وصف الدكتور عصام العريان العضو المنتخب لمكتب الإرشاد لجماعة "الإخوان المسلمين"، خروج الدكتور محمد حبيب النائب الأول المرشد العام من عضوية المكتب الذي يمثل أعلى هيئة تنفيذية بالجماعة بأنه يمثل "كارثة" مطالبا بالتراجع عنها. وأضاف في تصريح هاتفي لفضائية "المحور" أن استقالة محمد حبيب ليست من الجماعة لكن من مكتب الإرشاد، وفسر استقالة بأنه فوجئ مثل جميع الإخوان بعدم توثيقه في انتخابات مكتب الإرشاد رغم علمه الواسع وبصماته المهمة كعضو بارز. واعتبر العريان أن الإطاحة بحبيب تمثل سابقة في تاريخ الإخوان، وتابع: هذه أول مرة لا يجدد فيها لأحد من مكتب الإرشاد، ولهذا السبب استقال حبيب وطالب بتفسير قانوني لما يحدث داخل مكتب الإرشاد، وهو على حق وأنا أرى أن استبعاده من مكتب الإرشاد كارثة ولابد من التراجع عنها. وتوقع أن يكون لخروج حبيب من مكتب الإرشاد تأثير سلبي على أوضاع الجماعة، وقال ردا على سؤال: "بالتأكيد"، لكنه رفض اتهام الجماعة فيما يتردد عن اعتمادها مبدأ السمع والطاعة، وأضاف: نحن لسنا جماعة صماء بلا عقول، ولسنا ملائكة بل نناقش ونفكر ونثير ضجة أحيانًا مما يجعل الأمن يخشى اجتماعاتنا، والسمع والطاعة ليس في كل شيء، فلسنا أحجارًا بل نحن أشخاص نمتلك عقول ديناميكية نفكر بها ونأخذ قرارات وعندنا لوائح نعم هناك قوانين في حاجة لمراجعة وهذا ما سنناقشه في مكتب الإرشاد. ونفى العريان ترشح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح العضو السابق بمكتب الإرشاد على منصب المرشد العام، وقال: أبو الفتوح قال إنه لن يرشح نفسه وبالتالي المنافسة ستكون بين اثنين من قيادات الإخوان البارزين، في إشارة إلى الدكتور محمد بديع والدكتور رشاد البيومي. إلى ذلك علمت "المصريون" أن الدكتور محمد بديع حصل على أعلى الأصوات في الانتخابات على منصب المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين"، لكن الاتجاه العام داخل الجماعة يدفع باختيار الدكتور رشاد البيومي لخلافة المرشد محمد مهدي عاكف الذي تنتهي ولايته في 13 يناير الجاري. وكشفت مصادر مطلعة، أن بديع انتزع أعلى نسبة من أصوات الناخبين من أعضاء مجلس الشورى العام بالجماعة، البالغ عددهم 105 أعضاء، بحصوله على 66 صوتًا- أي أكثر من نصف عدد الأصوات- تلاه الدكتور رشاد البيومي بحصوله على 33 صوتًا، بينما حل الشيخ جمعة أمين بالمركز الثالث. وكان ذلك قبل أن ينسحب الدكتور محمد حبيب ويعتذر الدكتور محمود عزت عن خوض الانتخابات. وأوضحت المصادر، أنه لن تكون هناك جولة إعادة بعدما تم حسم نتيجة الانتخابات نهائيا، لكنها رهنت الإعلان عن اسم المرشد الثامن للجماعة بالتشاور مع التنظيم العالمي للإخوان، حيث سيسود اتجاه كبير داخل مكتب الإرشاد إلى تكليف الدكتور رشاد البيومي بصفته الأكبر سنا، بالمقارنة ببديع الذي يكبره بسبع سنوات. وقالت المصادر إنه في الوقت الذي حصل فيه بديع على أعلى الأصوات تتجه النية لاختيار البيومي تمشيا مع السنة التي تتبعها الجماعة طوال تاريخها بتكليف الأكبر سنا بتولي منصب المرشد، الأمر الذي يرفضه البيومي بشدة وإصرار حتى الآن. ويؤكد غالبية أعضاء مكتب الإرشاد أن البيومي الأكثر قدرة على قيادة الجماعة في المرحلة الحالية، نظرا لتمتعه بالحزم وقوة الشكيمة لمواجهة الأزمة والحيلولة دون وقوع انشقاق في صفوفها، في حين أن الدكتور بديع رجل رقيق الطباع ومجامل وتتصف شخصيته باللين والتودد للجميع.