نظم عشرات الصحفيين امس تظاهرة سلمية صامتة امام مجلس الشعب احتجاجا على تعطيل الحكومة لمشروع قانون الغاء عقوبة الحبس فى جرائم النشر وعلى تعديل قانون مباشرة الحق السياسية والذى تضمن المادة 48 التى تغلظ عقوبتى الحبس والغرامة على كل من ينشر اخبارا يعتبرها الحزب الحاكم مؤثرة على العملية الانتخابية. تاتى التظاهرة ضمن سلسة احتجاجات واسعة للصحفيين تضمنت اعتصاما بمقر النقابة على خلفية منع قوات الامن لمسيرة سلمية لهم يوم الخميس الماضى. تجمع الصحفيون منذ الصباح الباكر امام مجلس الشعب رافعين اليافطات المطالبة بحرية الصحافة والغاء القيود المفروضة على حرية الراى والتعبير. وطالب المتظاهرون الحكومة بالتراجع عن المادة 48 التى تضمنتها التعديلات الاخيرة لقانون مباشرة الحقوق السياسية وسرعة تقديم مشروع القانون الذى تقدمت به النقابة لالغاء عقوبة الحبس لمناقشته واقراره فى البرلمان قبل فض الدورة البرلمانية المقرر لها الاربعاء القادم. كما طالب الصحفيون بانجاز وعد القيادة السياسية بالغاء عقوبة الحبس والتى تم الاعلان عنها على لسان نقيب الصحفيين فى فبراير من العام الماضى. حاصرت قوات الامن جموع الصحفيين وضيقت الخناق عليهم مما ادى لوقوع احتكاكات بينهم وبين قوات الامن تحول على اثره التجمع السلمى الى تظاهرة ردد خلالها الصحفيون الشعارات المناوئة لسياسة الحزب الحاكم وقياداته. وقد اعلن نقيب الصحفيين جلال عارف بعد لقاء تم بين وفد من مجلس النقابة ورئيس مجلس الشعب الدكتور فتحى سرور ورئيس مجلس الشورى صفوت الشريف اللذين ابدا تجاوبا مع مطالب الصحفيين. وقال إن رئيس مجلس الشعب ابدى تجاوبا مع مشروع القانون الذى قدمته النقابة ووزارة العدل وانه تم تحويله الى مجلس الوزراء منذ عدة اسابيع بعد ان ابدى مجلس الشعب موافقة عليه من حيث المبدأ. واشار النقيب الى ان جهودا مازالت تبذل مع رئاسة مجلس الوزراء لتحويل مشروع القانون الى مجلسى الشورى والشعب حتى يتم الانتهاء منه خلال الدورة الحالية. وبسؤال حول وسائل الضغط التى يمكن ان تلجأ اليها النقابة فى حالة عدم الاستجابة اكد نقيب الصحفيين ان هذا الامر لم يدرس بعد وانه متروك لمجلس النقابة كى ينظر فيما يمكن اتباعه فى الفترة القادمة. فى حين اكد سكرتير عام النقابة يحيى قلاش ان لقاء وفد مجلس النقابة لم يفكر فى اى وسائل ضغط لان الهدف من المقابلة كان هو توصيل مطالب الصحفيين الى رئيسى مجلش الشعب والشورى دون التعرض لما يمكن ان يفعله المجلس فى حال عدم الوفاء بالوعد من جانب رئيسى مجلس الشعب والشورى وهما اللذان حصل المجلس منهما على وعد باجراء اتصالات مع المسئولين حتى يتم عرض المشروع على مجلس الشعب لاقراره قبل فض الدورة البرلمانية. ومن جانبهم أعلن الصحفيون اعتصاما مفتوحا في مقر التظاهرة أمام مجلس الشعب حتى يتم الانتهاء من الاتصالات إلى وعد بها المسئولون. وعلمت المصريون أن الشريف أبلغ مجلس النقابة استياء الرئيس الشديد من الهجوم الحاد الذي تشنه عليه الصحف المعارضة والمستقلة خاصة الصحف المستقلة مثل الدستور وصوت الأمة والمصري اليوم. وأوضح الشريف أن الرئيس مستاء كذلك من تحول نقابة الصحفيين إلى "هايد بارك" للقوى المعارضة وغير الشرعية مثل الإخوان المسلمين وحركة "كفاية" التي توجه إنتقادات حادة للرئيس وعائلته.