حذرت الحكومة الفنزويلية الخميس من "الحرب النفسية الإعلامي " الرامية إلى "زعزعة" استقرار البلاد في وقت يتابع الرئيس هوغو تشافيز علاجه من السرطان في كوبا. وحيال الغموض المحيط بمرض الرئيس الفنزويلي، طالبت المعارضة الأربعاء بكشف "الحقيقة" حول الوضع الصحي لتشافيز. حذرت الحكومة الفنزويلية الخميس من "الحرب النفسية الإعلامية" الرامية الى "زعزعة" استقرار البلاد في وقت يتابع الرئيس هوغو تشافيز علاجه من السرطان المستمر منذ اكثر من ثلاثة أسابيع في كوبا. وقالت الحكومة في بيان تلاه وزير الإعلام ارنستو فيليغاس وبثته وسائل الإعلام الرسمية أنها "تحذر الشعب الفنزويلي من الحرب النفسية التي اطلقتها الشبكة الإعلامية الخارجية في شأن صحة رئيس الدولة، وهدفها الأول والأخير زعزعة" استقرار فنزويلا وانهاء "الثورة الاشتراكية" فيها. كما أوضح الوزير ان تشافيز يعاني "مضاعفات" اثر "التهاب رئوي حاد" أصابه خلال العملية التي خضع لها للعلاج من السرطان قبل ثلاثة أسابيع في هافانا. وقال "بعد العملية الدقيقة في 11 /ديسمبر الماضي، عانى القائد تشافيز مضاعفات اثر اصابته بالتهاب رئوي حاد. هذا الالتهاب تسبب بضيق في التنفس يتطلب متابعة صارمة للعلاج" الذي يخضع له. وكانت الحكومة اكتفت في وقت سابق بالإشارة الى ان تشافيز مصاب ب"التهاب في الجهاز التنفسي". وما زال التطور المقلق للحالة الصحية للرئيس هوغو تشافيز الذي ادخل المستشفى في كوبا لمعالجته من سرطان يقلق فنزويلا، وحمل الحزب الحاكم والمعارضة على الاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات وذلك قبل اسبوع من قسم اليمين ولاية جديدة في العاشر من كانون الثاني/يناير. وقد وصل رئيس الجمعية الوطنية ديوسدادو كابيلو مساء الأربعاء الى هافانا، كما ذكرت الخميس صحيفة اولتيماس نوتيسياس اليسارية، فأطلقت من جديد التكهنات المتعلقة بالحالة الصحية للرئيس الذي اجريت له عملية رابعة لمعالجته من السرطان في 11 كانون الاول/ديسمبر. وكان من المقرر ان يعود نائب الرئيس نيكولاس مادورو الذي زار الرئيس في 28 /ديسمبر، مساء الاربعاء الى كراكاس، لكن اي معلومة لم تؤكد الخميس هذه العودة. ومساء الاربعاء، اعلن صهر تشافيز، وزير العلوم والتكنولوجيا خورخي اريازا، على حسابه في موقع تويتر، ان الاطباء ابلغوه ان الرئيس في حالة "مستقرة" لكنها ما زالت "دقيقة"، ولم يقدم مزيدا من الايضاحات. ويزور اريازا تشافيز برفقة عدد من افراد عائلته، منهم شقيقه ادان تشافيز حاكم ولاية باريناس (غرب) وبناته الثلاث وابنه. وحيال الغموض المحيط بمرض الرئيس الفنزويلي، طالب رئيس ابرز تحالف للمعارضة الفنزويلية الاربعاء بقول "الحقيقة" حول الوضع الصحي لتشافيز. ودعا رامون غييرمو ايضا الحكومة الى اصدار تشخيص كامل للمرض. والخميس، اقترح احد رموز المعارضة، رئيس بلدية كراكاس انطونيو ليدزيما تشكيل لجنة سياسية وطبية تضم المعارضة يتم ارسالها الى كوبا "لتحديد حقيقة الوضع الصحي للرئيس مباشرة". وتكتمت السلطات على طبيعة هذا السرطان وموضعه الدقيق في منطقة الحوض، والذي تم تشخيصه في حزيران/يونيو 2011. ومنذ ذهاب تشافيز الى كوبا قبل اكثر من ثلاثة اسابيع، لم يصدر اي بيان طبي، وتكتفي الحكومة بنشر معلومات ضئيلة في بيانات مقتضبة او عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وتزايدت الشائعات عن احتمال وفاته بعدما اعلن نيكولاس مادورو الاحد من كوبا عن تدهور الحالة الصحية للرئيس (58 عاما) والذي يتولى الحكم منذ 1999. وتحدث خصوصا عن "انتكاسات جديدة ظهرت على اثر اصابته في الجهاز التنفسي"، مشيرا الى انها "ستعالج بطريقة لا تخلو من المخاطر". وتطرح خطورة الوضع الصحي لتشافيز مسألة حضوره في العاشر من كانون الثاني/يناير في الجمعية الوطنية حيث سيقسم اليمين لولاية جديدة بعد اعادة انتخابه في السابع من تشرين الاول/اكتوبر. والمح مادورو وكابيلو الى امكانية تأجيل قسم اليمين لكن المعارضة شددت الاربعاء على ضرورة احترام الدستور. وقال زعيم ابرز تحالف للمعارضة "في حال لم يتمكن الرئيس المنتخب في قسم اليمين لاسباب تتعلق بمرضه، يتعين تطبيق الاجراءات المنصوص عنها في الدستور". وهنريك كابريليس المرشح الذي هزمه تشافيز في تشرين الاول/اكتوبر، والذي لم يستبعد في الايام الاخيرة التأجيل، ايد رأي التحالف، مؤكدا الاربعاء على تويتر ان "الردود على الغموض الذي تسببت به الحكومة، موجودة في الدستور". ورد كابيلو ان الحكومة تعرف "جيدا" ما يتعين عليها القيام به، داعيا المعارضة الى "الاهتمام بما ستقوم به هي نفسها". وينص الدستور على انه في حال ثبوت عجز الرئيس المنتخب، يتولى رئيس الجمعية الرئاسة بالوكالة ويدعو الى انتخابات مبكرة خلال 30 يوما. وفي واشنطن، ابدت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند قلقا متزايدا ازاء النقص في الشفافية حيال الوضع الصحي لتشافيز داعية الى ان يكون "اي انتقال سياسي في فنزويلا نتيجة قرارات يتخذها الفنزويليون". كما استبعدت وجود اي مؤامرة غربية في الموضوع كما اكد بعض المقربين من النظام، مؤكدة عدم وجود "حل مصنوع في الولاياتالمتحدة" لهذا البلد. وقبل توجهه الى هافانا، عين تشافيز نائب الرئيس نيكولاس مادورو لتولى شؤون الرئاسة بالوكالة خلال فترة غيابه. ونقل اليه جزءا من صلاحياته ورشحه على الحزب الحاكم اذا ما اجريت انتخابات رئاسية جديدة.