هي أولى الغزوات وأول الحروب في تاريخ الإسلام، وقعت في 17 رمضان سنة 2 هجرية الموافق لمثل هذا اليوم من عام 624م، وكان على رأس جيش المسلمين سيد الخلق أجمعين رسول الله الخاتم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ووقعت عند آبار بدر في جنوبالمدينة وانتهت بانتصار المسلمين ومقتل سيد قريش عمرو بن هشام المخزومي (أبو جهل). حاول المسلمون اعتراض قافلة أبي سفيان القادمة من الشام، لاسترجاع أموالهم التي نهبتها منهم قريش بعد هجرتهم إلى المدينة، لأن المهاجرين تركوا أموالهم في مكة أو أخذتها منهم قريش بالقوة. كانت قافلة أبي سفيان قادمة من الشام، وقد قيل أن فيها خمسين ألف دينار, وكان بها ألف بعير، ووصل الخبر للمسلمين بقدوم القافلة، التي تحمل أموال وتجارة قريش، وقدر عدد الرجال بها ما بين ثلاثين إلى أربعين رجلًا من قريش، فلما وصل الخبر للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ندب المسلمين إليهم، وقال: "هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها". فبدأ الناس يستعدون للانطلاق، البعض جهز سلاحًا والبعض الآخر لم يجهز سلاحًا بل وسيلة نقل من ناقة وخلافة، إذ إنهم لم يعتقدوا باحتمالية قيام الحرب. وكان أبو سفيان يتحسس الأخبار من المسافرين والقوافل، تخوفًا على أموال قريش، ووصله من بعض المسافرين أن محمد - صلى الله عليه وسلم - قد استنفر المسلمين للقافلة، فأخذ حذره، وبعث إلى مكة يستنفر قريش للدفاع عن أموالهم، وليخبرهم بأن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قد يهاجم القافلة. بدأت قريش بتجهيز سلاحها ووابلها ورجالها للقتال، وقالوا: أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي، كلا والله ليعلمن غير ذلك، واتفقوا أن يخرج جميع رجالها وساداتها إلى محمد، فمن تخلف أرسل مكانه رجلًا أخر، فلم يتخلف أحد من أشرافها عن الخروج إلا أبو لهب، حيث أرسل العاصي بن هشام ابن المغيرة بدلًا عنه، وذلك لكون العاصي مدينًا له بأربعة آلاف درهم، فاستأجره أبو لهب بها. انطلق المسلمون من المدينة باتجاه مكة في اليوم الثامن من رمضان، ووصل خبر خروج جيش المشركين إلى المسلمين، ولم يكن خروج المسلمين لقتال المشركين هو خيار مطروح في الأصل، بل كان الخروج من أجل الغنيمة بالقافلة، كما أن الأنصار في بيعة العقبة اشترطوا حماية النبي في المدينة فقط.. واصل المسلمون طريقهم فمروا بمنطقة تسمى الأصافر، ثم إلى بلد تسمى الدبة، ثم جعلوا كثيب عظيم كالجبل العظيم يسمى الحنان على يمينهم، ونزلوا قريبًا من بئر بدر. التقى الفريقان، وأرسل الله ملائكتة ليقاتلوا في صف المسلمين، وفي النهاية انتصر المسلمون في المعركة، بقتل 70 وأسر 70 من الكفار، بينما استشهد من المسلمين 14 مجاهدًا فقط، ثم أخذ المسلمين من كل أسير أربعة آلاف درهم مقابل تسريحه، ومن لا يملك يعلم عشرة من المسلمين الكتابة والقراءة.