ودعت سوهاج بمشاعر من الأسى والألم شهيد الصحافة الحسيني أبو ضيف، وذلك من مسقط رأسه بمدينة طما من مسجد العسكري في تمام العاشرة صباحًا، حيث تجمع آلاف المودعين لتوديعه، وامتلأت طما بالمشيعين وسط هتافات من قبل بعض النشطاء والصحفيين القادمين من القاهرة مثل "يا حسيني نام وارتاح وإحنا نكمل الكفاح". وناشد الإمام الذي أدى صلاة الجنازة جموع المشيعين عدم استخدام هتافات سياسية أو تحويلها لمظاهرة، إلا أن مشاعر الأسى قد غلبت على الجموع وتحولت الجنازة إلى مظاهرة لتوديع شهيد الصحافة. وقام بعض أفراد الحزب الناصري والقادمين مع الجثمان من القاهرة بترديد مقولة "ولدى يا ولدى والمرشد قتل ولدي" فما كان من أفراد عائلته إلا أن تعالت أصواتهم بمحاولة منعه، كما حدثت عشرات المشادات بين أفراد عائلة الشهيد ومن أرادوا استغلال الجنازة في غير سياقها. كما قاد نشطاء سياسيون وصحفيون قادمون من القاهرة مظاهرة اتهموا فيها الإخوان المسلمين بقتل الحسيني وطالبوا بالقصاص ورددوا هتافات "يسقط حكم المرشد، وارحل يا مرسى" إلا أن هذه الهتافات لم تجد رواجًا. "المصريون" من ناحيتها رصدت استعداد أفراد عائلة الشهيد الحسيني فور سماع خبر موته، وأكدوا خلال ذلك أنهم لن يسمحوا بتحويل جنازة ابنهم لمظاهرة تخريبية لاسيما بعد تنامي أنباء تفيد بنية بعض النشطاء بمدينة طما استغلال مشاعر الاحتقان لتوجيه مظاهرة إلى مقر حزب الحرية والعدالة بطما لإحراقه. يذكر أن الحسيني أبو ضيف 34 عامًا صحفي بجريدة الفجر حاصل على ليسانس الحقوق جامعة أسيوط وذلك بعد أن حصل أيضًا على بكالوريوس التربية جامعة سوهاج ثم انتقل إلى القاهرة ليمارس العمل الصحفي كمحرر في جريدة الفجر وقد اعتنق "الحسيني" الفكر الناصري ومبادئ القومية العربية. كما قام بجهوده مضنية من أجل الدفاع عن الصحفيين ومهنة الصحافة بشكل عام فلا تكاد تخلو مظاهرة أمام نقابة الصحفيين إلا ويكون هو في طليعتها ما جعله ينال باستحقاق عضوية لجنة الدفاع عن مهنة الصحافة.