في بيانها اليومي عن عدد الوفيات الناتجة عن الاصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير..تحرص وزارة الصحة علي تحديد علة الوفاة وأنها بسبب الاصابة بأمراض مزمنة كالسكر والسمنة والربو والقلب..كأن الوزارة تريد أن تنفض يدها من تلك الوفيات..ومنطقها هو أن المصابين بالفيروس من ذوي الصحة الجيدة (يشكلون نسبة ضئيلة من المصريين) يسجلون نسبة شفاء مرتفعة بعد التعامل معهم علاجيا..كما تحرص الوزارة علي ذكر عدد الاصابات ونسب الشفاء المرتفعة..هنا تبدأ عملية التلاعب بالأرقام والتي تحمل القليل من الحقيقة لكنها تفتقد الي الواقع كما يلي: 1-تقوم الوزارة بداية بتصنيف المصابين بفيروس أنفلونزا الخنازير الي ثلاثة فئات..الأولي المصابين بالفيروس من الأصحاء والذين لايعانون أمراضا مزمنة..وهؤلاء تطلب منهم الوزارة الراحة الكاملة في المنزل مع تعاطيهم الأدوية المناسبة..أما الفئة الثانية فهم المصابين بالفيروس من أصحاب الأمراض المزمنة كالربو والسكر..وهؤلاء يتم علاجهم بعقار التامفلو في المنازل..الفئة الثالثة والأخيرة فهي التي تصل الي مستشفيات الوزارة في حالة خطرة بسبب الاصابة بالفيروس..ثم يتم احتجازها للعلاج..والأخيرة هي الفئة الوحيدة التي تذكرها الوزارة في بيانها اليومي أما الفئتين الأولي والثانية فلايرد ذكرهما في بيان الوزارة..مثلما أكد لي أحد كبار العاملين بوزارة الصحة..اذن البيان اليومي للوزارة غير دقيق بالمرة لأنه لايذكر الأعداد الكاملة للمصابين بالفيروس بل المحتجزين فقط في مستشفياتها. 2-لايجوز ولايليق بوزارة مسئوليتها الأولي هي صحة المواطنين أن تتحجج بأن سبب الوفيات هو اصابة أصحابها بالأمراض المزمنة..لأن الوزارة تعرف منذ بداية الحديث عن الفيروس أن أصحاب الأمراض المزمنة هم أكثر الفئات عرضة للوفاة..فماذا قدمت لهم الوزارة سوي التحذير..ثم من الذي أورد المواطنين تلك المهالك..وأين كان وزراء الصحة علي مدي عقود تولوا فيها المسئولية عن صحة الشعب..وماذا قدمت حكوماتنا منذ الثورة وحتي الآن لصحة المصريين..ثم كيف نحاكم من أساءوا الي صحتنا؟. 3-اذا سلمنا بمنطق وزارة الصحة في ارجاع الوفيات بفيروس أنفلونزا الخنازير الي الأمراض المزمنة..فان هذا يعني احتمالية وفاة نصف المصريين بسبب اصابتهم بالأمراض المزمنة..فحسب الاحصائيات الرسمية فان لدينا 8 ملايين مصري مصاب بالربو والأمراض الصدرية ومثلهم بمرض بالسكر..و12مليون بالالتهاب الكبدي الوبائي..كما أن مصر تحتل المرتبة الأولي عربيا والخامسة عالميا في الاصابة بالسمنة..اضافة الي انتشار أمراض القلب والضغط بين عدد غير قليل من المواطنين. والسؤال لوزير الصحة:هل نفهم من البيان اليومي لوزارتكم أن كل هؤلاء علي قائمة الموت حال اصابتهم لاقدر الله بفيروس أنفلونزا الخنازير؟. ظني أن وزير الصحة أطلق فزاعة كبيرة بين المواطنين اسمها أنفلونزا الخنازير.. ثم تركهم نهشا للشائعات وتارة أخري نهبا لمعامل القطاع الخاص للتربح بعد حصولهم علي صك باجراء تحاليل الاصابة بالفيروس..لكن عند الوفاة نفض الوزير يديه من دم هؤلاء بحجة أنهم مرضي (وحشين) أهملوا في صحتهم فسلط الله عليهم الأمراض المزمنة..المؤكد أيضا أن الحكومة لن تعترف أنها السبب الأول والرئيسي وراء اصابة مواطنيها بتلك القائمة من الأمراض المزمنة..حتي أصبحنا تتنافس في احتلال المراكز الأولي دوليا في قائمة الأمراض المزمنة. لو كان لدينا وزارة صحة جديرة بمهمتها..وكذا حكومة حقيقية..لانتبهنا جميعا الي كارثة انتشار الأمراض المزمنة بين المواطنين..وتم اقرار استراتيجية للعلاج..فلن يتقدم وطن نصف سكانه مرضي مزمنين..لكن مين قال أن الحكومة عاوزة مواطنين أصحاء!!. [email protected]