تقابلني عقليات من نوعيات عجيبة لها آراء غريبة وأفكار مريبة تدل على قدر من السخافة ومستوى من الضحالة ونسبة عالية من الجهالة وتنبئ عن مدى العجز والضلالة. لا تستنكر كلماتي ولا تستبشع عباراتي فتلك هي الكلمات التي أسعفتني بها اللغة ولو تيسر لي أن أزيد القسوة وأضاعف الحدة وأبالغ في الشدة لفعلت، مثلاً: عندما يرى البعض نقدي للخرفان المفلسين وردي على بعض مواقف لبعض السلفيين " كما فعلت مع فتاوى الأزهر والأوقاف والإفتاء سواء بسواء" ترى الرد كهذه النوعية: ليست هذه أخلاق الإسلام أين أنتم من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ما ألم تقرأ قول الله تعالى:" ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك" النصيحة على الملأ فضيحة!! هل من الدين أن تصف مسلماً بالخروف؟ أنتم بهذه الطريقة وهذا الأسلوب تشقون الصف " المشقوق أصلاً " أنتم بهذا تساعدون أعداءنا المتربصين بالمشروع الإسلامي " أي مشروع وأي إسلامي لست أدري!!". وهو ما اسميه "شيزوفرينيا التعليقات" حيث إنني أراه خللاً في المفاهيم وانتكاساً في الفطرة لدى بعض المنتمين إلى التيار الإسلامي عموماً.. ترى القوم الذين تؤذيهم مقالاتي وتعليقاتي في الرد والنقد والهجوم والرفض يعلقون باستنكار ويخاطبونني بىيات الحلم والرفق والأدب وترك الفظاظة والتحلي بالحكمة والموعظة الحسنة.!! بينما لا تراهم يعلقون على موضوع النقد والرد بأي تعليق يستنكر ويستهجن التصريحات الغبية المستفزة للقيادات الخرفانية. شيزوفرينيا طيب ألم يقرأ هؤلاء المدافعين قول الأول حين قال: والقدح ليس بغيبة في ستة.....؟ فدونكم ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية عن قضية النصح في العلانية وتحذير الناس من أهل الفجور والمعاصي والبدع المعلنين بها: " وَسُئلَ الامام ابن تيمية رحمه الله عن قوله صلى الله عليه وسلم: (لاغيبة لفاسق)، وما حد الفسق؟ ورجل شاجر رجلين: أحدهما شارب خمر، أو جليس فى الشرب، أو آكل حرام، أو حاضر الرقص، أو السماع للدف، أو الشبابة: فهل على من لم يسلم عليه إثم ؟ فأجاب : أما الحديث فليس هو من كلام النبى صلى الله عليه وسلم، ولكنه مأثور عن الحسن البصرى، أنه قال: أترغبون عن ذكر الفاجر؟ اذكروه بما فيه يحذره الناس. وفى حديث آخر: من ألقى جلباب الحياء، فلا غيبة له. وهذان النوعان يجوز فيهما الغيبة بلا نزاع بين العلماء. أحدهما: أن يكون الرجل مظهرا للفجور، مثل:الظلم والفواحش والبدع المخالفة للسنة، فإذا أظهر المنكر، وجب الإنكار عليه بحسب القدرة، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان). رواه مسلم. وفى المسند والسنن عن أبى بكر الصديق رضى اللّه عنه أنه قال: أيها /الناس، إنكم تقرؤون القرآن وتقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير مواضعها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] وإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الناس إذا رأوا المنكر ولم يغيروه، أوشك أن يعمهم اللّه بعقاب منه). فمن أظهر المنكر وجب عليه الإنكار، وأن يهجر ويذم على ذلك. فهذا معنى قولهم: من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له. بخلاف من كان مستترا بذنبه مستخفيا، فإن هذا يستر عليه، لكن ينصح سرا، ويهجره من عرف حاله حتى يتوب، ويذكر أمره على وجه النصيحة. النوع الثانى: أن يستشار الرجل فى مناكحته ومعاملته أو استشهاده، ويعلم أنه لا يصلح لذلك، فينصحه مستشاره ببيان حاله، كما ثبت فى الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم قالت له فاطمة بنت قيس: قد خطبنى أبو جهم ومعاوية، فقال لها: (أما أبو جهم فرجل ضراب للنساء، وأما معاوية فصعلوك لا مال له). فبين النبى صلى الله عليه وسلم الخاطبين للمرأة. فهذا حجة لقول الحسن: أترغبون عن ذكر الفاجر ! اذكروه بما فيه يحذره الناس، فإن النصح فى الدين أعظم من النصح فى الدنيا، فإذا كان النبى صلى الله عليه وسلم نصح المرأة فى دنياها، فالنصيحة فى الدين أعظم. وإذا كان الرجل يترك الصلوات، ويرتكب المنكرات، وقد عاشره /من يخاف أن يفسد دينه، بين أمره له لتتقى معاشرته. وإذا كان مبتدعا يدعو إلى عقائد تخالف الكتاب والسنة، أو يسلك طريقا يخالف الكتاب والسنة، ويخاف أن يضل الرجل الناس بذلك، بين أمره للناس ليتقوا ضلاله ويعلموا حاله. وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح وابتغاء وجه اللّه تعالى لا لهوى الشخص مع الإنسان: