سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سلامة أحمد سلامة يرى عواصف الحيرة والبلبلة تحيط بمستقبل الحكم في مصر .. وحمدي قنديل يريد إجابة من النظام المصري عن ماهية علاقته بإسرائيل .. ومحمد أمين يفسر اهتمام صحف الحكومة "القومية" بأخبار جماعة الإخوان واختيار مرشدهم الجديد
نستهل جولتنا اليوم في صحافة القاهرة الصادرة أمس (الاثنين) من صحيفة الشروق اليومية ، بملاحظات سلامة أحمد سلامة حول الجدل العنيف الذي تشهده مصر فيمن له حق الفيتو فى اختيار الرئيس. وهل يكون ذلك رهنا بموافقة أمريكا ورضا إسرائيل؟ وهى القضية التى أثارها الحديث الذى أدلى به مصطفى الفقى، بما يزيد من عواصف الحيرة والبلبلة التى تحيط بمستقبل الحكم فى مصر. ويوضح سلامة أن المشكلة حتى الآن هى أننا لا نستطيع أن نكون مثل إسرائيل، ولم نحاول أن نكون مثل تركيا.. فعلى الرغم من أننا أعطينا لأمريكا 99 بالمائة من أوراق كل شىء، واعتمدنا اعتمادا شبه تام على المساعدات الأمريكية، اقتصاديا وعسكريا وسياسيا، وتركنا كثيرا من المفاتيح فى يد أمريكا بعد أن وضعنا مصالحنا فى السلة الأمريكية، إلا أن الانحياز الأمريكى لإسرائيل بقى كما هو، بل أخذ يتضاعف يوما بعد يوم حتى بدا وكأن أمريكا لم يعد لها أدنى تأثير على إسرائيل. بينما تزداد الضغوط على مصر والعالم العربى لتقديم مزيد من التنازلات، بحيث وجد العرب أنفسهم بين فكّى حصار أمريكى إسرائيلى محكم. وخرجت قضية الشرق الأوسط من أيدى العرب أو كادت . وكذلك لم نستطع ولم نحاول أن نكون مثل تركيا التى نجحت فى الاحتفاظ بدرجة ملحوظة من استقلالية القرار، مع الاحتفاظ بعلاقات قوية مع كل من أمريكا وإسرائيل وأوروبا وإيران ودول الخليج دون أن تتنازل عن مصالحها أو تضحى بدورها ومكانتها بالدرجة التى تجعلها عرضة للابتزاز والتدخل. والواقع أن مصر لا تستطيع أن تكون مثل تركيا فى قضية الصراع العربى الإسرائيلى بالذات، خصوصا بعد أن تضاعفت مسئوليتها التاريخية والسياسية والأخلاقية منذ وقّعت اتفاقية كامب ديفيد، وسعت جاهدة منذ ذلك الحين إلى إيجاد حل عادل للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى. حمدى قنديل في المصري اليوم يستفسر عن العلاقة غير الشرعية بين مصر وإسرائيل ، مؤكدا أن الأسابيع الأخيرة حفلت بأحداث جسام تلح علينا فى أن نطالب النظام فى مصر بأن يطلعنا على حقيقة علاقاته مع إسرائيل، التى يبدو أنها تعدت حدود العلاقات الطبيعية التى نصت عليها اتفاقية السلام بين البلدين إلى ما هو أبعد وأخطر على أمن مصر القومى الذى يتغنى به طبالو الحكم وزماروه؟.. عشرون سؤالاً على الأقل لدينا نريد أن نعرف من النظام إجابة عنها: 1- نريد أن نسأل النظام فى مصر ما معنى أن يقول قطب سياسى فى حزبه الحاكم ورئيس لجنة بارزة فى مجلسه النيابى، هو الدكتور مصطفى الفقى، فى حديثه الأخير ل«المصرى اليوم» إن «الرئيس القادم فى مصر يحتاج إلى موافقة أمريكا وعدم اعتراض إسرائيل»؟، وكيف نربط بين هذا التصريح المفجع وبين ما ورد فى التصريح نفسه من أن «جمال مبارك هو المرشح المنتظر للحزب فى حالة فراغ منصب الرئاسة»؟