إشعال النيران فى محطات ببنى سويف.. وإضراب سائقى الأجرة.. وقطع الطرق الرئيسية والفرعية بالمنيا تصاعدت أزمة نقص السولار والوقود بشكل خطير فى عدة محافظات، وذلك بعد أن أشعل السائقون النيران فى ثلاث محطات وقود بمركزى الفشن وببا بمحافظة بنى سويف، فيما قام المئات منهم بقطع الطرق وشل حركة المرور والإضراب عن العمل لإجبار المسئولين على توفير السولار، وانعكست الأزمة على جميع نواحى الحياة المعيشية، حيث تسببت الأزمة فى رفع تعريفة الركوب لجميع الخطوط الداخلية والخارجية وسط سخط جماهيرى من تقاعس المسئولين فى إيجاد حل للأزمة. ففى مدينة الفشن أضرم السائقون النيران فى محطة وقود ملك "بطرس ج" أكبر تجار السوق السوداء بمركز الفشن - على حد وصفهم - بعد أن فشلوا فى تموين السيارات والدراجات البخارية لقيام صاحب المحطة ببيع الوقود بالسوق السوداء، كما أشعلوا النيران فى محطتين بقريتى صفط وأبو شربان بببا لرفض أصاحبهما بيع السولار للسائقين رغم وقوفهم ساعات أمام المحطتين وشاهدوا بأنفسهم تفريغ الحصة، فى حين تصدى الأهالى لمحاولات السائقين حرق محطات أخرى فى مراكز الواسطى وناصر وإهناسيا. وأضرب نحو 100 سائق من سائقى سيارات الأجرة بقرى مركز ببا ووضعوا سياراتهم داخل موقف المدينة، وامتنعوا عن نقل الركاب، مما أدى إلى توقف حركة نقل الركاب فى جميع قرى المركز، وظل المعلمون والطلاب وأهالى تلك القرى لساعات فى انتظار سيارات تنقلهم إلى مقار أعمالهم ومدارسهم. وكشف المحتجون أنهم حاولوا جاهدين الحصول على سولار لتشغيل السيارات، مما اضطرهم إلى شرائه من تجار السوق السوداء بسعر 60 جنيهاً، للجركن ثم عجزوا عن شرائه بعد ارتفاع ثمنه إلى 80 جنيهاً فى أقل من 24 ساعة. وقام العشرات من المزارعين بمركز ناصر بقطع الطريق الزراعى القاهرة – أسيوط فى الاتجاهين احتجاجاً على نقص السولار، الأمر الذى تسبب فى تعرض محصول القمح للتلف بسبب توقف آلات الرى التى تحتاج السولار، مما إلى حدوث تكدس السيارات بالطريق وحدوث مشادات بين المحتجين والمواطنين المسافرين. كما قطع أهالى قرى شرق النيل الصحراوى الشرقى بنى سويف حلوان احتجاجًا على انتظارهم 8 ساعات للحصول على السولار لتشغيل ماكينات رى الأراضى الزراعية. كما قطع أهالى قريتى ميدوم والعطف بمركز الواسطى الطريق المؤدى للصحراوى الغربى احتجاجًا على تقاعس المسئولين على توفير السولار بعد نفاده لمدة 3 أيام متتالية. من جانبه اكتفى اللواء أحمد زكى رأفت، السكرتير المساعد لمحافظة بنى سويف بقوله إن الأزمة تشهد انفراجة وستنتهى خلال أيام، مؤكدًا اتخاذ المحافظة خطوات جادة لمتابعة توزيع السولار وملاحقة تجار السوق السوداء. وفى المنيا سادت حالة من الاحتقان والغضب الشديد بين المزارعين والسائقين بمحافظة المنيا، بسبب أزمة نقص السولار والمعاناة التى يعيشها السائقون بشكل يومى للحصول على السولار، وما زاد حالة الاحتقان هو بيع الوقود فى السوق السوداء بأضعاف أسعاره الأصلية. وقام عدد من السائقين والمزارعين بقطع الطرق وشل حركة المرور, لإجبار المسئولين على توفير السولار مقابل إعادة فتح الطرق وانعكست الأزمة على جميع نواحى الحياة المعيشية، حيث تسببت الأزمة فى رفع تعريفة الركوب من وإلى كافة مدن ومراكز وقرى المحافظة، كما تسببت الأزمة فى ارتفاع أسعار شحن ونقل السلع الغذائية خاصة القادمة من القاهرة. كما قام