قضت محكمة مستأنف الإسماعيلية برئاسة المستشار خالد محجوب، وعضوية كل من المستشارين وليد سراج الدين وخالد غزى وبحضور وائل خاطر وكيل النيابة وسكرتارية صلاح عبد الفتاح حبس اثنين من رجال الأعمال بالإسماعيلية سنة مع الشغل والنفاذ وتغريمهما 20 ألف جنيه ودفع تعويض 30 ألف جنيه لقيامهما بغش تجارى فى منتج طبى يدعى (جواسول شراب للسعال). تعود تفاصيل الواقعة إلى قيام المتهمين بدائرة قسم ثالث الإسماعيلية بارتكابهما وقائع بيع أدوية ومنتجات مغشوشة مع علمهما بذلك، مضرين بصحة المواطن وصنعا مواد تستعمل فى غش العقاقير الطبية والأدوية حال كونها ضارة بصحة المواطن، وأيضا مواد تركيب العقاقير الطبية والأدوية وأعداها للبيع والتى لم يصدر قرار من وزير الصحة باستعمالها وتداولها وخدعا المتعاقدين معهم فى طبيعة الأدوية القائمين ببيعها بأن قاما بطباعة نشرات دواء بها من التركيبات ما هو مخالف عن مكوناتها وتداولها، مع علمهما بأنها غير مطابقة للمواصفات وغير صالحة للاستهلاك الآدمى. وترجع أحداث الواقعة بأن رئيس قسم الرقابة التجارية بمديرية التموين بالإسماعيلية ضبط أثناء حملته مخزن مملوك لرجال الأعمال بدون ترخيص يحتوى على كراتين ممتلئة، وبتفتيشها تبين وجود كمية أدوية كبيرة بداخلها مدون عليها كلمة جواسول وهو شراب للسعال مكمل غذائى. كما أسفر الضبط على عبوات كرتونية فارغة لتعبئة الزجاجات المدون عليها ذات الكلمة، كما ضبط جراكن يحتوى بداخلها على مادة سائلة ذات لون أخضر وزنت هذه الجراكن عدد كبير م3ن الكيلو جرامات غير مدون عليها بيانات أو علامات تجارية ولا تاريخ إنتاج ولا صلاحية، وتبين أن المتهمين يمتلكون شركة دوليكيلاب للأدوية لتوزيع مستحضرات التجميل على الصيدليات. وأكدت تحريات الشرطة صحة ارتكاب المتهمين الواقعة. وأكد تقرير عميد كلية الصيدلة بالإسماعيلية أن المضبوطات ضارة بصحة الإنسان. وأكدت المحكمة فى حيثيات حكمها أنه ثبت لها من تحقيقات النيابة العامة وإقرار المتهمين بتحقيقات النيابة العامة ومحضر الضبط لعلمهم أن تلك الأدوية مغشوشة، وهذا ثابت فى يقين المحكمة من رواية مفتش الرقابة التجارية بمديرية التموين بالإسماعيلية والمضبوطات التى تم ضبطها بالمخزن المملوك للمتهمين، والذى وجد بها مواد تحضيرية يستخدمونها فى غش الأدوية، مستخدمين كراتين معدة سلفا لتعبئة الدواء جواسول فى زجاجات 120 مللى مدون عليها اسم الدواء السابق، وهو شراب للسعال. وقد تم فحص هذه المضبوطات من خلال كلية الصيدلة بالإسماعيلية والتى أثبتت أن تلك المنتجات ضارة بصحة الإنسان، وهو الأمر الذى تتأكد معه عقيدة المحكمة سوء نية المتهمين واتفاقهم مع الشيطان لتدمير صحة المواطن المصرى الذى بحاجة إلى العلاج، وأنهم على علم يقينى بأن تلك المنتجات مغشوشة فى غيبة من ضميرهم غير السوى، ومن ثم يتوافر القصد الجنائى لديهم بأن عقدوا العزم على إعادة تعبئة هذا المنتج وطرحه فى أسواق المستحضرات الطبية لكسب ربح من ذلك الغش نازعين من ضمائرهم الإنسانية عابثين بصحة الإنسان الذى لا يستحق ذلك. وناشدت المحكمة المشرع تشديد العقوبات الخاصة من هذا النوع من الجرائم والوقائع التى يرتكبها المتهمون لتدمير صحة المواطن لكونه خُلق لكى يحيا فى حياة صحية وإنسانية فى وطنه، فمن عقد النية على ارتكاب تلك الأفعال التى تضر بصحة الإنسان.