه يا افندم بس ايه الموضوع المجعلص حبتين ده؟؟؟ -اعمل ايه يازفت ...الفرارجي بيه ورطني مع بتوع الروتاري وانت عارف الجماعة دول حبايبي من زمان !! ومرة اخرى... -عايزك يا فهلوي توضب لي مقالة عن العلاج بالابر الصينية والاعشاب وزعماء العالم!!! -ايوه يا افندم بس ده موضوع حساس وسعادتك فاهم!! -ما هو عشان كده انا بأكتب فيه يا متخلف..عشان أبلط ف الوزارة !!! وكان طبيعيا ان تسهم إدارات الوزارة بدورها في التخديم على مقالات معاليه، فقدمت ادارة التخطيط افكارها، وتولت ادارة الاستيراد شراء المراجع، وانهمكت ادارة الترجمة في الترجمة ، أما الادارات الاخرى فقررت تحفيظ وتسميع مقالات معاليه لموظفي الوزارة !!! وذات يوم اتصلت حرم معاليه غاضبة: -هوه حمودة قافل موبايله ليه؟؟؟ ...انا بقالي ساعتين باحاول اكلمه ومش عارفة!! -معلهش يا هانم ..معاليه غرقان لشوشته... وعنده عشر مقالات بيكتبها في وقت واحد!!! -ربنا يعينه ياحنفي ..بس قوله ان عندنا ضيوف النهاردة على العشا ف السراية! وحين ابلغت معاليه بمكالمة الهانم صاح في وجهي: -عشا ايه وزفت ايه ؟؟؟....هوه انا فاضي استحمى.....يا ناس انا باكتب ...عارفين يعني ايه باكتب؟؟؟ وهكذا توقف العمل تماما في الوزارة بعد ان تفرغ معاليه لكتابة عشرين مقالة حتة واحدة عن ذكرياته في حرب تحرير الكويت مما ادي الى تعطيل مصالح المواطنين مما دفعهم لتنظيم وقفات احتجاجية امام الوزارة وعندما ابلغنا معاليه قال -بلا احتجاجية بلا ملوخية!...انتو تبلغوا الداخلية وتسيبوني اكتب مقالاتي ! وفي الاسبوع اللي بعده حجز معاليه جناحا في الشيراتون مصطحبا معه الفهلوي لكتابة 14 مقالة طلبتها صحيفة عربية عن ذكرياته في حرب احتلال العراق !! كما اصبح معاليه ضيفا ثابتا في الفضائيات للحديث عن ذكرياته في حرب فيتنام وحرب اليمن وحرب فوكلاند وحرب العصابات وباقي الحروب الاخرى ! وكان مثيرا للفخر فعلا حين شارك معاليه في ذلك المؤتمر الاقليمي للدول المانحة والدول المتسولة، فالتف حوله رؤساء الوفود المشاركة للاستفادة من تجربته في كتابة المقالات فقال لهم ضاحكا: -يا جماعة الموضوع مش كيميا ...تديها ورنيش تديك حلاوة !! وفي مجلس الوزراء لم يكن هناك حديث للوزراء غير التعليق على مقالات معاليه: -اشمعنى يعني حمودة يكتب مقالات واحنا لأه؟؟؟؟؟؟ -ما الفهلوي موجود واحنا جاهزين ندلعه ونهشكه ونسفره بره وجوه ! فصدرت التعليمات لباقي الوزراء بكتابة مقالات في الصحف على الا تزيد عن خمس مقالات اسبوعيا، فانهمك الوزراء في كتابة المقالات لدرجة ان الصحف الحكومية اصدرت ملاحق خاصة لنشر مقالاتهم !! وكان طبيعيا في هذا الجو أن يزداد الطلب على الفهلوي باعتباره احسن كاتب مقالات خصوصي في البلد فاصيب من كثرة الكتابة بازمات قلبية وصحية متتالية ثم عمل عملية البواسير ثم عملية البروستاتا. وفي يوم اسود استدعاني معاليه غاضبا: -هوه فين هباب الطين اللي اسمه الفهلوي !!! -الفهلوي نط من سطوح مجلس الوزرا وانتحر يا معالي الوزير !!