أكد مركز النديم ، للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف ، أن عشرات المواطنين لاقوا من صنوف التعذيب والإهانة داخل أقسام الشرطة ، مشيرا إلى أن ما يقرب من 500 امرأة تعرضوا في الفترة من أكتوبر 2004 وحتى أبريل 2005 ، لاعتداءات جسدية وجنسية داخل أقسام الشرطة تحت غطاء قانون الطواريء . وأكدت المركز في نشرته الدورية أن الاعتداءات تركزت في محافظات جنوبسيناءوالقاهرة والإسكندرية والقليوبية لإجبار المعتقلين على الإدلاء باعترافات عن أقاربهن المشتبه في تورطهم في أحداث طابا وحادث الأزهر. وكشفت النشرة أن جرائم التعذيب ضد أهالي المعتقلين في أقسام الشرطة شهدت تطوراً نوعياً هاماً وخطيراً في السنوات الأخيرة خصوصاً في مقار مباحث أمن الدولة التي يتم التعامل فيها مع المواطنين كالبهائم ، على حد تعبير المركز . وتصدرت النشرة شهادة مؤلمة لسيدة تدعى زينات تبلغ من العمر 49 سنة تقيم بحي الباستين بجنوبالقاهرة ، قالت فيها " عذبوني تعذيب ولا جهنم .. عايزيني أدلهم على مكان ابني .. وأنا مش عارفة ليه .. لا هو حرامي ولا قاتل .. عموا عينه وربطوا أيدي ورجلي لحد الصبح ما طلع .. كنت بأتمنى الموت من اللي في جسمي .. لم ينته الأمر عند هذا الحد .. فقد خلعوا ملابسي أمام المجندين .. كهربوني في أماكن حساسة من جسمي .. عروا بنتي تماماً وأستجوبها وهي عريانة .. وبعدها دخلوا أخويا وعدد من رجالة الحي وأنا وبينت وزوجة ابني وإحنا عريانين .. مش قادرة أطلع من البيت ولا أشوف إنسان .. حاسة إن الناس كلها شايفاني .. وأنني عريانة .. جوزي منع الأكل والكلام .. جوزي مشفش وشي إلا بعد كتب الكتاب .. بيجي دلوقتي ويحصلي كده .. لا هو ولا أنا قادرين نعيش بعد كدة.." من جانبها ، أكدت الدكتورة عايدة سيف الدولة المدير التنفيذي لمركز النديم أن أجهزة الشرطة استغلت حادثي طابا والأزهر للتنكيل بالمواطنين حتى الأعداد التي حصل عليها المركز تمثل نسبة 10% من مجموع أعداد المعتقلين بالسجون ومقار مباحث أمن الدولة . وحذرت سيف الدولة من استمرار عمليات الاعتقالات العشوائية لأهالي مركز الصف بالجيزة حيث كان يقيم إيهاب يسري ياسين منفذ تفجير ميدان عبد المنعم رياض ، علاوة على استمرار احتجاز مئات الأبرياء من المواطنين بمقار مباحث أمن الدولة في سيناء وسجني ليمان طره ودمنهور.