لا يختلف اثنان علي أن بعض الصحف الصفراء الجزائرية كانت وراء إشعال وإثارة الفتنة بين الشعبين المصري والجزائري بنشرها العديد من الأخبار الكاذبة والموضوعات التحريضية الأمر الذي أدي إلي ما حدث من اعتداءات الجماهير الجزائرية علي المصريين العاملين بالجزائر عقب المباراة الأولي التي أقيمت بالقاهرة يوم 14 نوفمبر الماضي ناهيك عن إشعال النيران في العديد من الشركات الوطنية المصرية والشركات الخاصة التي يمتلكها بعض رجال أعمال مصريين. الأخبار الكاذبة والموضوعات التحريضية التي نشرتها بعض الصحف الصفراء الجزائرية كانت وراء ما حدث أيضاً في العاصمة السودانية الخرطوم من اعتداءات صارخة بالأسلحة البيضاء والسيوف والجنازير ارتكبتها الجماهير الجزائرية ضد المشجعين المصريين رغم فوز فريق الجزائر وصعوده إلي مونديال جنوب أفريقيا 2010 وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك إلي أن الجماهير الجزائرية التي ذهبت إلي الخرطوم لم تكن تهدف بالطبع إلي الفوز في مباراة كرة القدم ولكن هدفها هو الاعتداء علي المصريين وربما تكون تلك الجماهير لا علاقة لها بكرة القدم من قريب أو بعيد. الصحف الصفراء الجزائرية ابتعدت تماماً خلال تعاطيها مع أزمة مباراة مصر والجزائر علي كافة المعايير المهنية والأخلاقية وتفرغت لنشر الأخبار الكاذبة والموضوعات التحريضية وترويج الشائعات المغرضة فنجد صحيفة "الشروق" تنشر عقب المباراة الأولي التي أقيمت بالقاهرة شائعة مغرضة بمقتل بعض المشجعين الجزائريين في القاهرة ناهيك عن تعرض بعض الفتيات الجزائريات لاعتداءات صارخة باستاد القاهرة بخلاف الحقيقة الأمر الذي أدي إلي خروج الآلاف من الشباب الجزائري في الشوارع والاعتداء علي المصريين العاملين هناك وإشعال النيران بالشركات المصرية. أنا شخصياً نالني من الحب جانب أقصد من الكذب جانب.. نعم كنت من ضحايا الصحف الصفراء الجزائرية.. فوجئت في الأسبوع الماضي بصحيفتي "الشروق" و"الفجر" الجزائريتين تنشران تصريحات علي لساني أنتقد فيها وسائل الإعلام المصرية وأهاجم خلالها منتخبنا الوطني.. في الحقيقة لم أتوقف كثيراً أمام تلك الأكاذيب التي نشرتها تلك الصحف الجزائرية لأنني أعلم جيداً أن معظم الصحف الجزائرية لا تنشر إلا الأكاذيب والافتراءات ولا علاقة لها بالمعايير المهنية والأخلاقية. الطريف أن صحيفة "الفجر" الجزائرية التي نشرت تصريحات علي لساني وصورتي في صدر صفحتها الأولي كنت أول مرة أسمع عنها عقب النشر ولم أكن أعلم أن الجزائر بها صحيفة بهذا الاسم رغم أنني زرت الجزائر من قبل وعندما علمت من زميلتي وصديقتي شيرين عبدالعظيم الصحفية بالأهرام بما نشرته الصحيفة الجزائرية قلت لها بالحرف الواحد: والله لا أعلم أن هناك صحيفة بالجزائر تسمي "الفجر" وهذا يؤكد أن تلك الصحف لا تعتمد إلا علي الأكاذيب وترويج الشائعات فكيف أدلي بتصريحات لصحيفة لم أكن قد سمعت عنها من قبل!!! أما صحيفة "الشروق" الجزائرية فقد نشرت في اليوم التالي نفس التصريحات وفي صفحتها الأولي أيضاً بصورة كربونية والواضح أن الشروق نقلت التصريحات التي نسبت لي كذباً وبهتاناً في جريدة "الفجر" ويعلم الله أنني لم أتحدث