تجمع عدد من رسامي الجرافيتي (الرسم على الجدران) في شارع محمد محمود المؤدي لميدان التحرير، وسط القاهرة، الخميس ؛ ليجددوا صور "شهداء" ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، والأحداث التي تلتها ويضيفوا إليها "شهداء جدد" لم تسجلهم الجدران بعد. يأتي ذلك قبيل ساعات قليلة من انطلاق الذكرى الثانية للثورة التي تحل غدا الجمعة. مصطفى زناتي، وهو طالب ثانوي يهوى رسم الجرافيتي، شارك عدد من زملائه، اليوم، في رسم صور "شهداء" الثورة والأحداث التي تلتها على جدران شارع محمد محمود، الذي اشتُهر بمواجهات دامية بين متظاهرين وقوات الأمن العام الماضي. وقال زناتي لمراسلة الأناضول إنه "قرر النزول إلى ميدان التحرير لإعادة الحياة لصور الشهداء وجعل المصريين يتذكرونهم". ولفت إلى أنه سيخرج للتظاهر غدا في ميدان التحرير؛ ليناشد مع أصدقائه الرئيس المصري محمد مرسي ب"القصاص العادل لدماء شهداء الثورة". ورداً على اختيار هذا التوقيت لرسم صور الشهداء، اكتفى الزناتي بقوله: "نرسم شهداء تانيين (أخريين)". شاب أخر يدعى مصطفى بدير، رسام جرافيتي، ظهرت عليه علامات الحزن، وهو منشغل بتجديد صور "الشهداء" ورسم صور "شهداء جدد" على جدران شارع محمد محمود. يقول بدير: "ذكرى ثورة 25 يناير/ كانون الثاني فرصة لاسترداد حقوق الشهداء ومحاكمة قتلة الثوار بالقصاص، وليس بمجرد سجنهم سنوات". وفي الأسبوع الماضي قام عدد من عناصر رابطة مشجعي النادي الأهلي (ألتراس أهلاوي) برسم جرافيتي لشهداء حادثة إستاد بورسعيد (شمال شرق مصر)، بشارع محمد محمود، قبل أيام من النطق بالحكم في قضية أحداث بورسعيد التي راح ضحيتها 72 من مشجعي النادي الأهلي. يشار إلى فن الجرافيتي ظهر خلال السنوات الماضية كوسيلة للتعبير عن الغضب الاجتماعي الذى عاني منه بعض المصريين قبل ثورة 25 يناير/ كانون الثاني، ونشط بشكل ملحوظ بعد اندلاع الثورة، خاصة على يد الشباب المناهضين للحكم العسكري. وتتضمن تلك الرسوم شعارات الثورة المصرية وأهم رموزها وصور ضحايا الثورة ومطالبها وانتقادات لاذعة للمسئولين في الحكم.