الجندي المجهول في انتخابات الرئاسة السابقة ، والحصان الأسود في نتائج الإستفتاء على الدستور ، أصبح الصعيد ، والصعايدة . بلا شك وبعد عقود من التهميش والإهمال المتعمد للصعيد ، وابناؤه ؛ بدأ الصعيد يمثل رمانة الميزان في موازين القوى السياسية، وبدلاً من تعامل بعض مرشحي الرئاسة مع اقليم الصعيد بالكامل ، بشكل يوحي بأنهم أناس سذج، تأتي الجولة الأخيرة من انتخابات الرئاسة لتعلن صراحة قدرة أصوات الصعيد وأبناؤه على ترجيح كفة دون آخرى . وما تلبث أن يعقبها المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور، ليثبت المجتمع الصعيدي للجميع قدرته على اتخاذ القرار ، وتوجيه الدفة الى أي وجهة يريدها . أقل نسبة تصويت بنعم على الدستور كانت 76% ، 77% ، 79% لمحافظات أسوان وأسيوط وسوهاج ، ثم ارتفعت النسبة لتصل الى 83% ، 85%، 89 % لمحافظات المنيا ، بني سويف ، الفيوم ، بمتوسط عام 81.5 % . المؤشر له دلالة قوية على قبول قوي لدى القاعدة العريضة من ابناء الصعيد ، لمؤسسة الرئاسة والتوجه العام لها. ثم التأكيد على ذلك من خلال الإستفتاء على الدستور ، وهو ما يؤكد نمو الوعي السياسي لدى جماهير الصعيد الغفيرة، والتي تجاوز تعدادها العام 40 مليون نسمة . عندما حسم المجتمع الصعيدي معركة الرئاسة ، ومن بعدها الدستور، كان يوجه رسالة واضحة للجميع بوجود ميل فطري الى أي رئيس ذو توجه إسلامي ، حيث تلتقي العادات والتقاليد الخاصة بأهل الصعيد مع مباديء الشريعة السمحة لتكون هذا المجتمع القوي ، المتميز بالترابط الإجتماعي والمباديء والقيم السائدة بين أفراده. وجَّه أبناء الصعيد رسالة لمن حاصروا مسجد القائد إبراهيم ، ومن سبوا الشيخ المحلاوي وحاولوا الفتك به ، والمنحلة أخلاقياً التي تاجرت بجسدها وشرفها وعفتها في السويد ، ومن قبلها في مصر ، مقابل عرض زائل من شهرة أو حفنة دولارات . وجهوا رسالة أيضاً لمن أرادوا أن يطمسوا هوية مصر الإسلامية ، ومن أرادوا زرع بذور الفتنة بين نسيج الأمة بمسلميها وأقباطها . ولم ينسوا أن يلقنوا المتشدقين بالديموقراطية درساً قاسياً في الديمواقراطية حينما ثرثر بعضهم معترضاً عن نسبة الاستفتاء ب 50% + 1 ، ولماذا لا تكون النسبة الثلثين و الثلث ، وقد كان ... ، وتجاوزت النسبة الثلثين لتصل الى أكثر من 70% بفضلِ من الله ثم أصوات أبناء الصعيد. ذلك هو المجتمع الصعيدي العائد بقوة ، ليساهم في تصحيح مسار الثورة ، وترجيح كفة الإستقرار والديموقراطية الحقيقية ، والتأكيد على هوية مصر الإسلامية . تحيةً وسلاماً للمجتمع الصعيدي الذي عاد ليقول للجميع ... يابوي يا مصر أما الواحد بيحبك حب .... [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]