بدأت أحداث الثورة الفرنسية فى 14 يوليو سنة 1789، باقتحام الشعب الفرنسى سجن الباستيل رمز الظلم والاستبداد، وفى أغسطس 1792م قام أهل باريس بسجن لويس السادس عشر وعائلته، وانتهى بذلك حكم الملكية الدستورية، وبعد ذلك دعت الجمعية إلى مؤتمر قومى يتم انتخابه على أساس حق الاقتراع العام للبالغين من الرجال، والذى أدى إلى إقرار دستور جديد. وفى تلك الأثناء، عانت الجيوش الفرنسية من هزائم عسكرية إضافية، وخشى الباريسيون أن يصل الغزاة إلى المدينة فى زمن قصير، كذلك خشى الباريسيون من ثورة تقوم بها الأعداد الكبيرة من المحتجزين فى سجون المدينة، وخلال الأسبوع الأول من سبتمبر طبق بعض الناس القانون بأيديهم، حيث قاموا بإعدام أكثر من 1000 شخص، وقد أثارت هذه الإعدامات والتى يشار إليها بمذابح سبتمبر استياء الكثير من الناس فى فرنسا وأوروبا، وجعلتهم معادين للثورة، وساعد نصر الجيش الفرنسى فى 20 سبتمبر فى إنهاء الأزمة. أفضت تنحية الملك إلى مرحلة جديدة للثورة، وكانت المرحلة الأولى حركة إصلاح متحررة للطبقة الوسطى مبنية على الملكية الدستورية، أما المرحلة الثانية فقد كانت من أجل المبادئ الديمقراطية، وافتتح المؤتمر الوطنى الذى اختير أعضاؤه بالانتخابات، كان الاقتراع فيها متاحًا لذكور فرنسا البالغين جميعهم تقريبًا، وأعلنت فرنسا جمهورية فى 21 سبتمبر عام 1792م، وكان شعارها الرسمى الحرية والمساواة والإخاء. بعد ثورة الشعب ضد الملك، أقنعت مارى أنطوانيت لويس بالفرار من باريس، وبالفعل خرجت العائلة الملكية متنكرة فى عربة متجهة للحدود الشرقيةلفرنسا، لكن أحد الوطنيين المتيقظين تعرف على الملك من صورته المطبوعة على العملة الورقية، وتم إيقاف الملك والملكة فى فاران، وأعيدا تحت الحراسة إلى باريس. كانت مارى تعمل للحصول على المساعدة من الخارج، وحينما بدأت الحرب مع النمسا وبروسيا فى عام 1792م، اتهمت بإفشاء أسرار عسكرية إلى الأعداء، وارتاب الشعب وأيقن أنها مذنبة بسبب تلك الخيانة. فى 10 أغسطس 1792، أوقف الملك عن تولى أمور مُلكه بعد مظاهرات عنيفة طالبت بخلعه، وساقت به وبالعائلة وولى العهد ابنه الطفل (لويس السابع عشر) إلى سجن "المعبد"، وتولت جبهة "الكونفنسيون" محاكمته. تم الحكم عليه بقطع الرأس، ونفذ الحكم فى مثل هذا اليوم عام 1793، فى ساحة الكونكورد بباريس، بينما أعدمت مارى أنطوانيت فى 16 أكتوبر من نفس العام، بعد أن اقتيدت بعربة مكشوفة دارت بها فى شوارع بارس، حيث رماها الغوغائيين بالأوساخ وكل ما يقع تحت يدهم، وقصوا شعرها الطويل ثم وضعوا رأسها الصغير فى المكان المخصص فى المقصلة التى أطاحت برأسها، وكان عمرها 38 سنة حين أعدمت، وبقى ولى العهد الطفل وحيدًا فى السجن ثم مات بعد فترة متأثرًا بمرضه.