شهدت محافظة الغربية موجة غضب شديدة فى مليونية "الرحيل والكرامة" التى دعا إليها عدد كبير من الأحزاب والقوى السياسية والثورية، وعلى رأسها التيار الشعبى وحزب الدستور والوفد وحركة شباب 6 إبريل واتحاد المدونين العرب وحركة كفاية وحركة شباب المحلة وسمنود وطنطا الثائر والجبهة القومية للعدالة والديمقراطية والتحالف الاشتراكى والحزب الشيوعى. وشهدت مدن سمنود وطنطا والمحلة وكفر الزيات والسنطة بمحافظة الغربية مشاركة الآلاف فى مسيرات حاشدة لرحيل الرئيس محمد مرسى وسط هتافات مدوية للمطالبة بالقصاص للشهداء. كما شهدت مدينة المحلة حالة من الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن، حيث قام المتظاهرون بمحاصرة مجلس المدينة محاولين اقتحامه ورشقه بالحجارة والمولوتوف وتسلل البعض منهم إلى إحدى البوابات الفرعية الخاصة بالجراج، ولكن قوات الشرطة بدأت فى إطلاق قنابل الغازات المسيلة للدموع وتشكيل كردون أمنى حول المبنى، وفي الوقت نفسه قام المحتجون بإلقاء زجاجات المولوتوف داخل ساحة مبنى المجلس، مرددين هتافات مناهضة لرجال الداخلية والإخوان، من بينها: "يسقط يسقط حكم المرشد والإخوان"، و"الداخلية زى ماهي بلطجية بلطجية"، فقام المتظاهرون بإغلاق الشوارع الرئيسية فى المدينة وإشعال إطارات الكاوتشوك فى شارع البحر الرئيسى مما أدى إلى إغلاق معظم المحلات التجارية خوفاً من العمليات الدامية التى تشهدها معظم الشوارع. وفى الوقت ذاته، حاصر المئات من المتظاهرين قسمى أول وثان المحلة للمطالبة بالإفراج عن أحد النشطاء السياسيين، حيث كانت أجهزة الأمن قد ألقت القبض على محمد أنور عضو ائتلاف شباب الثورة "الشرارة" خلال سلسلة معارك. وفى سياق متصل، مازالت قوات الأمن المركزى تطلق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين وفرض سياج أمنى أمام قسمى أول وثان المحلة، مما أدى إلى إصابة 31 مصابًا بمستشفى المحلة العام من بينهم 14 مجندا، وتم اقتحام مقر الحرية والعدالة وحرقه. وفى مدينة السنطة، أحبطت أجهزة الأمن محاولة اقتحام لمقر الحرية والعدالة بعد إلقاء محتوياته عبر النوافذ. ولأول مرة شهدت مدينة كفر الزيات حالة من حرب الشوارع بعد ثورة 25 يناير فكانت متصدرة المشهد يوم الجمعة فى مليونية "الكرامة والخلاص"، فيما تواصلت الاشتباكات وعمليات الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن، في محيط مركز شرطة كفر الزيات، منذ محاصرة المتظاهرين له عصر أمس الجمعة. وتزايدت أعداد المصابين باختناقات دخان قنابل الغاز المسيل للدموع، التي أطلقتها الشرطة لتفريق المتظاهرين. كما استمرت قوات الأمن في مطاردة المتظاهرين بنطاق المركز وميدان المحطة؛ لتفريقهم، مما دفع نادي كفر الزيات الرياضي والمحلات التجارية في نطاق الأحداث لإغلاق أبوابها، وقام المتظاهرون برشق محطة السكك الحديدية بالحجارة، وسط عمليات كر وفر بينهم وبين قوات الأمن، التي تواصل إطلاق قنابل الغاز المسيل. وتسببت تلك الأحداث في تكسير وتحطيم زجاج وبعض محتويات المحطة، فيما تواصل الشرطة إطلاق القنابل المسيلة للدموع، ومطاردة المتظاهرين بنطاق المركز، وميدان المحطة لتفريقهم، مما أدى إلى إصابة 51 مصابا بمستشفى كفر الزيات العام من بينهم 39 مجندا من قوات الأمن. وتصدرت العاصمة طنطا المشهد السياسى على مستوى محافظة الغربية لما تشهده الشوارع من حروب واشتباكات ليلية بين المتظاهرين وقوات الأمن وحالة الاستنفار الأمنى بمديرية الأمن بعد تلقى قيادات الأمن (sms) من عناصر بلاك بلوك تهددهم بحرق مديرية الأمن ومبنى ديوان عام المحافظة، مما أدى بقوات الأمن إلى استدعاء قوات إضافية لمواجهة العناصر الإجرامية والتخريبية، فقام المتظاهرون بمحاصرة مبنى مديرية الأمن والمحافظة وردت الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وعلى الجانب الآخر حاصر المتظاهرون قسم ثان طنطا ورشقوه بالحجارة وزجاجات المولوتوف، محاولين اقتحامه، مما دفع الأمن لإطلاق الرصاص الحي في الهواء والقنابل المسيلة للدموع، في محاولة للسيطرة على الموقف وتفريقهم. وردد المتظاهرون، هتافات مناهضة للداخلية والنظام، للمطالبة بالقصاص لدماء الشهيد محمد الجندي والذى لقي حتفه نتيجة اختطافه وتعذيبه على أيدي رجال الشرطة، حسب ما ذكرته القوى الثورية فى بيان صادر عنها خلال مشاركته فى مليونية استكمال الثورة، فى ذكرى 25 يناير الماضي بميدان التحرير، مما أدى إلى إغلاق الشوارع الرئيسية بالكامل وخاصة شارع البحر وإصابتها بالشلل التام فى حركة سير المارة والمرور حتى الساعات الأولى من فجر يوم السبت، مما أدى إلى ارتفاع عدد المصابين 53 مصابا بمستشفى المنشاوى العام بطنطا والمستشفى الجامعى من بينهم 6 من قوات الأمن. ووصل إجمالي الإصابات إلى 135 شخصا من بينهم 60 ضابطا ومجندا من عناصر الشرطة، جميعها ما بين "اختناق غاز وجروح قطعية وسحجات واشتباه خرطوش"، والحالات عبارة عن 51 مصابا بمستشفى كفرالزيات العام من بينهم ضابط و39 مجندا من قوات الأمن والشرطة و31 مصابا بمستشفى المحلة العام من بينهم 14 مجندا بمستشفى المنشاوى العام وطنطا الجماعى و53 مصابا و6 مجندين، وذلك حسبما صرح الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة بالغربية. ومن جانبه، نفى اللواء حاتم عثمان استخدام الخرطوش والرصاص الحى لتفريق المتظاهرين بعد نشر عدد من القنوات الفضائية ذلك. وفى صباح يوم السبت يسيطر حالة من الهدوء الحذر على مدن طنطا وكفر الزيات والمحلة بعد حرب شوارع استمرت إلى أكثر من 10 ساعات.