أعرب السفير عفيفي عبد الوهاب، سفير مصر لدى المملكة العربية السعودية، عن سعادته بالإقبال الملحوظ من المصريين بالمملكة على الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، مشيرًا إلى أنه تم اتخاذ إجراءات واسعة لتجنب سلبيات الانتخابات البرلمانية والرئاسية السابقة. وناشد سفير مصر بالرياض اللجنة العليا للانتخابات بإعادة تحديث قواعد الناخبين من المصريين المقيمين في الخارج نظرًا لما يمثله ذلك من حرج للمواطنين الراغبين في إبداء آرائهم بشكل يساهم في بناء مصر الثورة، رافضا في السياق ذاته الحديث عن أي رأي حول مشروع الدستور الجديد وذلك من منطلق الحياد الذي يجب أن يتمتع به كرئيس للجنة الانتخابات في السعودية. س . ما جهود السفارة المصرية بالسعودية في هذا الحدث الهام؟ ج. بذل العاملون في السفارة وتحت إشرافي المباشر جهوداً مضاعفة من أجل إتمام الترتيبات قبل بداية الاستفتاء بوقت كاف واضعين نصب أعيننا الاستفادة من التجارب السابقة، والاستعانة بخبرات من سبق لهم المشاركة في انتخابات مجلسي الشعب والشورى وانتخابات الرئاسة؛ لتلافي الأخطاء إن وجدت من أجل إخراج الاستفتاء بالصورة المرضية، وهو ما ساهم في الانسيابية واليسر الذي يتم بهما التصويت حتى الآن. س. ما تقييمكم لتجربة دستور ما بعد الثورة؟ ج. الدستور كان ضرورة ملحة للاستقرار وتحديد مسار وإعادة بناء المؤسسات، وربما كان من الأفضل أن يكون هو الاستحقاق الأول بعد الثورة، لأنه لو تم وضع الدستور قبل الانتخابات لساهم في حل كثير من الأزمات. س. هل يعني ذلك أنكم تربطون بين التصويت لصالح الدستور وبداية مرحلة الاستقرار؟ ج. بحكم موقعي ومسئولياتي كرئيس للجنة الانتخابات لا أملك التوجيه لرأي ضد أخر، والمواطن على درجة من الوعي تمكنه من التصويت حسب قناعاته الشخصية دون تدخل من أي فرد يعمل بالسفارة، لكن الاستقرار يبقى أمل كل مصري. س. وما نصيحتك للمصريين العاملين بالخارج وخاصة بالسعودية في ظل دعوة بعض القوى السياسية لمقاطعة الاستفتاء؟ ج. أناشد الجميع باستخدام حقه في التصويت والتعامل بإيجابية بغض النظر عن التصويت بنعم أو لا، مع العلم بأن الإقبال جيد في يومه الأول، ونتوقع أن يزيد في الأيام القادمة وحتى إغلاق الصناديق بنهاية يوم السبت المقبل آخر أيام التصويت. س. هل ترون قصوراً أو سلبيات محددة أظهرتها عملية التصويت؟ ج. نعم هناك بعض السلبيات نتمنى أن تحل في المستقبل، منها تحديث قاعدة البيانات بشكل دوري؛ لأن خلوها من بيانات بعض المواطنين يحدث الكثير من الحرج، وقد تقدم لي بعض الإخوة بشكاوى بسبب عدم إدراج بياناتهم بالقوائم ما حال دون تصويتهم، وبالتالي نطالب اللجنة العليا للانتخابات بأن تجعل استكمال قواعد البيانات من أولوياتها مستقبلاً. س . هل ترون مؤشرات تصويت المصريين بالخارج قراءة لمؤشرات المصريين بالداخل كما أظهرت انتخابات الرئاسة؟ ج. أرجو إعفائي من الإجابة عن هذا السؤال لأنني بحكم موقعي كرئيس للجنة الانتخابات يستلزم مني الحياد التام والنزاهة التامة، ولا أتحدث إلا عن الإجراءات والترتيبات اللازمة لتحقيق الشفافية والحيادية في إجراء الاستفتاء وإتاحة الفرصة للجميع دون توجيه أو السماح بأي توصية لأي مواطن بحيث يقوم كل مواطن باستعمال حقه الانتخابي بالإعراب عن إرادته الخالصة. س. لماذا تستحوذ الجالية المصرية في السعودية خاصة على الاهتمام الرسمي والإعلامي ؟ ج. لان إجمالي عدد المسجلين من المصريين في الخارج حوالي 586،000 مواطن مغترب، منهم 261،294 في السعودية وحدها وهي رقم يتعدى نسبة 45% من إجمالي المسجلين، ومن هنا يكون الاهتمام وتكون الأهمية. س. ما التسهيلات التي تقدمها السفارة المصرية بالرياض للمقيمين بالمدن السعودية الأخرى؟ ج. آلية التصويت تتم غالباً عن طريق البريد وتتسلم السفارة أوراقهم التي تكون عبارة عن مظروفين أحدهما لورقة الاقتراع فقط دون غيرها والثاني يحتوى على صورة من الأوراق الرسمية للمواطن والمثبتة لهويته، ويتوقف دور السفارة في التأكد من مطالبة الأوراق للواقع وعدم وضع أكثر من صوت واحد، وتستبعد الحالات غير الصحيحة. س . حظيت المرأة في مشروع الدستور الجديد بمواد خاصة أحدثت زخماً وتفاعلاً فماذا قدمت السفارة في هذا الصدد؟ ج .للمرأة كل الإعزاز والتقدير فكما يقال: النساء شقائق الرجال، وهي تحظى بنصيب متميز من الاهتمام والترتيبات الخاصة حيث خصص لهم مكان ليقوم على خدمتهم مجموعة من موظفات السفارة لإنجاز تصويتهن بسهولة ويسر . س. وماذا عن سير العمل والمتابعة بالقنصلية المصرية العامة بمدينة جدة؟ ج. العمل يسر بشكل جيد، والتنسيق معهم يجري على قدم وساق في كل المواقف التي تتعلق برعاية المصريين بالمملكة بصفة عامة، والقنصل العام في جدة يرجع لي بخصوص كل الترتيبات الخاصة بالاستفتاء والوضع هناك لا يقل عن هنا بأي حال. س. كلمة أخيرة للسفير عفيفي عبد الوهاب في هذا العرس الجديد؟ ج. أنا سعيد جداً برؤية هذا الإقبال من المواطنين المصريين المقيمين على أرض المملكة للتعبير عن رأيهم فيما يتعلق بالدستور وممارسة حقهم الانتخابي الأمر الذي يعكس وعياً ملحوظاً بالحس الوطني والإعراب عن تطلعاتهم نحو إرساء حياة ديمقراطية سليمة في مصر .