الإسلاميون: يهدد الثورة المضادة.. والعلمانيون: يفتح باب العوده للمصالحة استقبلت القوى الإسلامية والسياسية خطاب الرئيس محمد مرسى اليوم أمام مجلس الشورى فى مستهل الدورة البرلمانية ال 33 للمجلس بترحاب شديد، مؤكدين أن الخطاب جاء ردا قويًا لمروجى الشائعات وقائدى الثورة المضادة المروجة لإفلاس البلاد ودخولها فى نفق مظلم واصفينه بأقوى خطابات الرئيس المنتخب منذ توليه السلطة، فيما اعتبرت جبهة الإنقاذ الخطاب بداية المصالحة الوطنية. الدكتور فريد إسماعيل، عضو المكتب التنفيذى لحزب "الحرية والعدالة"، قال إن الخطاب تاريخيًا، لأنه أول خطاب للرئيس فى هذا المجلس، وكذلك نظرًا لأنه أول خطاب للرئيس بعد إقرار الدستور أمام المجلس التشريعى الذى سيتولى إقرار التشريعات لحين انتخاب مجلس النواب طليعة العام القادم. وقال إسماعيل إن الرئيس مرسى أعطى مزيدًا من الطمأنة حول الاستقرار السياسى والاقتصادى، مشيرًا إلى أن الاقتصاد بحالة جيدة ومطمئنة والديون الخارجية لم تصل إلا إلى 20% فقط من الناتج المحلى، فى حين أن دولا كثيرة من دول العالم تصل فيها الديون 120%، ومع ذلك لا تتخوف من شبح الإفلاس كما يروج البعض عن الوضع فى مصر. وأكد أن كلمة الرئيس أعطت عددًا من المعانى الإيجابية وعلى رأسها توافر العديد من الموارد فى مصر، على رأسها المشروع الذى سينفذه الرئيس فى قناة السويس من إنشاء مدينة ضخمة هناك، والذى سيوفر 100 مليار دولار وهو ما يعنى تزايد 20 ضعفاً من دخل قناة السويس الحالى. وأشار إسماعيل إلى أن كلمة الرئيس بعثت برسالة إلى الهاربين فى الخارج والذين يقودون الثورة المضادة من خارج مصر، وفحوى الرسالة بأن مصر قوية وستتحمل ضرباتكم، ولن تركع فى أى وقت كان. واعتبر الدكتور حمدى حسن القيادى بجماعة الإخوان المسلمين أن الرئيس ظهر فى لياقة نفسية وبدنية عالية، ووجه خطابا شاملا أورد فيه رسائل إلى الداخل والخارج وتحدث عن هموم المواطن المصرى. وأضاف حسن أن الرئيس تحدث عن توفير فرص العمل وإمكانيات النمو الاقتصادى خلال الفترة المقبلة ويأتى على رأس تلك الأولويات المشروعات العملاقة والتطور الزراعى والصناعى وكافة الإصلاحات الاقتصادية وإنشاء مجلس للتنمية للاقتصادى. وقال حسن إن الرئيس تناول فى خطابه الوضع فى سوريا وبعض بلدان الخارج، وأضاف أن القوى المدنية أمامها فرصة عظيمة لتغيير إستراتيجيتها والانضمام إلى منظومة الحوار الوطنى والسعى نحو بناء اقتصاد وطنى حقيقي. وأكد أسامة قاسم عضو جماعة الجهاد الإسلامى أن الخطاب تناول عددا من النقاط الهامة فى مواجهة ما يحدث من إثارة الذعر الاقتصادى والأمنى فى أنحاء العاصمة والمحافظات. وتابع بالقول: "حدثت أعمال إجرامية من خلال رسائل للمواطنين تحذرهم بوجود إفلاس فى مصر ولكن الرئيس رد عليهم بشكل قوى وأوضح ومن خلال أرقام ومعلومات وبيانات واضحة عن طريقة التعافى التى تتم للمجال الاقتصادى والزراعى والصناعى وتعد هذه طمأنة للمواطنين". وأضاف محمد حسان سكرتير اللجنة الإعلامية لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية أن الخطاب أوضح رؤية مصر فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية والتزامها بالاتفاقيات الدولية وحرص مصر على تحقيق الحرية للشعبين السورى والفلسطيني. وأبدى المهندس أحمد ماهر أمين لجنة الشباب بحزب الوسط إعجابه بخطاب الرئيس خاصة الإعلان عن إنشاء مجلس للتنمية تابع لرئاسة الجمهورية للوقوف على مقتضيات التنمية فى مصر بعد وضع الدستور. و قال ماهر إن الخطاب جاء ليعبر عن مرحلة ما بعد إقرار مشروع الدستور الجديد وبدء العمل على المشروعات القومية مثل سيناء وتوشكى وتحديد أولويات مصر القادمة بخصوص الشأن العربي. وانتقد أمين شباب حزب الوسط تجاهل الرئيس الحديث عن حكومة قنديل ومطالبات بعض القوى بإعادة تشكيل الحكومة بما يتوازى مع متطلبات المرحلة من اقتسام السلطة التنفيذية مع الرئيس وإتاحة صلاحيات جديدة للحكومة وفقا للدستور الجديد. فيما انتقد أحمد الإمام عضو المكتب السياسى لحزب مصر القوية تصريحات الرئيس، مشيرا إلى أنه كان يجب أن يحتوى الخطاب على تفاصيل أكثر تتعلق بالحوار الوطنى وإعادة التوافق بين أطراف ورموز المعارضة ومختلف القوى السياسية. وأضاف إمام أن هناك تخبطا إداريا ظهر جليا فى خطاب الرئيس الذى أكد على استقرار الأوضاع فى البلاد وهو ما يطرح تساؤلا حول تكليف الدكتور هشام قنديل بإجراء تعديل وزارى بعد خمسة أشهر، وهو ما يدل بشكل فِعلى على فشلها. وتابع إمام أن انعدام الشفافية والمعلومات والضوابط تشير إلى عدم وجود رؤية واضحة للمرحلة الحالية من جميع الجوانب وتزيد من حالة الاحتقان والقلق التى تراود المواطن المصرى البسيط. وقال محمد حرش عضو الهيئة العليا لحزب الوفد إن الخطاب احتوى على كلام عادى حمل نفس طريقة عرض الأرقام والأمنيات. وأضاف أنه كان يتمنى أن يسمع من الخطاب مصالحة جادة للقضاء وجميع القوى السياسية والمعارضة، وأن يقول الرئيس محمد مرسى بالنص "أقر أن فى الشعب المصرى فصيلا معارضا ووطنيا وأنا على أتم الاستعداد أن أتحاور معه حتى نصل بمصر إلى بر الأمان". ووصف طارق الخولى مؤسس حزب شباب 6 إبريل تحت التأسيس الخطاب مرسى ب"الهزيل" وأنه لم يأت بجديد، موضحا أنه كان يتمنى أن يكون الخطاب ملامسا للواقع وليس بعيدا عنه، مشيرا إلى أن الخطاب احتوى على عدة نقاط منها كيفية النهوض بالاقتصاد المصرى وخطط تنميته ودعم القضيتين السورية والفلسطينية. وتمنى الخولى أن يكون الخطاب دعوة لكل القوى السياسية للحوار، مستنكرًا توجيه الخطاب إلى فئة معينة من الشارع المصري.