سيطرت حالة من الهدوء الحذر، على مدينة المحلة الكبرى، في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس بين المتظاهرين وقوات الأمن، بعد اشتباكات وعمليات "كر وفر" في الشوارع لنحو 7 ساعات متواصلة في محيط قسم ثان المحلة وميدان الشون. وكانت مدينة المحلة قد شهدت اشتباكات ليلية دامية بعد تشييع الآلاف من أهالي مدينة المحلة جثامين 4 جثث من أسرة واحدة لقوا مصرعهم فجر أمس على الطريق الدائري "سمنود – المحلة" أثناء مرور سيارتهم الملاكي فى منطقة الاشتباكات التي وقعت بين الشرطة و3 من المسجلين خطر. وتوجه بعض الأهالى إلى قسم ثان المحلة؛ للمطالبة بالقصاص وقذفوه بالحجارة، مما دفع الشرطة إلى إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين وفصل التيار الكهربائى عن محيط القسم، مما دفع المتظاهرين إلى إضرام النيران فى إطارات الكاوتشوك وقطع طريق شارع البحر الرئيسي. ونتج عن الأحداث إصابة 8 أشخاص بالخرطوش وآخرين باختناقات بسبب الغاز المسيل للدموع وتم نقلهم للمستشفيات المختلفة بالمحلة وعدد من الإصابات باختناقات. وفي سياق متصل، تكثف قوات الأمن الآن من انتشارها بمدينة المحلة الكبرى لتأمين المنشآت العامة والحيوية ومراكز وأقسام الشرطة تحسبًا لتجدد المواجهات مرة أخرى. ومن جانبه، طالب اللواء حاتم عثمان، مدير أمن الغربية، بضرورة إبعاد الشرطة ممثلة في وزارة الداخلية عن السياسة نهائيًا، وعدم إقحامهم فى هذا المعترك، لتأدية الرسالة الأمنية والتفرغ لحفظ أمن المواطن والتصدي للبلطجية والخارجين عن القانون. وأضاف عثمان في تصريحات إعلامية، أن الشرطة تعيش في مأساة يومية نتيجة محاصرة مديرية الأمن والمراكز والأقسام، ورشقهم بالحجارة والمولوتوف، حتى أصبحنا لا نستطيع القيام بواجبنا الأمني والتصدي للبلطجية، الذين كثرت أعدادهم من جراء ذلك، مؤكدًا أن إقحام الشرطة في السياسة يولد الكراهية مرة أخرى مع الشعب. ومن جهته، أعلن الدكتور سعد مكي، مدير مستشفى المحلة العام، استقبال 5 حالات مصابة بالخرطوش، بينهم ثلاث حالات تم تحويلها لمستشفى الرمد، وحالتان تتلقيان العلاج حاليًا بالمستشفى من جراء أحداث الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين مساء الأربعاء. وفي سياق متصل، تواصلت الاشتباكات بين قوات الأمن ومئات المحتجين بمحيط قسم ثان المحلة الكبرى وميدان الشون، حيث قامت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل كثيف لتفريق المتظاهرين، فيما أطلق مجهولون أعيرة خرطوش، وتتواصل حاليًا عمليات الكر والفر في محيط ميدان الشون بين قوات الأمن والمتظاهرين. جدير بالذكر أن المتوفين هم: إبراهيم عبد الرحمن (47 سنة)، وزوجته سونيا محمد الرفاعى (44 سنة)، وهشام إبراهيم القاضى (نجل الأول - طالب بجامعة الأزهر)، وأشرف شندى (صاحب سنترال بمنطقة الرجبى بالمحلة).