، وهل نستنتج بذلك أن جمال حظى بمباركة إسرائيل وأمريكا؟ جمال أو غير جمال، هل أصبحنا كالعراق؟ أى سيادة لمصر عندما يخضع رئيسها للإجازة من دول أجنبية، وأين فى ذلك أمن مصر القومى؟ 2- ونريد أن نسأل النظام فى مصر لماذا لم يخرج من أحشائه رجل مثل رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، الزعيم السياسى الوحيد فى المنطقة الذى يتصدى للغطرسة الإسرائيلية فى حين تربط بلاده علاقات دبلوماسية مع إسرائيل؟ وما الذى «يكسر عين» النظام بالضبط حتى أضحى التخاذل هو عنوان سياسته أمام إسرائيل، فى الوقت الذى يتحداها أردوغان فى كل حين وآخر كما فعل فى الأسبوع الماضى. 3- ونريد أن نسأل النظام فى مصر لماذا يسكت على الاستعدادات الإسرائيلية التى تجرى حالياً لاجتياح غزة رغم أنه يعرف جيداً تفصيلاتها التى أذاع التليفزيون الإسرائيلى ونشرت الصحف أنها ستكون عملية عسكرية واسعة باسم «الرصاص المصبوب رقم 2» بعد أن صب الرصاص رقم (1) على غزة قبل عام واحد فقط، وأنها ستستغرق أسبوعاً، وأنه ستستخدم فيها كل الأسلحة، وأن ساعة الصفر ستكون جاهزة فى نهاية يناير الحالى؟ ولماذا لا تحذر مصر إسرائيل من الآن، وفى العلن، من القيام بهذا العدوان، حتى لا توصم بالتخاذل أمامها أو بالتواطؤ معها كما حدث فى محرقة غزة فى 2008؟ 4- ونريد أن نسأل النظام فى مصر لماذا يسكت على الغارات الجوية والهجمات البرية التى تعددت على غزة فى الأسابيع الماضية والتى أدت إلى استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين، خاصة أن بعض هذه الهجمات قد استهدف المنطقة الحدودية بين مصر وغزة، وأن بعضها، طبقاً للروايات الصحفية، أدى إلى «ترك عشرات من سكان رفح المصرية منازلهم بعد تحطيم أبوابها ونوافذها وتصدع جدرانها بسبب كمية القنابل التى قذفتها الطائرات»؟ 5- ونريد أن نسأل النظام فى مصر سؤالاً بأثر رجعى لعام مضى، لماذا سكت على محرقة «الرصاص المصبوب رقم 1» رغم أنه كان على علم مسبق بها، ورغم أنها استغرقت 23 يوماً كاملة؟ وإلى أى حد كان عاموس جلبوع رئيس الأبحاث السابق فى الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية دقيقاً عندما قال - وأنا هنا أنقل عن مقال للأستاذ فهمى هويدى فى الشروق - أن النظام المصرى «وفر الأجواء لنا لمواصلة الحملة رغم سقوط المئات من الفلسطينيين، كما أنه منع التحرك لصالح الفلسطينيين خلال الحرب»؟ وكأن محمد علي إبراهيم يرد على الإعلامي حمدي قنديل ، في صحيفة الجمهورية ، فيقول : كتَّاب وصحفيو الصحف الخاصة انتقائيون في اختياراتهم يبحثون عما يؤيد وجهة نظرهم ويرفضون أي شيء آخر.. ومن أوضح الأمثلة علي ذلك ما أعلنه الجنرال جيورا ايلاند مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق ولخص فيه خطة صهيونية خبيثة للاستيلاء علي سيناء.. ذكر موقع أروتز شيفا الإلكتروني نقلاً عن سالف الذكر أنه قدم بديلين عن حل الدولتين وذلك في مؤتمر استضافه مركز بيجين - السادات للدراسات الاستراتيجية التابع لجامعة بار ايلان أحد أهم جامعات إسرائيل.. أكد إيلاند أن