استمرار عمل إدارة العلاج بالنقابة العامة للمحامين والفرعيات خلال إجازة العيد    السيدة انتصار السيسي تهنئ جموع المصريين والأمة الإسلامية بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج إعداد معلمي رياض الأطفال ب«تربية القاهرة للطفولة المبكرة»    رواج في محال بيع الشوايات والفحم استعدادا لعيد الأضحى بأسيوط (فيديو)    الإنتاج الحربي: الرد على 762 شكوى واردة للوزارة بنسبة 100%    «الحياة اليوم» يرصد أعمال توزيع اللحوم والملابس تحت مظلة التحالف الوطني بالجيزة    الهلال الأحمر الفلسطيني: 15 ألف طفل شهيد خلال الحرب.. ومئات الآلاف بلا غذاء    الأونروا: أهالي غزة يواجهون مستويات يائسة من الجوع    اتحاد السلة يدرس زيادة عدد المحترفين في الموسم المقبل    إستاد الإسكندرية يحتفل بعيد ميلاد محمد صلاح على طريقته    مشهد مهيب، جبل عرفات يكتسي باللون الأبيض (فيديو)    آخر موعد للمشاركة في مسابقة فتحي غانم للقصة القصيرة لعام 2024    فصائل فلسطينية: استهداف دبابة إسرائيلية في الحي السعودي غرب رفح الفلسطينية    للحجاج المصابين بالسكر، نصائح لتجنب الشعور بالتعب خلال أداء المناسك    أسامة رسلان بقناة الناس: عرفة يوم المباهاة الإلهية والمناجاة العلية    الأوقاف: خطبة العيد لا تتعدى 10 دقائق وتوجيه بالتخفيف على المصلين    «الزراعة»: متبقيات المبيدات يستقبل ويصدر 1500 عينة منتجات غذائية اليوم    «من كل فجٍّ عميق».. السعودية تكشف عدد الحجاج هذا العام    تحذير مهم من «الإفتاء» بشأن تلويث البدن والثياب والممتلكات بدماء الأضاحي    85 ساحة لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك بمراكز الشباب والأندية ب كفر الشيخ    موعد صلاة العيد 2024 في الأردن.. اعرف الأماكن    لكل مشتاق لزيارة بيت الله الحرام.. شاهد| دعاء مؤثر لأزهري من جبل عرفات    د. أيمن أبو عمر: يوم عرفة فرصة للطاعة والتوبة    مساجد الإسكندرية انتهت استعداداتها لاداء صلاة عيد الأضحى    عيد ميلاد صلاح.. عودة أوروبية وحلم إفريقي في عامه الجديد    محمد رمضان يشوق محبيه بطرح «مفيش كده» خلال ساعات | صور    هل يجوز للحاج أن يغادر المزدلفة بعد منتصف الليل؟.. الإفتاء تُجيب    "الخضيري" يوضح وقت مغيب الشمس يوم عرفة والقمر ليلة مزدلفة    «الغذاء والدواء السعودية»: شرب الماء بانتظام وحمل المظلة يقي الحاج الإجهاد الحراري    لا تتناول الفتة والرقاق معًا في أول يوم العيد.. ماذا يحدث للجسم؟    مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يحذر الحجاج من الوقوف في منطقة تقع على حدود جبل عرفات في السعودية ويشير إلى أنها "يفسد الحج".    خطبة وقفة عرفات الكبرى: الشيخ ماهر المعيقلي يخاطب أكثر من مليوني حاج    نقل حفل كاظم الساهر من هرم سقارة ل القاهرة الجديدة.. لهذا السبب    كم تكبدت الولايات المتحدة جراء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر؟    أردوغان: النصر سيكون للشعب الفلسطيني رغم همجية إسرائيل ومؤيديها    وزير الصحة السعودى: انخفاض حالات الإجهاد الحرارى بين الحجاج    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري يوم السبت 15 يونيو 2024    لمواليد برج الجوزاء.. توقعات الأبراج في الأسبوع الثالث من يونيو 2024    ميسي يتصدر قائمة الأرجنتين النهائية لبطولة كوبا أمريكا 2024    وفاة حاج عراقي علي جبل عرفات بأزمة قلبية    مستشفيات جامعة عين شمس تستعد لافتتاح وحدة علاج جلطات ونزيف المخ والسكتة الدماغية    الكشف على 900 حالة خلال قافلة نفذتها الصحة بمركز الفشن ببنى سويف    أخبار الأهلي : هل فشلت صفقة تعاقد الأهلي مع زين الدين بلعيد؟ ..كواليس جديدة تعرف عليها    محطة الدلتا الجديدة لمعالجة مياه الصرف الزراعي تدخل «جينيس» ب4 أرقام قياسية جديدة    بقرار من المحافظ.. دخول ذوي الهمم شواطئ الإسكندرية بالمجان خلال العيد (صور)    مؤتمر نصف الكرة الجنوبي يختتم فعالياته بإعلان أعضاء المجلس التنفيذي الجُدد    عن عمر يناهز 26 عاما.. ناد إنجليزي يعلن وفاة حارس مرماه    تدعم إسرائيل والمثلية الجنسية.. تفاصيل حفل بلونديش بعد المطالبة بإلغائه    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 15 يونيو 2024    «تايمز 2024»: الجامعة المصرية اليابانية ال19 عالميًا في الطاقة النظيفة وال38 بتغير المناخ    بقايا الجيل الذهبي تدافع عن هيبة تشيلي في كوبا أمريكا    وفد "العمل" يشارك في الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي بجنيف    مصادر أمنية إسرائيلية: إنهاء عملية رفح خلال أسبوعين.. والاحتفاظ بمحور فيلادلفيا    هالة السعيد: 8.6 مليار جنيه لتنفيذ 439 مشروعا تنمويا في البحيرة بخطة عام 2023-2024    نشرة مرور "الفجر".. انتظام مروري بمحاور وميادين القاهرة والجيزة في وقفة عرفة    «تقاسم العصمة» بين الزوجين.. مقترح برلماني يثير الجدل    وزير النقل السعودي: 46 ألف موظف مهمتهم خدمة حجاج بيت الله الحرام    سباليتي: العمالقة والأبطال لا يخشون خوض مباراة كرة قدم.. وألبانيا فريق صعب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سر الأب الصامت
نشر في المصريون يوم 14 - 03 - 2013

لعلك مثلى قابلته في بيت أحد المقربين، يجلس معتزًا بهامته البيضاء وملامحه الساكنة صامتًا تاركًا للحاجة زوجته تصريف شئون الحياة، ولعلك تعجبت من بؤس حال الملك المخلوع وقوة سطوة الملكة الأم والتفاف الأبناء حولها.
