شهد ميدان الثورة فى محيط ديوان عام محافظة الدقهلية, بمدينة المنصورة, ليلة الأربعاء, اشتباكات عنيفة وعمليات كر وفر بين الأمن والمتظاهرين المحتجين أمام ديوان عام المحافظة للمطالبة بإسقاط النظام. وردد المتظاهرون هتافات مناهضة لحكم الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين, منها:" دكتور مرسى يا دكتور مرسى..الزنزانة بعد الكرسى", "عبد الناصر قالها زمان..الإخوان مالهومش أمان", "العصيان مشروع مشروع ... ضد الفقر وضد الجوع". وقامت قوات الأمن بمطاردة المتظاهرين عقب تردديهم هتافات معادية منها"يانهار أسود على الأيام الداخلية بتحمى الإخوان" و"وزارة الداخلية بلطجية" و"يعنى إيه ضابط داخلية ضابط فاشل فى الثانوية" و"الجدع جدع والجبان جبان"، الأمر الذى أدى إلى قيامهم بإطلاق الغازات المسيلة للدموع لتفريقهم. كما وقعت عدة اشتباكات وحرب شوارع بين المؤيدين للرئيس وجماعة الإخوان المسلمين, والمعارضين, وقوات الأمن, حيث قام عشرات المحتجين بقذف قوات الأمن بالحجارة وقنابل المولوتوف الحارقة, بالإضافة إلى محاولة استفزاز قوات الأمن بتوجيه الشتائم والإهانات. ومن جانبها, ردت قوات الأمن بإطلاق وابل من القنابل المسيلة للدموع, وشنت حملات مداهمة فى أرجاء الميدان والشوارع المحيطة, وألقت القبض على عدد كبير من المتظاهرين وكان معظمهم من الأطفال الذين لا تزيد أعمارهم عن 15 سنة. كما شهد ميدان الثورة إطلاق عدد من البلطجية الخرطوش بكثافة, وهو ما أدى إلى وقوع إصابات فى صفوف المتظاهرين والأمن على حد سواء. ومن جانبه, نفى العميد السعيد عمارة, مدير مباحث المنصورة, ما تردد عن استعمال قوات الأمن للخرطوش فى مواجهة المتظاهرين, واتهم عمارة من أسماهم بالبلطجية, بإطلاق الخرطوش بشكل عشوائى وسط الاشتباكات فى محيط ديوان عام محافظة الدقهلية, لإحداث قتلى ومصابين للمساهمة فى زيادة اشتعال الأوضاع. وفى سياق متصل, أصيب عدد من المتظاهرين وقوات الأمن فى الاشتباكات, حيث تلقت عيادة التيار الشعبى بالمنصورة 9 مصابين, بعضهم مصاب بطلقات خرطوش. وأعلن الدكتور أسامة فريد, وكيل وزارة الصحة بالدقهلية, أن مستشفى الطوارئ بالمنصورة استقبل مساء الثلاثاء, 7 حالات مصابة بطلق خرطوش وهم :"خالد نظيم عباس, 16 سنة, وأحمد نصر الباز 15 سنة, وعبد السلام أحمد 17 سنة, وأحمد محمد رزق 24 سنة, فضلاً عن الملازم أول محمود حسين, والمجند محمود شعراوى, وسابع لم يتسن معرفة اسمه بعد. كما قام العشرات من الصبية من أهالى منطقة توريل, بقطع شارع قناة السويس بإلقاء صناديق القمامة والمقاعد التى على جانبى الطريق, وسط الطريق, وإشعال الإطارات, فضلا عن إلقاء زجاجات المولوتوف على قوات الأمن ورشقهم بالحجارة. جدير بالذكر, أنه كان قد قام عدد من المحتجين بمحاولة قطع سكة حديد المنصورة ومنع خروج القطارات, عند منطقة مزلقان "الهابى لاند", إلا أنهم فشلوا فى قطع السكة الحديد. وفى سياق متصل, نفى المهندس إبراهيم أبو عوف, أمين حزب الحرية والعدالة بالدقهلية, تورط الحزب فى أى أعمال عنف, وأكد أنه لا علاقة للحزب بعمل الأمن، مشيراً إلى أن الحزب لا يحكم حتى يتحكم فى قوات الأمن, مؤكدًا أن ما تمارسه قوات الأمن هو أمر يخصها ولا دخل للحزب بعملها. ومن جانبها، أدانت حركة 6 إبريل بالدقهلية, تدخل أفراد ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين لفض الاعتصام, والتعدى على المحتجين, وطالبت الحركة قوات الأمن بالتوقف عن استعمال العنف, واتهمت الداخلية بالعجز عن التعامل مع الموقف, ولجوئها للخرطوش والغاز المسيل للدموع, بحسب البيان. كما أعلن حزب الدستور بالدقهلية, دعمه للعصيان المدنى, مطالباً فى الوقت نفسه, قوات الأمن بعدم استعمال العنف فى تفريق المتظاهرين, وأعلن الحزب عن رفضه فرض الإضراب على المواطنين بالقوة. فيما أعلن التيار الشعبى بالدقهلية, دعمه للعصيان المدنى ودعوة المواطنين للمشاركة فيه, وأدان التيار من أسماهم بميليشيات الإخوان المسلمين, والذين قال عنهم التيار إنهم قاموا بالاعتداء على المتظاهرين "السلميين". وتحول مقر التيار الشعبى بمدينة المنصورة والذى يبعد أمتارًا قليلة من ميدان الثورة بالمنصورة إلى مستشفى ميدانى لإسعاف المصابين بطلقات الخرطوش.