في خطوة من شأنها هدم مدرسة البابا شنودة الراحل التي انكفأت على ذاتها لأعوام طويلة، قام البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بزيارة مطرانية الأقباط الكاثوليك، والتقى الأنبا كيرلس وليم المدبر البطريركي للكنيسة الكاثوليكية، ثم انطلق إلى مطرانية الروم الكاثوليك بحي الظاهر والتقى البطريرك جريجوريوس بطريرك الروم الكاثوليك وبطريرك إنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم، ومنها إلى مطرانية الروم الأرثوذكس حيث التقى البابا ثيودروس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس. الزيارات التي تتجاوز حدود البروتوكول والتي صاحبه فيها الأنبا موسى أسقف الشباب والأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة دعا فيه البطريرك الجديد لأول مرة ل"وحدة الكنائس المصرية" تحت لواء واحد، في الوقت الذي كان يكتفي البابا شنودة خلال السنوات الأخيرة بإيفاد مندوب للتهنئة فقط للكنائس الثلاث. وأكد البابا خلال زيارته لكنيسة الروم الكاثوليك أن الكنيسة القبطية تتذكر دائمًا مصر وفلسطين، وقال علينا أن نسعى للوحدة بين الكنائس، ولأول مرة اصطحب البطريرك جريجوريوس بطريرك الروم الكاثوليك البابا تواضروس والوفد المرافق له في جولة داخل الكنيسة وسمح له بزيارة الهيكل – أقدس بقعة بالكنيسة – في سابقة تاريخية، كما قام البابا تواضروس بتوزيع هدايا على بعض الراهبات الكاثوليك وأهدته الكنيسة الكاثوليكية كتاباًَ عن نشأتها فيما قدم لها بعض الأيقونات المسيحية كهدايا أيضًا. وفي كلمته قال البابا جريجوريوس بطريرك الروم الكاثوليك:"نسعى لوحدة مسيحية، تتكلل بقمة روحية "مسيحية-إسلامية" فنحن – أي الأقباط – ملح الأرض ولا يمكن تغييبنا عن الواقع الذي نعيشه". ومن جانبه قال مصدر كنسي ل"المصريون" إن إصرار البابا على تقديم التهاني بنفسه يعكس رغبته الصادقة في تجاوز الخلافات بين الكنائس، كخطوة ثانية عقب فك "تجميد" عضوية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمجلس كنائس الشرق الأوسط، لافتًا إلى أن هناك لقاءات ستجمع بين بطاركة الكنائس المختلفة قريبًا بالكاتدرائية المرقسية لبحث الوحدة بينهم.