بعد خطبة الشيخ د. محمد العريفى فى الرياض عن فضائل مصر؛ انتشرت هذه الخطبة الجميلة العصماء الرقيقة الراقية انتشار النار فى الهشيم؛ فى مواقع الإنترنت وصفحات الفيس بوك ومواقع اليوتيوب؛ وكُتبت عنها المقالات المادحة والتعليقات الشاكرة، وتمنى أهل مصر الطيبون المخلصون أن يحتفوا بهذا الرجل؛ فدعوه ليخطب بينهم فى أحد أهم معالمهم التاريخية والدينية، واجتمعت له فى جامع "عمرو بن العاص" مليونية لم يدع إليها أحد، ففاقت خطبته الثانية أختها حلاوة وطلاوة وتأثيرًا وانتشارًا. ثم ما لبث الخبثاء الذين أكل الحقد قلوبهم أن وجدوا ما ظنوا أنهم فيه ضالتهم للتقليل من تأثير خطبتى العريفى فى حب مصر وفضلها؛ فنشروا على أوسع نطاق أن معظم المادة العلمية التى استقى منها العريفى خطبته منقولة من مقالات للباحث الدكتور محمد موسى الشريف التى نشرها فى سلسلة مقالات فى مجلة المجتمع الكويتية تحت عنوان "فضائل مصر ومزايا أهلها"، وخاض الخبثاء فى هذا الأمر حتى أن العريفى كتب عبر "تويتر": "البعض سألنى عن المعلومات التى ذكرتها بخطبتى عن مصر.. وأكثرها استفدتها من مقالات للصديق العزيز د.محمد موسى الشريف (فضائل ومزايا مصر)، وقد أذِن". ولأن الحديث دار عن فضيلة الدكتور محمد موسى الشريف؛ فقد أحسست أن الكرة فى ملعبى، فهذا العبقرى الفذ هو أستاذى الذى أشرفَ علىّ برسالة الدكتوراه؛ هذا الشريف المدينى الذى منّ الله عليه بالانتساب إلى نسل سيد البشر - صلى الله عليه وسلم -؛ والذى تشرفت بالقرب منه لعدة سنوات كانت من أجمل أيام عمرى فكم جالسته فيها وتعلمت منه وتحاورت معه وسافرت بصحبته وآكلته وشاربته فى منزله ومسجده ومكتبه؛ د.محمد موسى الشريف - أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز -؛ العلامة الموسوعى الذى جاوز الخمسين بسنوات يقل عددها عن أصابع الكف الواحدة، ورغم ذلك كتب قرابة الثمانين مؤلفًا فى الدعوة والعقيدة وعلوم القرآن والتراجم والسلوك والتاريخ والأدب، بالإضافة إلى عشر برامج تلفزيونية ومثلها من الألبومات المرئية وضعفها من الأشرطة السمعية؛ فضلًا عن خطب الجمعة والدروس المسجدية، كل ذلك دون الانقطاع عن عمله ككابتن طيار الذى أتاح له أن يجوب العالم بأسره فأصبح مغرمًا بتاريخ الأمم والشعوب شغوفًا به؛ فأنشأ موقعَ "التاريخ" على شبكة الإنترنت وهو المشرف عليه؛ وبوسعكم أن تطلعوا على سيرته الذاتية العطرة الثرية على هذا الرابط (http://www.altareekh.com/pages/view/22.html)؛ لكيلا تستغربوا كيف تصل الهمم العالية بأصحابها؛ كيف لا وهو مؤلف الكتاب الشهير "الهمة طريق إلى القمة"؛ وهو محبٌ مخلصٌ لمصر التى لم تغب عن مؤلفاته فكتب عن تاريخها مع الحملة الفرنسية والاستعمار الإنجليزى؛ وعن فضائلها وشمائل