لا يوجد بيت مسلم يخلو من كتاب "فقه السنة" الذى يعد من أساسيات أى مكتبة إسلامية منزلية، ومؤلف هذا الكتاب هو الشيخ سيد سابق المولد في يناير عام 1915، بقرية إسطنها مركز الباجور، محافظة المنوفية، ورحل عن دنيانا فى مثل هذا اليوم عام 2000. أتم حفظ القرآن قبل أن يتجاوز تسع سنوات، ثم التحق بالأزهر الشريف، وظل يتلقى العلم ويترقى حتى حصل على العالمية في الشريعة عام 1947، ثم حصل بعدها على الإجازة من الأزهر وهي درجة علمية أعلى. تربى الشيخ في مقتبل حياته في الجمعية الشرعية على يد مؤسسها الشيخ السبكي، وتزامل مع خليفته الشيخ عبد اللطيف مشتهري، فتشرب محبة السنة، وكان لهمته العالية وذكائه وصفاء سريرته أثر في نضجه المبكر وتفوقه على أقرانه، حتى برع في دراسة الفقه واستيعاب مسائله وما أن لمس فيه شيخه تفوقًا حتى كلفه بإعداد دروس مبسطة في الفقه وتدريسها لأقرانه، ولم يكن قد تجاوز بعد التاسعة عشرة من عمره. عمل بالتدريس بعد تخرجه في المعاهد الأزهرية، ثم بالوعظ في الأزهر، ثم انتقل إلى وزارة الأوقاف في نهاية الخمسينيات متقلدًا إدارة المساجد، ثم الثقافة، فالدعوة، فالتدريب إلى أن ضُيّق عليه فانتقل إلى مكةالمكرمة للعمل أستاذًا بجامعة الملك عبد العزيز، ثم جامعة أم القرى، وأسند إليه فيها رئاسة قسم القضاء بكلية الشريعة، ثم رئاسة قسم الدراسات العليا، ثم عمل أستاذًا غير متفرغ. وقد حاضر خلال هذه الفترة ودرَّس الفقه وأصوله، وأشرف على أكثر من مائة رسالة علمية، وتخرج على يديه كوكبة من الأساتذة والعلماء. كان مع علمه وعبادته وكثرة صومه ذا شوق للجهاد، وما أن لاحت أمامه الفرصة حتى كان في أول كتيبة في حرب 1948م مفتيًا ومعلمًا للأحكام، ومربيًا على القيام والدعاء والذكر، وموجهًا إلى حسن التوكل والأخذ بالأسباب، ومحرضًا على الفداء، ومدربًا على استخدام السلاح وتفكيكه، وبعد مقتل النقراشي اتهم الشيخ بقتله وأطلق عليه: "مفتي الدماء"، ثم حوكم بعد أن قضى عامين من الاضطهاد والتعذيب فما لانت له قناة ولا وهنت له عزيمة، بل كان كما عُهِد عنه مربيًا فاضلًا حاثًا على الصبر، مبينًا لسنن الابتلاء والتمحيص، وبعد أن بُرِّئت ساحته خرج ليواصل جهاد الكلمة. اشتغل الشيخ سيد بالفقه أكثر من غيره من الدعاة الأزهريين، لأنه وجده أليقًا بتخصصه في كلية الشريعة، وقد بدأ كتاباته الفقهية في مجلات أسبوعية منوعة، على شكل مقالات، فبدأ بفقه الطهارة معتمدًا على كتب فقه الحديث، وأهم مؤلفاته: فقه السنة، مصادر القوة في الإسلام، الربا والبديل، تقاليد وعادات يجب أن تزول في الأفراح والمناسبات، العقائد الإسلامية.