يترقب جموع الشعب المصري ماذا سيحدث في مصر بعد الانتهاء من الاستفتاء على الدستور وتحدوهم، الأماني أن يكون الحاضر أفضل على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية كافة. فكم تعطش المصريون إلى الاستقرار والأمن وأن يحيوا حياة كريمة تحفظ كرامتهم وتصون آدميتهم. وكم حلموا بتحسن الأوضاع المعيشية وتوفير الاحتياجات الرئيسية من مأكل وملبس ومسكن وعلاج وتعليم. وكم بحت أصواتهم لإيجاد من يسعى إلى حل مشكلاتهم ويستمع إلى همومهم ويهون عليهم الصعوبات التي تطحنهم ليل نهار ويحقق لهم جزءًا من الطموحات. وكم يتطلع الشعب المصري إلى من يعوضهم عن الظلم الذي تعرضوا له على مدار العقود المنصرمة، ويبعث في نفوسهم بصيص أمل نحو تحقيق الآمال وإشباع الرغبات المشروعة في الحياة الكريمة. لقد عانى الشعب المصري على مدار حقبة من الزمان كل أنواع الظلم من ذل وهوان وهضم الحقوق وكتم الحريات وتقييد الآراء وغياب العدالة وتقتير في المعيشة وتغييب الكفاءات وتضليل العقول وتزييف الحقائق ونهب لخيرات البلد وإمكانياته الاقتصادية. ولرغبتهم في تغيير أوضاعهم واستقرار بلادهم خرجوا يتحملون العناء فمنهم من قطع المسافات الطويلة ليقول "نعم" لاستقرار مصر ومنهم من وقف ساعات طويلة في الطوابير ليقول "نعم" للحياة الكريمة. أعلم أن محاور كثيرة تفرض نفسها على الدكتور مرسي سواء منها ما يتعلق بالسياسة من انتخابات برلمانية وأزمات القضاة التي لا تنتهي والعنف السياسي الذي فرض نفسه على الساحة المصرية. ومنها ما يتعلق بالأمن والاستقرار من مواجهة ظاهرة البلطجة الخطيرة التي تهدد استقرار مصر وتعبث بأمن الوطن والمواطنين وكيفية التعامل مع ما طرأ على سيناء من عنف سياسي وتطرف فكري في الآراء والسلوكيات ومنها ما يتعلق باقتصاد البلاد من وضع حد للمشكلات الاقتصادية وإيجاد حلول مناسبة تذلل الصعوبات وتقضي على الأزمات الاقتصادية المتوقعة مع وضع خريطة وآليات متوازنة لتطبيق السياسات الاقتصادية التي ترتقي بمصر. ومنها ما يتعلق بالعدالة الاجتماعية من الاهتمام بالفقراء والعناية بهم ودعمهم ماديًا ومعنويًا وإشعارهم بآدميتهم وكفالة الدولة لهم وتحسين أحوال الريف المصري وتوفير أساسيات المعيشة له من طاقة وصرف صحي ومياه نقية تصلح للآدمي، والارتقاء بالعشوائيات التي يكتظ فيها المواطنون والنظر إليها على أنها جزء من مصر ومن يسكن فيها مصريون الجنسية والهوية. والاهتمام بالعمال الكادحين على لقمة عيشهم وتحقيق العدالة الاجتماعية التي غيبوا عنها طويلًا برعايتهم وتوفير الخدمات التي تيسر لهم عناء المعيشة. ولكن أولويات المواطن في رأيي بعد إقرار الدستور أن تعلن الدولة حزمة قرارات تصب في صالحه في المقام الأول ويشعر بأثرها ويجني ثمارها ويحصد نتاجها. حزمة إجراءات تشعره بانجازات ثورة 25 يناير لا على مستوى صناديق الاقتراع فحسب أو التعبير عن الرأي بل في المجالات كافة. حزمة قرارات تحقق له العدالة الاجتماعية ليحيا كريمًا ويصبح لبنة صالحة في المجتمع يعمل لينتج ويفكر ليبتكر ويبني مصر الجديدة. حزمة إجراءات توفر له لقمة العيش وتطرح أمامه فرص عمل جديدة تقضي على البطالة التي يعاني منها كل بيت في مصر. أطمح من مرحلة ما بعد الدستور أن تعيد صناعة مستقبل مصر من جديد من خلال نموذج فريد للحكم يتصف بالعدل ويطبق سياسة الحزم. أتمنى من مرحلة ما بعد الدستور أن ترسم واقعًا مغايرًا لما عاشه المصريون من آلام ومعاناة من قبل وأن تسعى جاهدة لمحو كل آثار المعاناة والظلم. أمنيتي وأمنية كل مصري في مرحلة ما بعد الدستور أن تكون بداية عصر جديد مزهر لمصر والمصريين تدرك فيه قيمة مصر وإمكانيات المواطن المصري. [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]