مثل أن يكون بينهما عداوة دنيوية، أو تحاسد، أو تباغض، أو تنازع على الرئاسة، فيتكلم بمساوئه مظهرا للنصح، وقصده فى الباطن الغض من الشخص واستيفاؤه منه، فهذا من عمل الشيطان و(إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل أمرئ ما نوى)، بل يكون الناصح قصده أن اللّه يصلح ذلك الشخص، وأن يكفى المسلمين ضرره فى دينهم ودنياهم، ويسلك فى هذا المقصود أيسر الطرق التى تمكنه. ولا يجوز لأحد أن يحضر مجالس المنكر باختياره لغير ضرورة، كما فى الحديث أنه قال: (من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر، فلا يجلس على مائدة يشرب عليها الخمر)، ورفع لعمر بن عبد العزيز قوم يشربون الخمر فأمر بجلدهم، فقيل له: إن فيهم صائما. فقال: ابدؤوا به، أما سمعتم اللّه يقول: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ}؟! [النساء: 140] بين عمر بن عبد العزيز رضى اللّه عنه أن اللّه جعل حاضر المنكر كفاعله؛ ولهذا قال العلماء: إذا دعى إلى وليمة فيها منكر كالخمر والزمر، لم يجز حضورها، وذلك أن اللّه تعالى قد أمرنا بإنكار المنكر بحسب الإمكان، فمن حضر باختياره، ولم ينكره، فقد عصى اللّه ورسوله بترك ما أمره به، من بغض المنكروالنهى عنه. وإذا كان كذلك، فهذا الذى يحضر مجالس الخمر باختياره من غير ضرورة، ولا ينكر المنكر كما أمره اللّه، هو شريك الفساق فى فسقهم فيلحق بهم". هل ردي ونقدي واعتراضي بحدة ورفضي لما يفسوه هؤلاء ويضرطه هؤلاء من تريحات البذاء وما يبدونه من مواقف الخزي والعداء وما تعرب عنه وتفصح من الخذلان والغباء، هل ردي على هؤلاء السفهاء السفلاء كان فضحاً لقوم مستورين ومتخفين أم هم من أعلنوا عن أنفسهم عبر المواقع والفضائيات والفيس بوك والتويتر؟؟؟؟ هل كانوا يقولون هذه الأقاويل في مجالس خاصة وبينهم وبين أنفسهم وفي مكنون صدوؤهم حتى أتعامل معهم بمبدأ " ما بال أقوام" أم أنهم خرجوا علينا بالصوت القبيح والصورة القميئة والتصريح الشنيع على الهواء مباشرة؟؟؟ ثم خبروني بالله عليكم: من الذي يشق الصف " المشقوق بل الممزق" ؟؟ الذي يهذي بما يؤذي أم الذي يرد على الهذيان بالدليل والبرهان؟ هل الذي يساعد أعداء الإسلام هو من يدافع عن شريعة الإسلام ويذب عن حياضه بالحديث والقرآن أم الذي يناقض الحق ويخالف الحقيقة والشرع ويقف في خندق الباطل ويخذل المجاهد المناضل؟ وأخيراً: ما ظنكم لو أن هذا الذي يقوله هؤلاء الخرفان وأمثالهم عن الشريعة وشعائرها والنصارى ومؤازرتهم في أعيادهم المناقضة للعقيدة وعلى المستوى الرسمي، ماذا لو كان رسول الله بيننا الآن؟ أكان يرضيه هذا الكلام؟ أكان يرضي أبا بكر وعمر وعثمان وعليًّا رضي الله عنهم أجمعين....؟ ألا فلتتفكروا في كلامكم ولتنصفوا في مواقفكم ولتتعلموا أمور دينكم قبل أن تستنكروا على المدافع عن الدين وتسكتوا عن الخرفان المفلسين. الخرفان المفلسون والمشروع الاستيطاني عندما يقول خروف من الخرفان المفلسين أن اللحية ليست مهمة وأنها قضية هامشية وأن المهم هو المشروع الإسلامي بزعمهم فلا شك أننا لسنا أمام مشروع إسلامي وإنما نحن أمام مشروع استيطاني يهدف إلى تحريف الحق وتزوير الشرع وتزييف الوعي. وهذا نص كلام الخروف حمدي حسن عبر تويتر: " نتشاجر من أجل اللحية ونترك المجرمين ليهدموا الثورة كلها ترتيب الأولويات وحسن الفطنة من الشرع حماية الثورة ومشروعها أولي من اللحي". أرجو من الشيوخ الداعمين لهم أن يتوبوا إلى الله من دعمهم وأن يراجعوا مواقفهم من مشروعهم وألا يقول أحد إن تصريحات حمدي حسن موقف فردي كتصريحات عصام العر يان وصبحي صالح وغيرهم من الخرفان. فلتحلقوا اللحية فإنها تهدد المشروع الإسلامي، بينما التطبيع من الروافض والسماح لهم بالزيارة لمساجد آل البيت لا يهدد المشروع الإسلامي وترك القنوات الفاجرة كما هي لا تهدده، وإخراس وقطع ألسنة الدعاة إذا جهروا بالحق لا يهدد المشروع الإسلامي، وإقامة مفلات الرقص والغناء برعاية الخرفان المفلسين لا تهدد المشروع الإسلامي... إنه حقاً مشروع استيطاني أعني بالشيوخ" د محمد عبد المقصود، فوزي السعيد ومن نحا نحوهما". كما أرجو من الإخوة الكرام المُسَيَّرين في اتجاه تقديس آراء الشيوخ وإن بدا لهم عوارها أن يفيقوا من التقديس المطلق والتعصب الأعمى والتقليد غير المبرر والتبرير غير المنطقي أو فليكفوا عن التعليق أصلاً. *ابن الأزهر ومحبه الشيخ كارم السيد حامد السروي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]