عبر الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر عن رفضه لتطبيق نظرية ربط التعليم باحتياجات سوق العمل في الأزهر، مبررا رفضه بأن هذا معناه أن يتم تخريج "أسطوات" وليس مفكرين وفلاسفة وشعراء. لكنه مع ذلك برر اتجاه الأزهر لإنشاء معاهد فوق متوسطة بأن جميع الحاصلين على الثانوية الأزهرية يلتحقون بالجامعة وهو وضع غير مسبوق أو مبرر، حيث قدر عدد الطلبة الذين يلتحقون بالجامعة سنويا ب 80 ألف طالب، وقال إن الطلبة يلجئون إلى الرسوب المتعمد لتحقيق استنفاذ سنوات الرسوب ليحول أوراقه إلى معاهد خارج الأزهر، مشيرا إلى أن هناك 15 ألف حالة استنفاذ رسوب سنويا. وأضاف أمام أعضاء لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشعب أمس: أول ما فكرنا فيه إنشاء معهد لتخريج مقيمي شعائر لديهم خلفية دينية جيدة، بالإضافة إلى معاهد أخرى فنية بكليات الهندسة والعلوم لتلبية احتياجات سوق العمل، لكننا فوجئنا بثغرات القانون في المادة 35 بعد قرار رئيس الوزراء بإنشاء المعاهد. لكنه رفض فكرة طرحها النائب المندوه الحسيني بأن يتم إنشاء معاهد أزهرية فنية بعد الإعدادية وليس في الجامعة لتلبية احتياجات سوق العمل في مصر، وهو ما اعترض عليه الطيب قائلا: لست ممن يقولون بربط التعليم بسوق العمل، فهذا يعني أننا سنخرج "اسطوات" وليس مفكرين وفلاسفة وشعراء فأنا ضد هذه النظرية التي ستجعل التعليم كله "مادي". وكان اتجاه الأزهر لإنشاء تلك المعاهد وتحديده حدا أدنى للمجموع قوبل باعتراض النواب ومن بينهم النائب الإخواني علي لبن، مؤكدا أن تحديد مجموع الملتحقين بالمعاهد المتوسطة ب 60% فأقل من شأنه أن يحرم الأزهر من مبعوثي 100 دولة أجنبية درجاتهم منخفضة خاصة في اللغة العربية. وأضاف أن جامعة الأزهر تستند في قرارها إلى زيادة أعداد الطلبة بالجامعة في الوقت الذي لم تفتح كلية واحدة طوال فترة الست سنوات التي تولى فيها أحمد الطيب المسئولية في حين أن من سبقه أنشأ 20 كلية. وأشار إلى أن إنشاء المعاهد المتوسطة يخالف الهدف الذي أنشئت من أجله جامعة الأزهر وهو نشر الدعوة الإسلامية وتجلية التراث الإسلامي، ولفت إلى أن جامعة الأزهر بدأت بالفعل في إنشاء معهدين "بالمخالفة للقانون". وبرر رئيس جامعة الأزهر عدم إنشاء لكليات جديدة بعدم الحاجة إليها، وتابع: ما منعني من افتتاح كليات جديدة هو "خوفي من الله تعالى"، فأنا أحاول أن أعيد للأزهر شيئا مما فقده لقد توليت منصبي ولم يكن في كليات أصول الدين واللغة العربية كتاب واحد من التراث، وافتتحت كلية واحدة في بلدي الأقصر لتستوعب الفتيات لأن الكليات الموجودة للبنيين فقط وهذا من "سوء السابقين". وردا على تساؤل النائب إبراهيم زكريا حول مستوى الخريجين وفرص العمل الحقيقية لهم، قال الطيب إنه نسق مع وزير الأوقاف الدكتور حمدي زقزوق الذي أكد له استعداده لقبول خريجي معهد مقيمي الشعائر وتعيينهم في المساجد. من ناحيته، حذر النائب أحمد ديان من أن إنشاء معاهد متوسطة بالأزهر بداية لمساواة التعليم الأزهري بالتعليم العام فينتج عنه دمج الاثنين معا فينتهي التعليم الأزهري تماما من مصر. وحول مطالبة النائب الدكتور عطية الفيومي بأن يكون مدة الدراسة بالمعهد 4 سنوات وليس سنتين ليحصل الطالب على القدر الكافي من التدريب، رفض الطيب قائلا: هذا يعني أننا لم نفعل شيئا جديدا ولم نحل المشكلة الأساسية، مشيرا إلى أن الإقبال على المعهدين الذين تم إنشاؤهما حتى الآن كبير جدا.