لا تتوقف المزاعم اليهودية بشأن المسجد الأقصى، ومحاولاتهم الربط بينه وبين الهيكل الذى بناه النبى سليمان. ولعل مأرب اليهود من ذلك الزعم بأن المسجد الأقصى هو ذاته هيكل اليهود، لكن المسلمين استولوا عليه بعد فتح فلسطين، أو ادعاءهم، من جانب آخر، بأن المسلمين بنوا المسجد الأقصى على أنقاض هيكل سليمان. وهو مخطط صهيونى يستغل الآلة الإعلامية التى يمتلكها اليهود فى شتى بقاع الأرض للترويج لمزاعمهم التى تنكر حقوق المسلمين فى المسجد الأقصى، وتهدف إلى تهويد هذا الرمز المقدس عند المسلمين، ومن ثم تمكين اليهود من مدينة القدس ذاتها. لكنه حسب المصادر الدينية والتاريخية، فإنه لا علاقة البتة بين المسجد الأقصى وهيكل اليهود، كما تؤكد تلك المصادر أن النبى سليمان لم يبن المسجد الأقصى. روى البخارى: "عن أبى ذر، قال: قلت يا رسول الله ، أى مسجد وضع أول؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أى؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة". ويؤكد هذا الحديث أن النبى إبراهيم هو، ذاته، الذى بنى المسجد الأقصى بعد أن أتم بناء المسجد الحرام بمشاركة ابنه النبى إسماعيل. يقول تعالى: " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم" (البقرة:127). ويذكر المؤرخون أن النبى إبراهيم ، الذى ولد إبان القرن التاسع عشر ق.م، عاش قرابة مائتى سنة، أى أن بناء المسجدين قد تم فى أيامه. أما النبى سليمان فقد عاش إبان القرن العاشر ق.م ، بعد أكثر من سبعة قرون من زمان النبى إبراهيم. وهو ما يؤكد أنه لا علاقة لسليمان بالمسجد الأقصى. وربما أنه أعاد بناء بعض أجزاء منه كانت قد تهدمت فى أيامه، وهو ما حدا ببعض المؤرخين إلى القول بأن النبى سليمان هو بانى المسجد الأقصى. والمعروف أن الرومان كانوا قد هدموا هيكل سليمان إبان القرن الأول الميلاى، وطردوا اليهود من أرض فلسطين، ثم أصدر الرومان مراسيما تحرم إقامة اليهود فى فلسطين، عندئذ تشتت اليهود فى بقاع الأرض، ولم تقم لهم قائمة بعدئذ فى فلسطين. وبعد عدة قرون من تلك الأحداث، تمت "معجزة الإسراء" بالنبى (ص) من مكة إلى المسجد الأقصى الذى كان لا يزال قائما منذ بناه النبى إبراهيم. يقول تعالى :"سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله" (الإسراء:1). وقد صلى النبى (ص) فى المسجد الأقصى إماما بالأنبياء، بينما كان الهيكل فى هذا الوقت لا وجود له منذ دمره الرومان، وكان اليهود وقتئذ فى الشتات ولم يعودوا لفلسطين إلا بعد صدور وعد بلفور سنة 1917م، فأى علاقة إذن تجمع بين المسجد الأقصى والهيكل؟! ويؤيد ذلك أن اليهود يقومون بحفائر منذ سنوات طويلة أسفل المسجد الأقصى بهدف العثور على أنقاض الهيكل المزعوم، ومع ذلك لم يجدوا حجرا واحدا يعضد مزاعمهم، رغم ما يمتلكون من تقنيات متطورة، لكنها أكاذيب اليهود التى لا تتوقف عبر التاريخ!! باحث فى مقارنة الأديان أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]