على الرغم من موقعها الاستراتيجي الهام للأمن القومى المصري فإن قرية "العلاقى" الحدودية آخر قرية مصرية مع السودان والتي تبعد حوالى 180 كيلو مترا عن مدينة أسوان إلا أنها انضمت لقائمة القرى المنسية بعد أن سقطت من ذاكرة الحكومة وبعد أن كتب عليها الحرمان من كافة المرافق والخدمات حتى إن الإهالى لم يسمعوا عن ثورة يناير وأن نظام مبارك قد سقط . يقول عوض هدل أحد السكان إن أبناء القرية هم من عربان بدو البشارية والعبابدة ويعملون فى مهنة الرعى للجمال والأغنام من الحدود جنوبأسوان حتى وادي العلاقى وإلى البحر الأحمر وحتى حلايب وشلاتين فى الحدود مع السودان ولا تتعدى مطالبهم سوى فى توفير حياة كريمة لهم و تقنين أوضاع المنطقة وتنميتها أسوة ببدو سيناء. وأضاف أن هذه القبائل معروفة بالترحال فنقيم حيث الماء والعشب والكلا ولذلك دائما ما تتجول عبر الصحارى والوديان، مضيفا أن قبائل العبابدة والبشارية قبائل تساعد قوات الأمن والحدود في ضبط الخارجين على القانون. واشتكى الأهالى من ضرورة استخراج تصريح عند دخولك منطقة العلاقى على الرغم من أنها أرض مصرية فى الوقت الذى يسمح له لبدو سيناء بالتنقل بحرية رغم أن أرض سيناء قريبة من إسرائيل. واعتبر أن الكثير من أهالى هذه القبائل سمعت من الناس خلال رحلاتها بين مصر والسودان أن المصريين فى ميدان التحرير أسقطوا نظام مبارك بعد ثورة 25 يناير لكنهم مع ذلك لا يعرفون مجريات الأمور التى تشهدها مصر نظرا لبدائية الحياة التى يعشيها الأهالى. وأشار الشيخ نصر على كرار شيخ مشايخ قبائل البشارية بأسوان إلى أن قرية وادى العلاقى تعتبر بوابة مصر الجنوبية وتمتد من بحيرة السد العالي حتى منطقة حلايب وشلاتين بالبحر الأحمر وأن سكانها يعيشون حياة بدائية لا تتناسب مع طبيعة المرحلة التى تشهدها مصر من تحول ديمقراطى. وطالب كرار الرئيس مرسى بتقنين أوضاع المنطقة التى تعد من أغنى مناطق مصر تعدينيا حيث تضم العديد من أنواع المعادن منها مناجم الفوسفات والحديد ومناجم بدرة الثلج و يوجد بها ثلاثة مناجم للذهب بمنطقة أم قريات وأبودبار ومنطقة حمر. وأوضح أن مناجم الذهب بمنطقة العلاقى كانت تعمل تحت سيطرة الاستعمار في عهد الملك فاروق حتى جاءت ثورة 23 يوليو 1952 ومنذ هذا التاريخ لم تتم الاستفادة من هذه المناجم وجاءت شركة انجليزية بنظام حق الامتياز للعمل بالمنطقة. وأضاف أنه بعد انتهاء عمل الشركة الإنجليزية قرر شباب القبائل البحث عن الذهب نظرا للظروف المعيشية القاصية التى يعيش فيها سكان المنطقة لكن الأمر دائما ما يتعرض مع اللوائح والنظم الأساسية التى تدار بها هذه المناطق الحدودية والذى تسبب فى القبض على العشرات من أبناء قبائل البشارية والعبابدة للتنقيب عن الذهب. وأكد عبد المجيد محمد عثمان شيخ مشايخ قبائل عرب وأدى العلاقى ورئيس جمعية عرب العبابدة والبشارية بأسوان أن العلاقة بين قبائل العبابدة والبشارية والحكومة علاقة قوية جدا ولن تنسى القبائل الدعم الذي كانت الحكومة تقوم به تجاه القبائل مشيرًا إلى ان البدو في الصحراء الشرقية يعانون من البطالة الشديدة وعدم وجود فرص عمل حيث أن غالبية الأهالى يعتمدون على مهنة الرعى والزراعة الموسمية. وطالب بتقنين أوضاع عمليات البحث عن الذهب عن طريق تأسيس شركة حكومية تعمل في استخراج الذهب على أن تتم الاستعانة بأبناء قبائل العبابدة والبشارية للعمل بها فى ظل خبراتهم الواسعة فى هذا المجال او فرض رسوم علي الأجهزة التي يستخدمها الشباب في عمليات البحث عن الذهب والتي انتشرت بصورة كبيرة في الأسواق في الفترة الماضية. كما طالب حكومة الثورة إلى تنمية المنطقة الحدودية واستكمال مشروع العون الغذائي بالمنطقة لتشغيل الشباب. وناشد وزارة الدفاع و الأجهزة الأمنية الإفراج الفورى عن الشباب الذين ألقى القبض عليهم خلال الفترة الماضية فى قضايا البحث عن الذهب بالمناطق الحدودية.