فى يوم ما وفى غفلة من الجميع اغتصب وطننا الحبيب, ولم يغتصب هذا الوطن فجأة أو بغتة بل اغتصب عندما تم اغتيال مواهب أبنائه, عندما تم عزل النابهين والنابغين عن كل مواقع العمل، عندما تم عزل الدين عن الحياة .. عندما أغرقونا فى وحل الذل والهوان والخنوع .. عندما أغرقونا فى عفن الكسل والتواكل والخضوع .. لذلك ما كان لنا أن نقف متحيرين مندهشين أمام هذه الأحداث الدامية، حيث الهرج والمرج والتخريب والدمار وسفك الدماء وإشاعة الفوضى ... إنها محاولات مستميتة لتغيير هويتنا وتغريبنا عن ثقافتنا وتغييبنا عن ديننا.. ومع كل هذه الضربات القاتلة تحيا الأمة، وستتعافى من جديد وتعود إلى مجدها التليد وماضيها العريق، ولكى نكون قادرين على هذه الحياة وجديرين بهذا النجاح فلابد من: أولًا: الثبات والصمود حتى يتحقق لنا النصر، فعندما ثار الناس ضد الظلم والطغيان كان هذا بمثابة بعث من جديد، وهذا هو أول أنواع النصر، وهو النصر المبدئى ثم بعد ذلك علينا بالإعداد المتاح مع مراعاة الجانب الإيمانى، لأنه بالإيمان يتحقق النصر الاستحقاقى ألم يقل المولى - عز وجل - غافر 51 " إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ " لذلك لا ينبغى أن يغيب عن أذهاننا أن أهل الباطل يدافعون عن باطلهم حتى الموت أما السلاح الذى يجب أن يتسلح به أهل الحق هو سلاح الإيمان والثبات ... فالنصر آت لا محالة ونراه رأى العين، واقرأ - إن شئت - قوله تعالى" مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ" فمن كان يظن أن الله لن ينصر أهل الحق فليذهب إلى سقف بيته ويعلق به حبلًا ثم يخنق نفسه ليذهب غيظه، وليعلم أن روحه ستذهب أيضًا ثانيًا: الهمة العالية، ومن تكن العلياء همة نفسه فكل الذى يلقاه فيها محبب نعم من كانت همته استرجاع وطن ليست كمن كانت همته رغيف أو أسطوانة بوتجاز, لابد أن نعلم قيمة ما نفعله، ونبذل من أجله الكثير فمن يخطب الحسناء لم يغله المهر، والغٌرم يا سادة دائمًا على قدر الغٌنم، فمهما كان الثمن فنحن نسترد وطنًا قلت للصقر وهو فى الجو عال اهبط الأرض فالفضاء جديب قال إن فى جناحى وعزمى ومرتع الفضاء مرعى خصيب ثالثًا: الصبر لابد أن نبنى على الصبر آمالنا وأحلامنا وطموحاتنا، والصبر المقصود هنا قد يبدو غريبًا مع إنه قديم قدم وجود الشر بل قدم وجود الإنسان نفسه ألا وهو الصبر على التغيير، وقد وضع لنا النبى - صلى الله عليه وسلم - منهجًا للخروج من هذه المحن، موضحًا أن التغيير يستلزم الصبر، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - كما فى مسند أحمد: "لا يلبث الجور بعدى إلا قليلًا حتى يطلع فكلما طلع من الجور شىء ذهب من العدل مثله حتى يولد فى الجور من لا يعرف غيره ثم يأتى الله تعالى تبارك وتعالى بالعدل فكلما جاء من العدل شىء ذهب من الجور مثله حتى يولد فى العدل من لا يعرف غيره". فإلى هولاء الذين يطالبون بالتغيير اهدأوا يرحمكم الله أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]