لا تتسرع في الحكم فالسيدة ليست متسلطة تمامًا والرجل ليس بريئًا بالمرة، لو رجع بهما الزمان لنقطة البداية لشاهدت فتاة طيبة تبدأ حياتها بالبشر والرغبة في أن تنضوي تحت جناح فارسها المغوار الذي يقف بجوارها واثقًا مزهوًا، ولكن مرت الحياة بما لا تشتهي النفس.
لقد فعلت الزوجة الطيبة كل ما في وسعها لإنجاح الزواج ونفذت كل النصائح والتوصيات التي تعرفها وبالغت أحيانًا إلى حد التضحية وفعل ما هو فوق الواجب كل ذلك أنهكها وجعلها تنتظر المكافأة العادلة من الفارس الهمام، وبينما كانت مستغرقة في إعداد الطعام الذي يحبه وتربية الصغار وتعليمهم وترتيب ملابسه بعناية في الدواليب وأوراقه الهامة في الأدراج والركض الدائم هنا وهناك جاءتها المفاجأة!
فقد أراد الباشا بدء مرحلة جديدة في حياته بقراره المنفرد وبفضل ما وفرته له زوجته من مال وطاقة، وكانت الطامة الكبرى في حياتها، فقد اكتشفت حقيقة الوضع الآن فقط، عرفت أنها ظلت دائمًا محلك سر بل وتراجعت أحيانًا للخلف در، بينما صار هو باشا حقيقي وجاهة وشياكة واكتمال منتصف العمر أيضًا لديه الوفرة والطاقة، والحقيقة لو كنّا منصفين ووقفت هي بجواره اليوم لثقلت موازينه عنها في كل شيء، لقد صار أكثر علمًا وخبرة وأوسع في خبراته الاجتماعية بل إنه يبدو أكثر شبابًا ووسامة ورشاقة، ثم إنها تأكدت أن ما عاشت فيه من وهم أنهما روح واحدة في جسدين ليس أكثر من لغو تردده الأغاني وفي الحقيقة لكل روح جسدها المستقل وقرارها المنفرد.
وهاهو يغرد وحده بعيدًا عن السرب ويبدأ مشروعه الخاص جدًا، تفيق الزوجة لنفسها وتظهر مخالبها وقدراتها الخفية كلها في تلك المرحلة، وبعد معاناة يستقر الوضع غالبًا على عودة الفارس منكسرًا لعشه القديم بعد دخوله في مغامرة عاطفية أو اقتصادية فاشلة ولا جدوي منها، وبعد عودته يفاجأ باختلال ميزان القوي داخل البيت وصعوبة استعادة الوضع الأول.
وهذا هو سر الأب الصامت والأم المتحكمة والتي استطاعت عاطفيًا ونفسيًا استقطاب الأولاد والناس حولها وصارت هي التي تمسك صولجان البيت، ولكنها لا تبدو سعيدة بالمرة بل تعلوها مسحة إحباط وتفلت منها تعبيرات المرارة وتقع أسيرة الرثاء للذات والندم على التضحية.
لن نفعل من أجلها الكثير فهي لن تتقبل عزاءنا، ولكن سنتخذ موقفها عبرة للزوجات الصغيرات يستخلصن دروسًا مؤكدة، يقول الدرس الأول أن كل إنسان مسئول عن نفسه ولذلك فأنت وحدك المسئولة عن تنمية قدراتك وتوسيع اهتماماتك وتأكيد علاقاتك الاجتماعية وتأمين وضعك الاقتصادي أنت أيضًا المسئولة عن الحفاظ على رشاقتك وحسن مظهرك.
أما الدرس الأعمق والأهم فهو أن تلك الزوجة الطيبة لم تحب زوجها حقًا رغم ما بدا منه ومنها، لقد أحبت نفسها وأرادت منه دائمًا أن يقوم بدور الزوج والأب ورجل الأسرة في حدود ما رسمته له وتوقعته منه، وكانت دائمًا تلزمه بتلك التوقعات التي أداها هو دون أن تستطيع النفاذ لداخل نفسه ولذلك عندما تهيأت له الفرصة لتحقيق ذاته بعيدًا اندفع ليعيش الحياة كما يراها هو وكما لم تراها زوجته المستغرقة في اهتماماتها أبدًا.
المعني الحقيقي للحب أن ترى الطرف الآخر وتقبله بعيوبه قبل مميزاته وأن تستطيع النفاذ لقلبه المختلف والمستفز دون محاولة للترويض وتنجح في إيجاد خط اتصال بينكما تسيرا فيه معًا ووقتها لن تكون هناك مفاجآت ولن ينقطع خط الكلام ويصبح الأب صورة صامتة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.