كثافة نشاط المخابرات الأجنبية وتبديل الجواسيس وخمول الأمن الوطني وتكامل الأجهزة الأوروبية كشفت مصادر أمنية، عن أن الأمن القومي أصبح يواجه أخطارًا متعددة بعد الثورة، على رأسها تكثيف دور أجهزة المخابرات الأجنبية في مصر لزيادة أهمية مصر في المنطقة بعد الثورة، بالإضافة لاستغلال بعض أجهزة المخابرات للانهيار الأمني وحالة الزخم في الشوارع لتبديل بعض جواسيسها المعروفين بجانب زيادة التنسيق بين أجهزة المخابرات الأوروبية بعد توحدها اقتصاديًا وكأنها وحدة مخابراتية واحدة، ولكن مخابرات كل دولة تهتم بملف مختلف كأنها منفصلة عن الأخرى. وقال اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري، إنه بلا شك هناك بعد الثورة نشاط دائم ومكثف للمخابرات الأجنبية، فالكل يريد أن يعرف كل ما يحدث في مصر خطوة بخطوة حتى لا يتفاجأوا فيما بعد. واستبعد مسلم دخول أجهزة مخابرات جديدة لمصر بعد الثورة، ولكن أجهزة المخابرات التي تعمل في مصر من قبل الثورة والتي كانت أجهزة الأمن مُلمة بها هي التي كثفت من نشاطها في مصر بشكل كبير. وأشار مسلم إلى أنه من المحتمل بقوة أن تكون بعض أجهزة المخابرات الأجنبية بدلت جواسيسها أثناء الثورة، وإن كان البعض الآخر فضل الاعتماد على عناصره الموجودة في مصر لدرايتهم بشكل أكبر بمصر ودهاليزها. وأوضح مسلم أجهزة المخابرات الأوروبية بينها تنسيق وتعاون كبير في تبادل المعلومات ولكنها تعمل بشكل منفصل. وفي نفس السياق كشف اللواء محمود جوهر، الخبير الأمني، ومدير أمن قنا السابق، عن أن مصر منيت بعد الثورة بأجهزة مخابرات تجسسية عديدة بعد الثورة، خاصة الأجهزة الإسرائيلية والأمريكية، مؤكدًا أن تلك الأجهزة نشطت خلال الفترة الأخيرة في المناطق الحدودية والحيوية في مصر، وعلى رأسها منطقة سيناء وذلك لرصد المجتمع المصري وتحركات الأجهزة الداخلية به ورصدها لإظهارها للخارج وإيضاح تحركاتها للجهات التي تعمل وفقًا تلك الأجهزة. وأضاف جوهر، أن أمن الدولة كان له دور كبير في رصد تلك الأجهزة، وبعد إلغاء الجهاز والاعتماد على الأمن الوطني الذي يبدو عليه الخمول، أصبح الأمر خطيرًا للغاية ولابد من الانتباه له، مؤكدًا أن العامل الوحيد الذي يساعد على تجاوز تلك المخاطر هو المخابرات الحربية وإن كان الأمر لا يتعلق بها كلية. وأوضح جوهر، أنه لا توجد علاقة كبيرة بين أجهزة المخابرات التي تتجسس على مصر لعدة دول، بل كل منها يعمل لصالح الدولة التي كلفته بالمهمة ومن ثم فإنه يؤديها على قدر الاستطاعة.