العشرات من المزارعين بمركز مغاغة بقطع الطريق الصحراوى الغربى لمدة 3ساعات فى الاتجاهين من وإلى القاهرة احتجاجاً على نقص السولار، الأمر الذى تسبب فى تعرض محصول القمح للتلف بسبب توقف آلات الرى التى تحتاج السولار، مما إلى حدوث تكدس السيارات بالطريق وحدوث مشادات بين المحتجين والمواطنين المسافرين. كما تسببت أيضاً أزمة نقص السولار فى تكدس السيارات داخل محطات تمويل الوقود فى كافة مدن ومراكز المحافظة, مما أدى لحدوث اختناقات مرورية داخل مدن المحافظة وعلى إثر ذلك قام السائقون برفع تعريفة الأجرة. من ناحية أخرى, وطبقاً لتقارير أجهزة التموين فإن احتياجات محافظة المنيا من المواد البترولية تصل إلى 1250طن/يوم, لكن الكميات الفعلية التى تصل إلى المحطة لا تزيد على 700طن/يوم. يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه المهندس نجيب عبد الحميد وكيل وزارة التموين بالمنيا، أنه تم توفير4 آلاف و600طن من السولار كاحتياطى استراتيجى بمخازن المحافظة، مضيفاً أن المحافظة تسعى إلى رفع المخزون إلى 6آلاف طن للتغلب على أى معوقات أثناء نقل السولار، مشيرًا إلى أنه بالفعل تم ضخ 712 طن سولار، و195طن بنزين 80، و 38طن بنزين 92، و5 أطنان بنزين 90. من جانبه, أكد الدكتور مصطفى عيسى محافظ المنيا ضرورة تفعيل الرقابة التموينية لمنع تجاوزات داخل محطات التعبئة ومنع الجراكن نهائياً لضمان وصول الكميات دون التلاعب بها وتوقيع الغرامات وضبط السيارات التى تحاول نقل الكميات المدعمة. وفى البحر الأحمر تواصل أزمة البنزين والسولار استمرارها وسط تزاحم العديد من السيارات والأتوبيسات السياحية أمام محطات الوقود وعادت من جديد ظاهرة الجراكن التى تسببت فى عودة الأزمة من جديد، وشهد عدد كبير من محطات الوقود بالغردقة زحامًا وتكدسًا للسيارات والأتوبيسات السياحية، مما تسبب فى حالة شلل مرورى فى بعض الشوارع الرئيسية بالغردقة، وشهدت مدينة سفاجا أيضًا أزمة طاحنة فى السولار وتكدست تريلات نقل البضائع أمام مدخل ميناء سفاجا . وناشد السائقون المسئولين بضخ كميات إضافية من السولار، مؤكدين أن انتظارهم لأوقات طويلة قد يتسبب فى إتلاف كميات كبيرة من المواد الغذائية المحملة بداخل الثلاجات، كما استمرت أيضًا أزمة البنزين والسولار فى مدينة القصير جنوب البحر الأحمر وسط تزاحم العديد من السيارات والأتوبيسات السياحية أمام محطات الوقود مع عودة ظاهرة تعبئة الجراكن من المحطات، والتى اعتبرها سائقو النقل السياحى من أهم أسباب عودة الأزمة. وأكد أشرف عبد العزيز عثمان، مدير إدارة التموين بالقصير، أن إدارة التموين مستمرة فى رقابة جميع محطات الوقود ويتم تفريغ حصة المحطات بوجود ممثل من إدارة التموين بالمدينة للتأكد من عدالة التوزيع وبيع حصة المحطة بالكامل. ويقول أحد العاملين بمحطة الوقود إن الكمية الواردة من السولار والبنزين قليلة بما لا تتناسب مع معدل الاستهلاك اليومى وأن كمية الضخ قليلة ولا تسد الاحتياج اليومى للسيارات ويضيف أحد المواطنين أنه يقف بالطابور بما يقرب من الساعتين لتمويل السيارة من الوقود وإن السبب الحقيققى فى الأزمة يتمثل فى الجراكن والبراميل لأنها لها دور كبير فى تفاقم الأزمة. من جانبه، أكد اللواء سعد الدين، أمين السكرتير العام، أن أزمة نقص السولار سببها انخفاض نسبة حصة المحافظة 40% الواردة من شركات البترول بالسويس.