مع أي صحفي جزائري منذ بداية الأزمة وحتي الآن وبالتالي لم أصرح لأي من الصحيفتين. ويمكن القول إن بعض القنوات الفضائية المصرية كانت وراء ظهور اسم صحيفة "الشروق" الجزائرية وارتفاع معدلات توزيعها بصورة لم يسبق لها مثيل في الجزائر فبعد أن كان توزيع تلك الصحيفة الصفراء لا يتعدي عشرات الألوف قفز توزيعها إلي أكثر من مليون نسخة أثناء الأزمة.. القنوات المصرية اهتمت للأسف الشديد بما كانت تنشره الشروق وتحليله والرد عليه وهو ما أدي إلي اهتمام الشارع الجزائري بتلك الصحيفة وبالتالي ارتفعت معدلات توزيعها وبعد أن كانت تحتل مرتبة متأخرة في التوزيع بين الصحف قفزت إلي المرتبة الأولي متخطية صحف أكثر انتشاراً واحتراماً ومهنية ومصداقية مثل صحيفة "الخبر" التي كانت توزع أضعاف أضعاف الشروق. أعتقد أن ما ارتكبته صحيفة "الشروق" وبعض الصحف الجزائرية الصفراء خلال تعاطيها مع الحدث من أخطاء تصل إلي مرتبة الجرائم الخطيرة التي يحاسب عليها القانون في أي مجتمع من المجتمعات فهذه الصحف نشرت العديد والعديد من الأخبار الكاذبة والشائعات المغرضة أدت إلي إثارة الفتنة بين الشعبين المصري والجزائري علاوة علي أن تلك الصحف لا تحترم ولا تلتزم بالمعايير المهنية ولا الأخلاقية. أعجبني تقرير نشرته صحيفة "المصريون" الإلكترونية عن صحيفة "الشروق" الجزائرية وصاحبها علي فضيل ليسمح لي عزيزي القارئ نشر أجزاء منه في السطور التالية: كشفت تقارير عن وجود علاقة وثيقة كانت تربط بين صحيفة علي فضيل "الشروق" وبين مدير عمليات الاستخبارات الأمريكية في الجزائر وأن اثنين من العاملات في صحيفته تم تقديمهما "وليمة" لمدير عمليات الاستخبارات الأمريكية في الجزائر. وقامت جهة مجهولة بتصوير ممارسات الضابط الأميركي المشينة علي سي دي.. واستمرت عملية "بيع" الأعراض في الشروق عدة أشهر قبل أن تقوم جهة ما بتسريب ال "سي دي" الأمر الذي أدي إلي قرار عاجل من الاستخبارات الأمريكية بسحب مدير عملياتها في الجزائر خوفاً عليه من الانتقام وكانت هذه الواقعة إحدي أهم محاور التحقيق الذي أجرته شرطة "إسكوتلانديارد" مع علي فضيل بعد اعتقاله في لندن في ديسمبر من العام الماضي. وذكر التقرير أن علي فضيل قد عرف بتأسيسه لصحافة الجنس في الجزائر وأن الاستخبارات الجزائرية استخدمت صحيفته لتصفية حسابات مع بعض خصومها في الجزائر ومنطقة المغرب العربي بشكل خاص وكذلك أوكلت له المخابرات الجزائرية عملية تنسيق دعوات لبعض علماء الدين من خارج الجزائر لخدمة توجهات أمنية محددة. وأكد التقرير أن علي فضيل صاحب الشروق ينتمي إلي أسرة فقيرة ولا تتيح له مصادر دخله المعروفة والمتواضعة إصدار صحيفة بدأها أسبوعية عام 1990 ثم يومية منذ عام 2005.. ونظراً لتسخيره صفحات الشروق لنشر تقارير استخباراتية مفبركة كانت أكثر صحيفة تتعرض لأحكام إدانة من القضاء الجزائري نفسه علي خلفية فبركة الأخبار الكاذبة لخدمة توجهات بعض الأجنحة الشرقية أو افتعال الإثارة منها حكم حصل عليه الزعيم الليبي معمر القذافي بحبس مالكها ست سنوات وتغريمه 750 ألف دولار ووقف صحيفته عن الصدور شهرين لاختلاقها أخباراً لا أساس لها من الصحة. [email protected]