قضت محكمة استئناف شمال القاهرة أمس برئاسة المستشار محمد ماهر محمد سليمان بالحكم بتعويض الداعية الإسلامي الشيخ يوسف البدري بمبلغ وقدره 100 ألف جنيه في دعوى سب وقذف كان قد أقامها ضد مؤسسة "أخبار اليوم" والكاتب الصحفي إبراهيم سعدة، وهو الحكم الذي يأتي بعد أيام من حصوله على حكم بالتعويض من جريدة "الأهرام" والدكتور جابر عصفور بقيمة 50 ألف جنيه. وكانت محكمة أول درجة قضت بالحكم في القضية رقم 2909 بتغريم سعدة ومؤسسة "الأخبار" 60 ألف جنيه لصالح البدري، بعد سلسلة من المقالات نشرتها الجريدة عام 2008 تتضمن هجوما على الشيخ بسبب فتواه بإباحة ختان الإناث، إلا أن الطرفين استأنفا الحكم فقضت محكمة الاستئناف بتغليظ الغرامة. وترجع فصول القضية حين نشرت جريدة المصريون" في أغسطس 2008 نص بيان أصدر الشيخ البدري يرد فيه على تصريحات للسفيرة مشيرة خطاب رئيس مجلس القومي للأمومة والطفولة حينذاك ضد الختان، حيث وجه لها البيان انتقادات لاذعة لمسلكها، فما كان منها إلا أن أرسلت ردا على هذا خطابًا لجريدة "الأخبار" طالبت فيها الشيخ البدري بضرورة فهم الأدلة التي ساقها في بيانه قبل أن يصدر بيانات ينتقد موقفها. ورد البدري بقوة على السفيرة خطاب، مؤكدا أنه عمل بنصيحتها وراجع الأدلة وأقوال العلماء فيما يخص الختان، غير أنه طالبها بالعودة إلى علماء الدين قدموا لها الفتوى بخصوص الختان لتسألهم عن موقف الشريعة الإسلامية من الحجاب ومدى كونه فرضا أم سنة، ناصحا السفيرة بارتدائه. وفي هذا السياق، دخل الكاتب إبراهيم سعدة على خطى الأزمة من خلال مقالتين بجريدة "الأخبار" بتاريخ 14 و15 أغسطس 2008 حمل فيهما بشدة على الشيخ البدري معنونا المقالتين: "هوايته تكفير الآخرين ومطلوب وقفه عند حده"، وهو ما اعتبره البدري سبا وقذفا وتشهيرا مما جعله يلجأ للمحكمة التي أصدرت الحكم السابق. وقالت هيئة المحكمة في منطوق الحكم، إن تغريم مؤسسة "الأخبار" وسعدة بالتضامن بدفع مبلغ 100 ألف جنيه جاء مكافئا للعبارات الحادة والقاسية التي استخدمها سعدة ضد الشيخ البدري والتي تأتي في إطار السب والقذف مما استوجب إصدار الحكم السابق وتغليظ الغرامة. من جهته، اعتبر الشيخ يوسف البدري أن جريدة "المصريون" كان لها فضل كبير في ربح هذه الدعوى، حيث تفضلت بنشر بيانه ضد السفيرة مشيرة خطاب، لافتا إلى أن خلافه مع إبراهيم سعدة ومن قبله جابر عصفور ليس خلافا فكريا كما يزعمان بل هو خلاف حول تجرؤهما عليه بالسب والقذف دون أي مبرر. لكن البدري مع ذلك لم يغلق الباب حول الحوار مع خصومه، داعيا جموع المثقفين والصحفيين الذين يختلف معهم إلى جلسة ودية لمناقشة القضايا الخلافية وقرع الحجة بالحجة بعيدًا عن السب والقذف وهو أمر قال إنه يرحب به كثيرًا.