اندلعت اشتباكات بين متظاهرين معارضين للرئيس المصري محمد مرسي وقوات الأمن في محيط المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين في العاصمة القاهرة؛ وذلك إثر اشتباكات بين المتظاهرين وعدد من شباب الجماعة مساء اليوم السبت، بحسب مراسل "الأناضول". وبدأت تلك الأحداث مع محاولة عشرات النشطاء، من المناهضين للإخوان، رسم "جرافيتي" على جدران مقر الجماعة وشوارع محيطة به في منطقة المقطم (جنوبالقاهرة)، إلا أن شبابا من الإخوان شكلوا سلسلة بشرية حول المبنى لمنعهم؛ فاندلعت الاشتباكات بين الطرفين. واعتدى بعض شباب الإخوان على نشطاء معارضين؛ ما أصاب عددا منهم بجروح، بحسب مراسل وكالة الأناضول للأنباء. كما تم الاعتداء على عدد من الصحفيين في محيط مقر الجماعة، التي ينتمي إليها الرئيس المصري. وبحسب أحد شباب الجماعة، المكلفين بالدفاع عن مقرها، فإن "الاشتباكات بدأت بعد إصرار النشطاء على الرسم على جدران المقر، واعتدائهم على الإخوان بأقذع السباب، وهو ما لم يتحمله شباب الإخوان"، على حد قوله لمراسل الأناضول. وبعد ساعتين من الهدوء النسبي، توافدت أعداد إضافية من المحتجين على المكان، وبدأوا في رشق الحجارة على قوات الأمن، التي كانت قد كثفت تواجدها إثر الاشتباكات بين المتظاهرين وشباب الإخوان. وأشعل محتجون النيران في سيارة لقوات الأمن، وإطارات سيارات؛ ما ردت عليه القوات بإطلاق قنابل غاز مسيل للدموع على أمل تفريقهم. ومنذ صباح أمس الجمعة، يتواجد العشرات من أعضاء جماعة الإخوان داخل المقر العام وفي محيطه استعدادا لصد أي هجوم عليه بعد دعوات أطلقها ناشطون للتظاهر حول المقر ومحاصرته. وسبق أن تعرض هذا المقر للاقتحام، وإحراق أثاثه، وسرقة بعض محتوياته، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وفي بيان وصل مراسل "الأناضول" مساء اليوم، قال محمود غزلان المتحدث باسم جماعة الإخوان إن "مجموعة مجهولة دعت على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التظاهر اليوم أمام مقر الجماعة، وقد سبق ذلك دعوات مماثلة لم تخلُ من العنف في الأيام الماضية، حيث ألقت الشرطة القبض على بعض المحتجين متلبسين بحيازة زجاجات حارقة (مولوتوف) ، والأمر قيد التحقيق في النيابة". ومضى قائلا إن "الوضع اليوم اختلف، حيث عمد عددٌ من المتظاهرين إلى سبِّ الإخوان وقيادتهم بأقذع الألفاظ واستفزاز شبابنا الموجود أمام المقر، وشارك في الاستفزاز بعض الصحفيين والمصورين، الذين حضروا مع المتظاهرين لتغطية الأحداث، فإذا بهم يصبحون فاعلاً رئيسيًّا بها؛ ما تسبب في وقوع اشتباكات محدودة نرفضها جملةً وتفصيلاً". وختم المتحدث باسم الجماعة بقوله: "نؤكد على حق التظاهر السلمي دون عنف ضد الأشخاص والمنشآت، ونؤكد على حقنا في الدفاع عن مقراتنا ضد أي اعتداء، وعلى احترامنا للإعلام والإعلاميين الشرفاء الذين ينقلون الحقيقة بصدق وموضوعية ومهنية، ونساعدهم على أداء رسالتهم السامية". في المقابل، قالت شابة ظهرت في مقطع فيديو أثناء اعتداء أحد شباب الإخوان عليها في مداخلة تلفزيونية بإحدى الفضائيات الخاصة مساء اليوم: "ذهبنا لمكتب الإرشاد لرسم جرافيتي لتوثيق الثورة، وقمنا بكنس الطريق ورسمنا على الأرض، وكل ما فعلته أني كتبت اسم "الشهيد جيكا" (وهو أحد النشطاء الذين قتلوا باشتباكات في ميدان التحرير وسط القاهرة نهاية العام الماضي واتهمت المعارضة النظام بقتله). وأضافت الفتاة التي تدعى ميرفت موسى أن "أحد الإخوان خرج علينا من مقر الإرشاد وأهال التراب على الرسم، وقال "معندناش حاجة (لا يوجد عندنا شيء) اسمها حرية تعبير، ثم قاموا بسبنا بأقذع السباب". وتابعت "شباب الإخوان خرجوا علينا بالشوم والزجاج وتجمعوا حول الناشط أحمد دومة لضربه، وأثناء محاولتي الدفاع عنه صفعني أحدهم صفعة قوية أسقطتني على الأرض".