حرق خيام المعتصمين.. والمتظاهرون يردون باقتحام المحال.. والمواطنون يشكلون لجانًا لصد الهجمات شهد محيط ميدان التحرير، حالة من الكر والفر بين عدد من المتظاهرين، وأصحاب المحال التجارية، عقب هجوم أصحاب المحال القريبة من الميدان على المعتصمين وحرق خيامهم، ما أسفر عن اشتباكات بين الطرفين بالحجارة والمولوتوف امتدت حتى الساعات الأولى من صباح الجمعة.
بدأت الاشتباكات عقب دخول أصحاب المحال من ناحية شارع التحرير وطلعت حرب، وحرق جميع الخيام المتواجدة بوسط صينية الميدان، فيما قام البعض الآخر بفتح الميدان من جميع الاتجاهات أمام حركة السيارات وإزالة الأسلاك الشائكة والحواجز الحديدية من جميع مدخل الميدان.
وسادت حالة من الفرحة العارمة بين أصحاب المحلات والشركات السياحية القريبة من الميدان بعد فتح الميدان وإزالة الخيام، وقيام بعض أصحاب المحلات بحرق اللافتات المتعلقة بالمعتصمين.
وبعد حوالى ساعتين من حرق الخيام، هاجم عدد من المتظاهرين ومجموعات "البلاك بلوك" المحلات التجارية والشركات بشارع طلعت حرب، وقاموا بتحطيم وتكسير المحلات الزجاجية، وإشعال النيران أمامها؛ الأمر الذي أدى إلى نشوب مشادات واشتباكات بين الطرفين، فيما تدخل سكان المنطقة لمواجهة عناصر البلاك بلوك بالطوب والحجارة، ما أدى إلى إغلاق عدد كبير من المحلات. وقام الطرفان بتبادل تراشق الحجارة والمولوتوف من ناحية شارع طلعت حرب وباب اللوق، وسط حالات من الكر والفر بين الطرفين وإصابة العديد منهم بإصابات بالغة في الرأس والوجه وأماكن متفرقة فى الجسم.
وقام أصحاب المحلات بمطاردة المعتصمين أعلى كوبرى قصر النيل، ما أسفر عن حدوث شلل مروري تام بالكورنيش، قبل أن يقوم البعض بفتح الطريق مرة أخرى وإزالة الحواجز الحديدية وتيسير حركة المرور.
وقام أصحاب محلات البستان، وطلعت حرب بالسيطرة على كل الشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير لمنع دخول المتظاهرين للميدان، فيما شكل البعض الآخر، لجانًا شعبية لحماية محلاتهم، تحسبًا لعودة البلطجية والمسلحين للهجوم عليهم وسط حالة من الغياب الأمني في كل الشوارع المؤدية لميدان التحرير.
وفى الساعات الأولى من صباح الجمعة، انتشر عدد من المعتصمين على المداخل الرئيسية من ناحية عبد المنعم رياض وكوبري قصر النيل ومسجد عمر مكرم، وقاموا بإعادة غلقه مرة أخرى من خلال وضع المتاريس والحواجز الحديدية، محذرين قائدي السيارات من المرور بالميدان.
وقام البعض الآخر بنصب بعض الخيام الجديدة فى الصينية الوسطى، وترديد الهتافات المنددة بالنظام وجماعة الإخوان المسلمين، مؤكدين تصديهم لأى محاولة لفض اعتصامهم أو إحراق الخيام مرة أخرى، وشكلوا بعض اللجان الشعبية على المداخل الرئيسية، وتفتيش القادمين إليهم تحسبًا لصد أى هجوم مفاجئ.