فكرته مبنية علي الدراسة الجديدة التي تقدم بها للمختصين والحكومة الإسرائيلية وذلك للالتفاف حول حل الدولتين الذي طرحته مبادرة السلام العربية وتسعي مصر حالياً لتحقيقه بكل جهد. يؤكد إيلاند أن الخيار الأول الذي يمكن أن يطرحه علي إسرائيل هو أن تتخلي عن معظم الأراضي التي تسيطر عليها حالياً في الضفة الغربية "يهودا والسامراء كما كتبها" وذلك لإقامة دولة فلسطينية تنضم في اتحاد كونفيدرالي مع المملكة الأردنية الهاشمية..والاقتراح الثاني هو تبادل للأراضي في عدة دول تشمل مصر وإسرائيل والأردن والفلسطينيين وذلك علي أساس قاعدة النفع المشترك أو تبادل المصالح والمنافع. ويرى إبراهيم أن هذه هي المؤامرات التي تحاك ضد مصر في إسرائيل. وللأسف يحتفي بها كتابنا ويهللون لها ويقولون افتحوا سيناء للهاربين من جحيم الاحتلال.. ثم نفاجأ بهم مقيمين علي أرضنا وعلينا التعامل مع أمر واقع.. وبهذا يصبح التنازل عن سيناء أمراً حتمياً طبقاً للفكر الإسرائيلي. لقد ردت مصر علي هذا الاقتراح الخبيث الذي قدمه أحد كبار رجال صنع القرار في الدولة العبرية.. وصرح مصدر مسئول بالسفارة المصرية في إسرائيل إنه ليس من المحتمل أن تتنازل مصر عن أرض تحت سيادتها كي تبتكر حلاً لقضية الصراع العربي - الإسرائيلي.. والأهم من ذلك أن المشكلة الفلسطينية لن تتحول أبداً إلي أزمة لمصر. رفضت مصر رفضاً قاطعاً أي افتئات علي سيادتها أو التلاعب في أراض تحت سيطرتها وداخل حدودها ويقيم عليها مصريون منذ قديم الزمان. محمد أمين في الوفد ، رصد اهتمام صحف الحكومة لتعيين المرشد الجديد للإخوان محمد بديع ، موضحا أن ذلك كان لسببين.. إمّا أن تنشره، وإمّا أن تبلغ به أجهزة الأمن.. ولا تستطيع تفسير الحكاية، إلا في إطار أهمية جماعة الإخوان، ولا تستطيع أن تفسر معني كلمة محظورة، التي تصر صحافة الحكومة، علي أن تطلقها علي جماعة الإخوان.. لا تفهم أي شيء ولا تعرف المحظور ولا المسموح في مصر.. فكيف لو لم تكن الجماعة »محظورة«.. وقد ذهب إلي مقر الإرشاد عشرات الفضائيات، وربما مئات الصحفيين.. وهو شيء لم يحدث حتي في انتخابات الرئاسة.. يحدث هذا وهي محظورة.. ويحدث هذا أيضاً، وكثير من المراقبين يقولون إن الجماعة تعيش أسوأ مراحل الانهيار، في تاريخها الطويل منذ عهد المؤسس حسن البنا!! ويتساءل أمين : هل الدولة مستفيدة من بقاء الإخوان بهذه الصورة.. وهل نجح أبوالعلا ماضي نفسه في تأسيس حزب، رغم صدور أحكام قضائية بهذا الشأن.. ورغم أنه يضم أقباطاً في هيئته العليا، كماأن المرأة عنده عنصر فاعل.. قال »أبوالعلا« بمرارة، للأسف الدولة لاتريد.. وربما كان هذا سبباً في الحالة المصرية الفريدة.. إمّا إخوان، وإمّا حزب وطني.. مما أدي الي تنامي دور الإخوان، وانتهي »أبوالعلا« إلي أن الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أنبل من في صفوف الجماعة.. وهو أكثرهم تنظيماً، وأكثرهم إخلاصاً.. وكان يقود تيار الإصلاح فعلاً.. وربما كان ذلك سبباً لكي يسقطوه.. وهو ما دفعني لتفسير آخر، أنه لم يخرج في إطار صفقة.. وإنما بضغط من اتحاد الأطباء العرب!!