وقعت غزوة أحد يوم السبت 7 شوال في السنة الثالثة للهجرة، الموافق لمثل هذا اليوم عام 625م، بين المسلمين في يثرب بقيادة رسول الله - عليه الصلاة - من ناحية ومشركي مكة ومن والأهم من ناحية أخرى، كانت قوة المسلمين تقدر بحوالي 700 مقاتل، وقوة أهل مكة وأتباعها تقدر بحوالي 3000 مقاتل من قريش والحلفاء الآخرين وكان في الجيش 3000 بعير و200 فرس و 700 درع، وكانت القيادة العامة في يد أبي سفيان بن حرب، وعهدت قيادة الفرسان لخالد بن الوليد (قبل أن يدخل الإسلام) يعاونه عكرمة بن أبي جهل. بدأت المعركة بقدوم المشركين فاستقبلتهم سيوف المسلمين البتارة بقوة، واقتتل الناس قتالًا شديدًا، وفعل الرماة المسلمون فعلتهم، إذ كانوا من أحد أسباب تراجع الكفار وفرارهم، وكانت الهزيمة على المشركين، ولكن حصلت حادثة أليمة غيرت من مسار نهاية المعركة، إذ إن الرماة الذين أمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بحماية ظهور المسلمين وعدم ترك أماكنهم حتى يأذن لهم، ترك الكثير منهم مكانه ظنًا أن المعركة حسم أمرها وأنه لم يبق أثر للمشركين، ونزلوا ليأخذوا من الغنائم. وكان عدد من الكفار قد اتفقوا فيما بينهم على مهاجمة النبي دفعة واحدة فاستغلوا فرصة ابتعاد بعض الصحابة عن النبي أثناء المعركة وانقضوا عليه، فمنهم من ضربه بالسيف فأصاب جبهته الشريفة، ومنهم من رماه بحجارة فكسرت رباعيته اليمنى وهي أحد أسنانه الأمامية، وشقت شفته الشريفة، وهجم آخر فجرح وجنة النبي بالسيف ورفعه فرده النبي، ولكنه سقط فجرحت ركبته الشريفة وسال دمه على الأرض، وأقبل مشرك اسمه أبي بن خلف حاملًا حربته ووجهها إلى رسول الله فأخذها النبي منه وقتله بها. وازدادت المصائب، إذ قد جاء عبد حبشي مشرك ماهر بالرماية اسمه وحشي أمره سيده بقتل سيدنا حمزة ووعده بأن يجعله حرًا إن قتله، وبقي طيلة المعركة يتحين الفرصة حتى وجد نفسه وجهًا لوجه أمامه، فرفع حربته وهزها ثم رماها فاخترقت جسد سيدنا حمزة - رضي الله عنه - الذي وقع شهيدًا في سبيل الله. وانتهت المعركة بانسحاب المشركين الذين ظنوا أنهم انتصروا، ولا يقال إن رسول الله خسر بل إن الذين خالفوا أوامره خابوا وسببوا الخسارة لأنفسهم. يعتقد المؤرخون أن من الأسباب الرئيسية للهزيمة العسكرية للمسلمين هو مغادرة المواقع الدفاعية من قبل 40 راميًا من أصل 50 تم وضعهم على جبل يقع على الضفة الجنوبية من وادي مناة، وهو ما يعرف اليوم ب "جبل الرماة" والإشاعة عن مقتل النبي محمد أو "صرخة الشيطان" التي كان مفادها «ألا إن محمدًا قد قتل» بحسب بعض المصادر التاريخية الإسلامية.