بابتسامة عريضة تستقبل "جيهان أحمد"، صاحبة محل هدايا في منطقة راقية بالقاهرة، زبائنها الذين يتأهبون للاحتفال بعيد الحب (فالنتين داي- Valentine's Day)، الموافق ليوم 14 فبراير من كل عام، بشراء الورود الحمراء والهدايا التذكارية التي يغلب عليها أيضا اللون الأحمر تعبيرا عن الحب الشديد. "جيهان" تعتبر المناسبات والأعياد بمثابة "جرعة منشطة" للسوق تساهم في انتشاله من حالة الركود التي يعانيها؛ جراء الاضطرابات والخلافات السياسية منذ ثورة 25 يناير 2011. وبحسب "جيهان"، فإن زبائنها، وعلى قلة عددهم، يتزايدون في فئة الشباب من الجنسين، وخاصة من طلاب الجامعات والمتزوجين حديثا، موضحة أنهم يقبلون، في المقام الأولى، على شراء "الدمى" و"القلوب الحمراء"؛ لرخص أسعارها، ثم تأتي العطور والهدايا القيمة في المرتبة الثانية، وغالبا ما يشتريها منتمون لطبقات اجتماعية أعلى. وكعادة مثل هذه الاحتفالات ذات الأصول الغربية، استبقت "عيد الحب" عدة فتاوى دينية تحرم الاحتفال به، وتعتبره "بدعة". وانتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى شاشات الفضائيات، المحسوبة على التيار السلفي، دعوات إلى إلغاء الاحتفال بعيد الحب. فمفتيا بعدم جواز الاحتفال بعيد الحب، قال الشيخ "مصطفي العدوي"، عضو مجلس شورى العلماء، المحسوب على التيار السلفي، إنه "عيد مبتدع ويلوث بلاد المسلمين؛ ففيه يرتدي النسوة والشباب ملابس حمراء وغيرها من البدع والضلالات، وهو إحياء للشر والفساد في النفوس". وأكد العدوي في فتواه أن "الأعياد يشرعها الله، ولقد قال عز وجل: "ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا"، وبذلك فما غير عيدي الأضحى والفطر والجمعة، فهو مبتدع". كذلك انتشر حديث منسوب لأحد الدعاة على موقع "تويتر" للتدوينات القصيرة يحذر فيه من المعاقبة بالجلد 80 جلدة، لمن يحتفل ب"عيد الحب". بينما أجاز الشيخ "محمود عاشور" الأستاذ في جامعة الأزهر الشريف، الاحتفال بعيد الحب "ضمن ما أمر به الإسلام من تواد وتراحم بين الناس". وقال "عاشور" في تصريح لمراسل وكالة الأناضول للأنباء: "أرفض فتاوى جلد من يحتفلون بعيد الحب؛ فالرسول أمرنا أن نحب بعضنا البعض، وليس هناك مبرر لتجريم الاحتفال بالحب، وإذا كان الغرب هو من بدأ الاحتفال في هذا اليوم، فليس معنى ذلك تحريم الاحتفاء بالحب في ذلك اليوم". وشدد على أن "هناك علاقة بشرية أمر بها الإسلام، وهي التعارف، ومن التعارف الحب والتعاون، أيا كان الداع إلى هذا التعارف أو التحاب". أما مصر الرسمية، وبمناسبة "عيد الحب"، فتشهد احتفالات في عدد من القاعات المغلقة، حيث تقيم وزارة الثقافة حفلين على مسرح أوبرا دمنهور في دلتا مصر، والأخير على مسرح سيد درويش في الإسكندرية.