جاء الإسلام وأعطى المرأة حقها في الكرامة الإنسانية وأثبت استقلال شخصيتها وإرادتها، كما أثبت حرية تصرفها في ملكيتها. والسنة النبوية تبين مدى استقلال شخصية المرأة علماً أن بعض النصوص صريحة دالة على تصرف المرأة المستقل عن الولي أو الزوج وبعضها يحتمل تشاوراً سابقاً مع أحدهما. ولكن الذي يهمنا أن نثبته هنا، هو أن المرأة مضت وأدت دورها بشخصيتها المستقلة وإرادتها الكاملة، فتكلمت وطالبت ودافعت عن حقوقها، وأهدت أهل مودتها وتصدقت من مالها وخرجت لتعمل في أرضها ، ونذكر مثالاً على ذلك : ميمونة أم المؤمنين تعتق جاريتها دون علم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت: أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي؟ قال: أو فعلت؟ قالت: نعم، قال: (أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك). ولذا فإن المرأة تقوم بدور خطير في حياة كل فرد، فإما أن تعجل منه عظيماً يشيد الناس بذكره وعظمته، وإما أن يكون خامل الذكر لا يؤبه له!؟. فعلى قدر تربية المرأة وعظمة أخلاقها يكون البناء في الرجال! وما العظماء خالدو الذكر إلا أبناء جليلات القدر! رفيعات المنزلة! كريمات المنبت!!. ذلك أن الزوجة والأم شريكة لزوجها وولدها في كرامتها فإذا كان الزوج أو الابن زعيماً فقد صارت لها الزعامة، وإذا أصبح أميراً فقد تقلدت الإمارة، فالمرأة بزوجها وأمومتها قد ترفع أحياناً إلى أعلى عليين!! بل إلى ما لا يساميها فيه أعظم الرجال!! ومَنْ مِن العالمين لا يكرم مريم من أجل ابنها المسيح عليه السلام!؟ ومَنْ منا لا يكرم آمنة من أجل محمد عليه الصلاة والسلام!؟ وقل مثل ذلك عن تلك الأمهات اللواتي أنجبن الرسل والأنبياء! والعلماء والقادة والمصلحين والزعماء المخلصين !! فكلهن كريمات مقدسات ممجدات بما خلفن من أبناء وبنات!!!. وما من عظيم مهما سمى قدره إلا وهو ابن امرأة شريفة عظيمة فما من رجل متزوج يمكن أن يرقى إلا ولزوجته نصيب فاعل فيما حققه!! وما من رجل يمكن أن يفوز أو ينجح إلا ولأمه النصيب الأكبر فيما وصل إليه، فهو ليس إلا بضعة منها !! والفرع لا يمكن أن يكون أكرم من الأصل، ولا يمكن أن يحقق لنفسه شيئاً من الحياة فضلاً عن الرقي والتطور إلا عن سبيل ما يستمده من الأصل !!؟. إذاً على المرأة مسؤولية عظيمة في إخراج هذا الجيل و تنشئته وفق ما يحب الله ورسوله حتى تسير سفينة المجتمع إلى شاطئ الأمان فما أقوى شخصيتها. ألأُم ُّ مدْرَسَة ٌ إذَا أعْدَدَّتهَا أعْدَدتَّ شَعْبًا طَيّبَ الأعْرَاق ِ ألأُم ُّ رَوْضٌ إنْ تَعَهَّدَهُ الحَيَا بالّريّ أَوْرَقَ أَيّمَا إيرَاق ِ ألأُم ُّ أُسْتاذ ُ الأَسَاتِذَة الأُلى شَغَلَتْ مآثِرُهُمْ مَدَى الآفاق ِ أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]