أهلها التى استقى منها الشيخ العريفى؛ وهو صاحب التغريدة الشهيرة إبان انتخابات الإعادة الرئاسية فى مصر: "لم أر صراعًا بين الحق والباطل مثل ما يدور فى مصر الحبيبة الآن". عندما اطلعت على المهاترات عن نقل العريفى عن الشريف سارعت بالاتصال بأستاذى "د. الشريف" لأسأله عن تفاصيل الواقعة، وبعد العتاب على طول الغياب قال لى الرجل الكريم: "الشيخ العريفى اتصل بى هاتفيًا واستأذننى فى النقل من كتاباتى عن مصر فأذنت له مُرحبًا بالدور الطيب الذى يقوم به لدعم الشعب المصرى الحبيب، (ويواصل الشريف) .. ثم فوجئت بعد خطبته أن اتصلت بى قناة (عربية) كُبرى؛ لتخبرنى أنها كونت (فريق عمل) قام بحصر التشابه بين خطبته وبين كتاباتى؛ وأنها ترغب فى تبنى هذا الموضوع إعلاميًا للحفاظ على حقوقى.. ويودون بشدة وإلحاح اشتراكى فى هذا الأمر الذى يستهدف (مصلحتى)؛ فأخبرتهم بأننى أذنت للرجل، ثم قمت فورًا بالاتصال بالشيخ العريفى وقلت له: "إن القوم يكيدون لك.. فإن شئت أن أكتب لك إذنًا خطيًا موقعًا ومختومًا منى لتتقى به شرهم لفعلت"؛ هذا ما قاله لى (شخصيًا) د. محمد موسى الشريف؛ ولولا أنها كانت مكالمة هاتفيةً لقلت (حرفيًا). ثم عدت بعد ذلك للمصدر الذى اطلعت فيه على خبر نقل الخطبة (وهو واحد من عشرات)؛ فوجدت فيه 72 مُعلقًا على الخبر، فأجريت إحصائية بسيطة اكتشفت منها أن 54 من المعلقين لم يتأثروا بهذه الفتنة وواصلوا الزهو والفخر والشكر والتقدير للعريفى وللمصدر الذى نقل عنه؛ بينما 18 فقط استغلوها فرصة للتشويه والتشنيع؛ منهم 5 كانت تعليقاتهم شتائم وسباب تُعبر عن سفاهتهم وسوء أدبهم وسواد قلوبهم، فقمت بإضافة تعليقٍ ساخرٍ قلت فيه: "الجماعة اللى زعلانين قوى.. ده على أساس إن الدكتور محمد موسى الشريف.. المصدر اللى استقى منه العريفى.. عضو فى جبهة الإنقاذ مثلًا.. وعلى أساس إن لو كان الدكتور الشريف هو اللى قال نفس الكلام على منابر الرياض والقاهرة.. كانت هاتعجبكم؟؟!.. طيب ما هو العريفى قرأ فى الخطبة معظم أبيات قصيدة حافظ إبراهيم.. اللى كلنا عارفينها وحافظينها.. يبقى برضه كوبى وبيست؟ .. بصراحة واضح إن العريفى حرقكم قوى.. وخلى شكلكم.. وحش.. قوى.. قوى". وأخيرًا أود التنويه بأن حملة تشويه العريفى والتنديد به وبأقرانه من العلماء والدعاة الكرام الذين هبوا لنصرة مصر، لم تقتصر على أفاعى الإعلام الفلولى وغلاة الليبراليين، بل شارك فيها شيوخ فتنة مصريون ينتمون إلى فرقة ضالة تُسمى "الجامية" أو "المدخلية" لا يعرفها الناس لأن الإعلام المضلل عندما ينشر تصريحاتهم يصفهم بأنهم سلفيون، ومن هنا أدعو أحبابى فى الدعوة السلفية للتبرؤ منهم وفضح أمرهم وبيان ضلالهم؛ لأن ما يقومون به من تخريبٍ وتخريف؛ هو تشويهٌ للسلفية والسلفيين.