أولاً: السيد الرئيس أيُّ رئيس هو بشر من بني آدم له وعليه يؤذخ منه ويرد ويقبل ويرفض ويصيب ويخطئ. ثانياً: أما ما يصيب فيه فإنه لا شك يحمد عليه حمداً لا كالذي يحمد عليه غيره من الناس لا لعصمته معاذ الله ولكن لأهمية منصبه ورفعة رتبته وفخامة سلطانه وكذلك ما يخطئ فيه فإنه يعاتب ويحاسب عليه وينكر ويرفض لا كما لو كان الخطأ من غيره ممن هم دونه في القدر والمنزلة لو أنهم أخطأوا الخطأ ذاته! ثالثاً: مسألة الأولويات والأهميات وتقديم الأهم على المهم وتغليب المصالح العليا على المصالح الأدنى ومثل هذه القواعد التي يساء استعمالها واستغلالها تبعاً لسوء فهم مناطها وبالتالي يضخم جداً من حجم مسائل لا ننكر أهميتها في مقابلة تقليل وتهوين مسائل أخرى لا ينبغي أبداً تقليلها ولو من جهة آثارها لمترتبة عليها وما عساه يكون من مضار الاستهانة بها والتغاضي عن حلها أو حتى النظر إليها. رابعاً: بخصوص الحوار الذي يجريه الرئيس الآن: أوليس من حق الضباط الملتحين مثلاً أن يكون لهم جزء من وقت الرسيد الرئيس؟ الضباط الذين يريدون شريعة الله التي يزعم الرئيس أنه من جماعة تتبنى تطبيقها ويدعمه طائفة من أهل العلم لأجلها ولم يفعل ولن يفعل في سبيل تطبيقها أي شيئ. إلى الواهمين والمنبطحين: كُفُّوا عن التطبيل للرئيس وحزبه وجماعته. نعم، قد يكون الرئيس جيداً ورقيق القلب كشخص وفي قلبه قدر من التقوى وفي حديثه صدق وإحساس: لكن هذا وحده لا يكفي لقيادة بلد يزعم أهلها أنهم يريدون تطبيق شرع الله. أليس سيادة الرئيس هو من يطالب ويصر ويؤكد على ضرورة احترام أحكام القضاء والعدالة والشفافية وألا يظلم في عهده احد؟ فأين سيادة الرئيس من أحكام القضاء المتواترة المتتالية المتتابعة التي تقضي بحق الضباط الملتحين في العودة إلى العمل والاحتفاظ بلحيتهم؟ وأين هو من الضباط المختفين في سيناء وزوجاتهم المحرومات منه وأولادهم المحرومين من آبائهم؟ وأين سيادة الرئيس من كاميليا شحاتة وأخواتها المحتجزات في الكنائس والأديرة؟ اليست كاميليا وأخواتها مصرية كمثل الصحفية شيماء عادل التي أصر الرئيس بنفسه وشخصه على استنقاذها من أيدي السلطات السودانية وأحضرها معه على متن طائرة الرئاسة؟ أين سيادة الرئيس من د محمود شعبان وعبد الله بدر وكل من أدين لأنه يدافع عن جناب السيد الرئيس وشرعيته في الحكم؟ أرجو أن يكون التعليق موضوعياً ويتناول صلب الكلام لا هوامش الأسلوب ودفاعاً مستميتاً رخيصاً عن الرئيس وحزبه وجماعته والشيوخ المنافحين عنهم دون التعرض للموضوع نفسه. *ابن الأزهر ومحبه الشيخ الشاعر كارم السيد حامد السروي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]